الأمم تبني نفسها بالهمة العالية وسواعد أبنائها المخلصين

  • 5/5/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين: أكّد الداعية د. محمد حسن المريخي أن الأمم تبني نفسها بالهمة العالية وسواعد المخلصين من أبنائها، فتشق طريقها نحو المستقبل وتنظر منافعها ومضارها وعدوها وصديقها ومساعدها ومعرقل سيرها، مُشيراً إلى أنها تتعلم من تجاربها وتستفيد من محنها وأزماتها وشدائدها. وأوضح د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الهمة العالية، شعور إيماني رفيع يدفع صاحبه بإذن الله إلى بلوغ رضا ربه وتحقيق طموحاته ومنشود أهدافه وغاياته، مُشيراً إلى أنها قوة قلبية يتفضل الله تعالى بها على عبده فيحبب إليه الإيمان ويبين له سبيل الرشاد ويريه منازل المُفلحين وكبير عطائه للفائزين. وبيّن أن الهمة تكون بالعلم والبصيرة والإيمان واليقين، لافتاً إلى أن العلم يرفع قدر صاحبه ويلزمه معالي الأمور ويتقي فضول المباحات. علوّ الهمة وأشار إلى أن ديننا الإسلامي يحث على علو الهمة والرفعة والعزيمة وقوة الإرادة حيث يقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى يُحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها). وأضاف خطيب جامع الإمام: لقد أثنى الله سبحانه على أصحاب الهمم العالية من الأنبياء والمرسلين، وأوصى نبيه ورسوله بالاقتداء بهم، فقال عزّ وجلّ (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل). وسجل جل وعلا بعض المواقف لأصحاب الهمم العالية الذين ملؤوا حياتهم بجلائل الأعمال وشهدت لهم الأمة بعلو الهمة. وشدّد د. المريخي على أن معالي الأمور لا يبلغها إلا أصحاب الهمم العالية والعزائم القوية. تقوية شوكة المرابطين وأضاف: الهمة العالية تبني الأوطان وترفع البنيان وتحرس الدين وتقوي شوكة المرابطين وتقطع طمع الطامعين وما اطمأنت الدول والبلدان إلا بهمة أبنائها وولاتها وحراسها ويقظة أهلها الشجعان، أهل العزيمة والمكارم العظام. وذكر أنه لا تنال الكمالات إلا بالمشقة ولا يعبر عليها إلا على جسر من التعب، مستشهداً بقول ابن القيم رحمه الله: أجمع عقلاء كل أمة أن النعيم لا يدرك بالنعيم وإن من آثر الراحة فاتته الراحة، فلا فرحة لمن لا هم له ولا لذة لمن لا صبر له ولا راحة لمن لا تعب له، بل إذا تعب العبد قليلاً استراح طويلاً، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قادته لحياة الأبد. رفض الظلم ونوّه بأن النفوس العلية لا ترضى بالظلم ولا بالفواحش ولا بالسرقة ولا بالخيانة ولا بالنفاق والمخادعة ولا بالعبث والتخريب والنفوس الحقيرة بالضد من ذلك. وقال: بهمّة المخلصين بعد قوة الله وقدرته كانت عافية الأبدان وجمال الأوطان واجتماع الأحبة والخلان وصلة الأرحام وصلحت الأرض بعد فسادها، وتابع : الهمة العالية حصن من حصون الأمم التي تريد العيش الهنيء وتحترم نفسها وتصون كرامتها ومكتسباتها فما خرست البلدان ولا اندحر العدوان وخاب رجاء أهل الزيغ والبهتان ولا خسأ الشيطان ولا فشلت مخططات التخريب إلا بالهمم العالية بعد توفيق الله وقوته. ومضى خطيب جامع الإمام إلى القول: الأمم بعالي الهمة حيرت عدوها المتربص بها، وفي الوقت لقنته درساً بليغاً لن ينساه، بأن إرادتها بعد إرادة الله تعالى فوق كل إرادة وسيادتها عالية لا تخضع لمبغضها وشائنها. احترام الأمة وقال إن احترام الأمة تفرضه على مثيلاتها وشبيهاتها فتقبل ما يوافق منهجها وخط سيرها وترد وترفض ما يعارض دينها ويصادم دستورها. وأكّد أن الهمة العالية ترفع بيتاً لا عماد له وتدعم بيت العز والخير والشرف، مُشيراً إلى أن الذين بنوا بنيانهم وأسسوا مشروعاتهم على عالي الهمم وقوي الإرادة وربطوه وأوصلوه بحبل الله المتين وشرعه المبين وجدوا البنيان الأصيل الذي يبقى لهم على مرّ السنين، حسياً ومعنوياً. اغتنام المواسم وقال د. المريخي إن خير ما استقبل بالهمة العالية طاعة الله تعالى واغتنام مواسم الطاعات وأعظمها شهر رمضان ، الذي هو الصيام والقيام وتلاوة القرآن والوعد الكريم بدخول الجنان. وخاطب المصلين قائلاً: لقد أتاكم رمضان شهر البركة، فيه خير يغشاكم، فتنزل الرحمة وتحطّ الخطايا ويُستحب فيه الدعوة، ينظر الله إلى تنافسكم ويباهيكم بملائكته فأروا الله منكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه الرحمة. وأكّد أن الهمة في العمل بالشرع عافية للبلاد والعباد تكثر الأرزاق وتنزل البركات والخيرات ويحفظ الله البلاد ببركة أهلها العبّاد، فلا يقربها الظلمة ولا الحسّاد ويرد عنها الله سبحانه أهل الشرّ والفساد. وقال إن عافية الدين هي أمّ العوافي، فإذا حلّت عافية الدين في أرض تنزلت كل العوافي تبعاً لأمهم، وإذا غادرت عافية الدين أرضاً فلا تسلْ عن بناتها فإنهن يتابعن أمهنّ.

مشاركة :