صرح الدكتور خالد العنانى وزير الآثار بأنه من المقرر افتتاح المتحف المصري الكبير بالكامل في عام 2022، موضحا أنه سيتم وفقا للجدول الزمنى المحدد الانتهاء من المرحلة الثانية من المتحف ونقل 54 قطعة أثرية له قبل شهر يوليو 2020. وأضاف العناني أنه سيتم عرض الكنوز والمقتنيات الفريدة للملك توت عنخ آمون لأول مرة كاملة بطريقة جديدة وجذابة عند الافتتاح الجزئى للمتحف نهاية العام الحالي، وذلك حيث تم تخصيص قاعة تبلغ مساحتها نحو 7500 متر مربع لعرض تلك المقتنيات. منوها بأن عرض مقتنيات الفرعون الذهبى بصورة كاملة سيسهم فى الرواج للمتحف الكبير، الذى يعد من أهم متاحف العالم، وتنشيط الحركة السياحية لمصر. ومن جانبه، قال الدكتور طارق توفيق المشرف العام على المتحف “إن المتحف وفقا للجدول الزمنى المحدد استقبل حتى شهر أبريل الماضي حوالي 43 ألفا و26 قطعة من مختلف المواقع والمتاحف، من بينهم 4365 من مجموعة آثار الملك توت عنخ آمون من إجمالي 5200 قطعة”. وأضاف أنه تم ترميم حوالي 19 ألفا و825 قطعة آثرية، وصيانة 17 ألفا و75 قطعة، وذلك في إطار الاستعدادات التى تتخذها الوزارة تمهيدا للافتتاح الجزئي للمتحف نهاية العام الحالي. وأوضح أنه سيتم نقل القناع الذهبى للملك توت عنخ أمون من المتحف المصرى بالتحرير قبل الافتتاح الجزئى بشهر واحد، لإتاحة الفرصة لزوار المتحف بالتحرير لرؤية القناع حتى آخر وقت ممكن، أما بالنسبة للقطع الذهبية الكبيرة فسيتم نقلها خلال الثلاثة أشهر التى تسبق الافتتاح. يذكر أن الملك توت عنخ آمون توفي عام 1323 ق.م عن عمر ناهز الـ19 عاما؛ وذلك بعد تربعه على عرش مصر لفترة قصيرة استمرت 10 سنوات، وتحمل مقبرته رقم (62) بوادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر، ولايزال التابوت الجرانيتى والمومياء داخل تلك المقبرة. ويعد توت عنخ آمون أكثر ملوك مصر القديمة إثارة للجدل على مر التاريخ، إلى جانب تعرضه ومقتنياته للكثير من الحوادث الغريبة، التى تتناقلها باستمرار جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وفي 4 نوفمبر عام 1922 كشف هوارد كارتر عن أول درجة سلم فى درجات السلالم، التى يبلغ عددها 16 درجة للمقبرة، وفى نهاية يوم 5 نوفمبر تم الكشف عن كل درجات السلالم، وفى نهاية نوفمبر وصل كارتر إلى الغرفة الأمامية بالمقبرة وباقى الغرف، وفى أواخر شهر نوفمبر افتتحت المقبرة رسميا، وفى اليوم الأخير تم عقد أول مؤتمر صحفي، وفى شهر ديسمبر من نفس العام خرجت أول قطعة أثرية من المقبرة وبدأ تنظيف الغرفة الأمامية، والتى استغرقت 7 أسابيع. وتم فتح غرفة الدفن رسميا فى منتصف شهر فبراير عام 1923، وفى الخامس من أبريل من نفس العام توفى اللورد كارنارفون فشاع حول مقبرة توت عنخ آمون وجود “لعنة للفراعنة”، وانتشرت هذه الفكرة في العالم، ولكن فى الواقع لا يوجد أساس من الصحة لفكرة لعنة الفراعنة وارتباطها بالمقبرة، وعقب 6 أشهر من وفاة اللورد كارنارفون عاد كارتر إلى مصر لاستئناف الموسم الثانى للحفائر، وفي 12 فبراير 1924 تم رفع الغطاء الجرانيتى للتابوت. أما فى 11 نوفمبر عام 1925، فتم فحص مومياء توت عنخ آمون، وبدأ كارتر العمل فى غرفة الكنز الملحقة بغرفة الدفن وكان بها 2000 قطعة أثرية، وقام بتفريغ الغرفة وفحصها فى 24 أكتوبر عام 1926، وفي 10 نوفمبر 1930 نقلت آخر قطعة من المقبرة، وذلك بعد 8 سنوات من اكتشافها. وتظل مقبرة توت عنخ آمون بالأقصر تحت أنظار العالم بسبب وجود مومياء الملك الصغير بها.
مشاركة :