«العلم نور» تضيء حياة كبار السن

  • 5/6/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:محمد بركات يعتبر محو الأمية من أهم متطلبات تنمية المجتمع، وهو حق أساسي للأفراد بكل فئاتهم العمرية، فالجهل ظلام، لذلك نجد أن تعليم كبار السن القراءة والكتابة من أولويات مجلس الشارقة للتعليم الذي أطلق مبادرة «العلم نور» التي جاءت تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي يؤمن بأن التعليم يشكل أداة فعالة في تحسين الحياة بجميع نواحيها، ويدعم القطاع التعليمي دعماً متواصلاً ودائماً لتأسيس قاعدة رصينة قوامها العلم والثقافة، ويكمل سموه بذلك مسيرة إمارة الشارقة الحافلة في التعليم، ويجسد مكانتها العلمية، لهذا اقترن اسمها بالعلم والثقافة، وباتت مركزاً علمياً، ومنارة ثقافية وفكرية في ضوء برامجها ومبادراتها العلمية المختلفة، ففيها أنشئت أول مدرسة على مستوى الدولة في العام 1907 وهي كذلك أول إمارة توفر التعليم للمرأة في العام 1942.أطلقت مبادرة العلم نور في العام 2016، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية، بهدف القضاء على الأمية في الإمارة بين فئة كبار السن ممن أحصتهم دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الشارقة تحت شعار «للغد، لا لمجرد العد»، حيث تقوم المبادرة على تعليمهم القراءة والكتابة، وتحفيظهم بعض السور القرآنية، إضافة إلى تقديم باقة من التثقيف الصحي. خطط إضافية وأوضح الدكتور سعيد مصبح الكعبي، عضو المجلس التنفيذي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم، أن المبادرة هي ترجمة للتوجيهات السامية لسموه، الرامية إلى إتاحة فرص التعليم لكل مواطن، باعتبار أن التعليم ركن أساسي لرقي المجتمع وتقدمه في مختلف المجالات الحياتية، مؤكداً على أهمية المبادرة للقضاء على الأمية في فئة كبار السن ممن فاتهم قطار التعليم لظروف معينة، وتأتي في إطار جهود الإمارة لخفض معدلاتها إلى أقصى حد، ونشر المعرفة والتعليم، وفق منظومة من البرامج والفعاليات التعليمية، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.وأفاد بأن عدد الدارسات من كبار السن في مبادرة «العلم نور» وصل إلى 82 دارسة هذا العام، موزعات على خمسة مراكز في مدن الشارقة وكلباء والبطائح والحمرية وخورفكان، متوقعاً أن يزداد الرقم بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة، وهو ما يثبت أن المبادرة تحقق أهدافها في المساهمة في محو الأمية بإمارة الشارقة.وكشف عن مجموعة من الخطط الإضافية التي ينوي المجلس القيام بها ضمن خطته الاستراتيجية خلال السنوات القادمة، وهي فتح فصول أخرى في المدام والذيد، مبدياً استعدادهم لفتح المزيد من المراكز إذا ما استدعت الحاجة لذلك، كما سيتم تنفيذ رحلات تعليمية وتثقيفية، وإضافة مواد أخرى مثل تعليم الدارسات اللغة الانجليزية، ومبادئ الرياضيات، بناء على رغبة الدارسات.وأشار إلى إن المجلس يشرف على المبادرة بتوجيه مباشر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث تتلقى الدارسات في المراكز الخمسة مبادئ القراءة والكتابة، فيما لم تقتصر الجهود على محو الأمية الأبجدية، وإنما تجاوزتها إلى نشر الوعي الثقافي والصحي والاجتماعي، وتحفيظهن قصار السور. تجربة ريادية وأوضح علي الحوسني أمين عام مجلس الشارقة للتعليم، أن المبادرة بدأت ب23 دارسة في عامه الأول، وازداد العدد ليصل إلى 72 دارسة في 2017، ليصل عددهن في هذا العام إلى 82، موضحاً أن المجلس حرص على اختيار نخبة من الهيئة التدريسية ذات الكفاءة العالية، كما حرص على إعداد مناهج مناسبة للفئة العمرية الموجهة لها، إضافة إلى تكفل المجلس بتوفير المواصلات والقرطاسية للدارسات.