أبوظبي:إيمان سرور تطبق إدارة تطوير المدارس في قطاع المدارس الخاصة، وضمان الجودة في دائرة التعليم والمعرفة منذ مطلع العام الدراسي الجاري، ثلاثة مشاريع تربوية تعليمية في جميع المدارس الخاصة على مستوى إمارة أبوظبي البالغ عددها 196 مدرسة خاصة، وهي مشروع «إطار الكفاءات الطلابية»، «إثراء» لتطوير مهارات قادة ومعلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية، ومشروع «هويتي». وجاء برنامج «إثراء» استجابة لرؤية وتوجيهات دائرة التعليم والمعرفة التي تركز على ضرورة الاستفادة من إمكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتاحة في مجال التنمية المهنية والتعلم المستمر للعاملين في قطاع التعليم في إمارة أبوظبي، وتم تطوير البرنامج بطريقة مبتكرة تعتمد على فلسفة «التعلم المتمازج»، والتدريب الإلكتروني الذي يجمع بين التدريب وجهاً لوجه، والتدريب الإلكتروني، حيث تأتي أهمية المشروع من حاجة المدارس الخاصة المُلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تربويين ومعلمين على درجة عالية من الكفاءة والتمكّن في اللغة العربية والتربية الإسلامية، وقد جاءت هذه الحاجة منسجمة مع مخرجات برنامج «ارتقاء».يهدف المشروع إلى تمكين معلمي ورؤساء أقسام اللغة العربية للناطقين بها، والناطقين بغيرها، والتربية الإسلامية، والقادة في المدارس الخاصة في أبوظبي، والعين، والظفرة، من المهارات الأساسية المتعلقة بالتدريس والتوجيه، وتقديم الدعم لمعلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية. محوران أساسيان ويتكون برنامج «إثراء» من محورين أساسيين هما: الأول محور المساقات الإلكترونية، ويتضمن (10) مساقات إلكترونية تم تصميمها وفق منهج الموضوعات، وبما يتناسب وثقافة الدولة، على أيدي خبراء ومختصين في اللغة العربية والتربية الإسلامية، وتم توظيف أحدث برمجيات الحاسوب لتطوير هذه المساقات، وتعمل حاليًا على تحميل هذه المساقات على منصة التعلم الإلكترونية ليستطيع المعلمون وقادة المدرسة الاستفادة منها. أما المحور الثاني، فهو برنامج تطوير المحتوى التدريبي لبرنامج المرشد الإلكتروني الذي يتكون من (3) ورش عمل تدريبية، مدة الورشة 4 ساعات ونصف الساعة، أي ما يعادل (13) ساعة ونصف الساعة، ويشمل 196 مدرسة خاصة، حيث تم تدريب ما يقارب 70 مشاركاً من قادة المدارس الخاصة في كل من أبوظبي والعين على هذا البرنامج عام 2016 ولمدة أسبوع تقريباً، كما تم تدريب نفس العدد في العام 2017. الهوية والابتكار وتم اختيار ورشتي عمل تدريبيتين من ضمن (61) ورشة تدريبية من برنامج «إثراء»، إحداهما تستهدف معلمي اللغة العربية، والأخرى تستهدف معلمي التربية الإسلامية، كما تم تحديث الورشتين التدريبيتين لتتناسبا مع التوجهات الجديدة لدائرة التعليم والمعرفة التي تصب في التركيز على تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة، إضافة إلى تنمية الابتكار والإبداع لديهم، وبناء على ذلك تم إثراء المحتوى التدريبي بأنشطة تركز على تنمية كفايات المعلمين ليكونوا قادرين على توظيف استراتيجيات التدريس الحديثة في تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية، بما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة، وتنمية مهارات الابتكار والإبداع لديهم. وأشاد عدد من معلمي مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية بالورش التدريبية، مشيرين إلى أنها ساهمت في إثراء مهاراتهم، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على تدريس هاتين المادتين في الميدان، كما أوصوا المدارس الخاصة المُلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تربويين ومعلمين على درجة عالية من الكفاءة المتخصصة بتدريس تلك المادتين، وعقدها بشكل مستمر لاطلاع المعلمين على كل ما هو جديد في ميدان التدريس، وبما يتناسب مع توجهات دائرة التعليم والمعرفة. تمازج ثقافي وقالت منى الزين، معلمة اللغة العربية في مدرسة الوردية الخاصة: إننا نلمس يوماً تلو الآخر تحولاً ملموساً في السياسة التعليمية، بشكل عام، وتعزيز اللغة العربية والمواد المتعلقة بثقافة المجتمع المحلي، بشكل خاص، مشيرة إلى أن برنامج «إثراء» أدرك أهمية تدريس اللغة العربية في مدارس التعليم الخاص، وقد جاء ليرسخ فكرة التمازج الثقافي، خصوصاً أن تلك المدارس كانت إلى حد كبير تعتبر غير معنية بثقافة المجتمع الذي تعيش فيه، حيث تمكن من اتخاذ خطوات مهمة للتقرب من ثقافة المجتمع الإماراتي، وتعزيز الهوية في نفوس طلابنا من خلال مادة اللغة العربية. توظيف التكنولوجيا وأكد نبيل رضوان معلم اللغة العربية في إحدى مدارس أبوظبي الخاصة، أن برنامج «إثراء» هو البرنامج الأول من نوعه الذي يمتاز بتوظيف أحدث أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية، مشيراً إلى انه يسهم في تخريج أجيال واعية تعتز بلغتها وتراثها.وقالت هند مختار، منسقة مادة التربية الإسلامية في إحدى مدارس أبوظبي الخاصة: إن تعليم مادة التربية الإسلامية لابد أن يتم بطريقة تنعكس على سلوكات وجوارح الطلبة في الحياة اليومية، مشيرة إلى أن برنامج «إثراء» عزز من استثمار المعلم للمواد التي يدرسها لطلابه وتوظيفها في خدمة المجتمع، من خلال ربط بين ما يعلمه في المدرسة وبين الواقع العملي المعيش، فالطلبة لن يستفيدوا شيئاً مما تعلموه، ما لم يتم ربط المادة بالمحيط الذي يعيشه الطلبة، حيث سيظل ما تعلموه في واد، وما يتعرضون له في حياتهم العملية في واد آخر.أشار ناصر القوسي معلم التربية الإسلامية، إلى أن من أكثر ما ابتلينا به في عالمنا العربي والإسلامي تلك الهوة السحيقة بين ما نتعلمه وما نعايشه، مشيراً إلى أن «إثراء» مشروع ناجح حسّن الكثير من اداء معلمي مادة التربية الإسلامية واللغة العربية، وربط التعليم بالواقع، وأفرز لنا خططاً طموحة واضحة نسير عليها، حيث يمكن للمعلم أن يربط المادة الدراسية التي يعلمها للتلاميذ بالواقع، إذا توافر له أمران: الإخلاص، والنية الصادقة في تنشئة جيل مسلم على درجة من الواقعية