وبين أن الدراسة متاحة للذكور والإناث، لكن جميع من تقدموا للاستفادة من المبادرة منذ بدايتها ولغاية هذا العام هن من النساء، حيث تصل أعمار بعض الدارسات إلى أواخر الستينات، وأشار إلى أن المجلس قام بتكليف كادر تربوي متخصص بدراسة الحالات بشكل فردي، والتواصل معهم للتأكد من ظروفهم وكيفية التنسيق معهم، مشيراً إلى أنه تم التواصل معهم جميعاً ولم يتم إغفال أي منهم، ونوه بأن هناك قصص نجاح تحققت لدى العديد من الدارسات في المراكز، كما أن بعضهن قطعن شوطاً وبات بمقدورهن القراءة والكتابة.وقال إن المبادرة تحظى بمتابعة من صاحب السمو حاكم الشارقة، موضحاً أن «العلم نور» يوحد الجهود بين عدد من المؤسسات والدوائر لمكافحة آفة الأمية، موجهاً تحية تقدير للجهود التي بذلت منذ انطلاق المبادرة في 2016، معرباً عن سعادته بهذه الجهود التي تتواكب مع توجه الإمارة ورؤيتها الطموحة. تثقيف صحي وأشارت عائشة الجرمن، مديرة العمليات التربوية في المجلس، إلى أن المجلس في هذا العام يركز على جانب التثقيف الصحي بالتعاون مع قسم الصحة والسلامة والتثقيف بالمجلس، حيث تم توفير ممرضات للدارسات وإعطائهن محاضرات تثقيفية أسبوعية في بعض المواضيع الصحية المهمة لصحة الدارسات، مثل التوعية والتثقيف بأنواع أمراض السرطان، مثل سرطان الثدي، إضافة إلى التوعية بمرض ضغط الدم، وطرق الوقاية والعلاج منه، إلى جانب تنفيذ تدريب عملي على استخدام أجهزة قياس ضغط الدم، وأهمية متابعته بشكل يومي، إضافة إلى تقديم مجموعة من المحاضرات في صحة الأسنان، والسكري، والسمنة، والأمراض المعدية، والنظافة الشخصية.وقالت المعلمة إيمان حامد التي تعلم الدارسات في فرع خورفكان منذ عام، إنها تعطي دروساً في الخط العربي والقراءة والكتابة والسور القرآنية القصيرة، والإملاء ومخارج الحروف، ووجدت في الدارسات على الرغم من كبر سنهن الروح والشغف بالدارسة والتعلم، وهذا ما جعلها تبذل المزيد من الجهد بالتركيز على تأسيسهن في تعلم الحروف والإملاء ليكن قادرات على القراءة والكتابة. تجاوب كبير وقالت المعلمة نورة المخيني، من مجلس أولياء أمور الطلاب والطالبات في الشارقة، إنها وجدت تجاوباً كبيراً من الدارسات في تعلم واستيعاب الحروف الأبجدية، وكذلك كتابتها، حيث كانت النتائج مبشرة منذ بدئهن الدراسة قبل عام، ومتابعتهن للدراسة للعام الثاني لتطوير مهاراتهن القرائية والكتابية، مشيرة إلى أن استجابتها للمشاركة في المبادرة تنم عن مسؤولية وطنية في المساهمة بتخفيض نسبة الأمية، وتمكين الفئة التي حرمتها ظروف الحياة والالتزامات الأسرية من استكمال الدراسة.وأشارت حمامة، إحدى الدارسات المسجلات في المبادرة، إلى أنها التحقت بمركز محو الأمية آملة في تعلم القراءة والكتابة ولو بجزء بسيط كي تقرأ القرآن الكريم، ولتكون قادرة على مراجعة الدوائر الحكومية والمستشفيات وحدها، لافتة إلى أن ما منعها من الدراسة هو الزواج، والمسؤوليات الأسرية، وتربية الأبناء، وشكرت صاحب السمو حاكم الشارقة على إتاحته هذه الفرصة، ومجلس الشارقة للتعليم لإطلاقه هذه المبادرة الطيبة التي أثرت بشكل إيجابي في حياة الدارسات حتى بات بإمكانهن القراءة والكتابة وممارسة حياتهن بشكل أسهل وأيسر. إصرار وعزيمة وقالت شيخة: واجهت صعوبة في البداية بالذهاب إلى المدرسة والانتظام في الصف الدراسي طوال 3 ساعات، لكني صممت في داخلي لكي أتعلم القراءة والكتابة، وأتمكن من قراءة القرآن. وأشارت إلى أن المبادرة أتاحت الفرصة كاملة، ووفرت كل الإمكانات، وذلل المجلس كل الصعوبات المتعلقة بالتنقلات وتوفير المواد التعليمية، وحتى الدفاتر والأقلام، ليتمكنّ من متابعة دراستهن.وقالت الدارسة عائشة إنها التحقت بالمركز لتتعلم كتابة اسمها، وأسماء أبنائها وقراءة القرآن، بتشجيع من ابنتها وقررت ألا تدع الفرصة تفوتها، وأشارت إلى أنها بفضل التحاقها بمبادرة «العلم نور» استطاعت كتابة اسمها، وقراءة بعض الآيات القرآنية، كما بات بإمكانها قراءة أسماء الشوارع والمحال التجارية، وقدمت شكرها لصاحب السمو حاكم الشارقة، ولمجلس الشارقة للتعليم على اهتمامهم بتعليم كبار السن في الإمارة.

مشاركة :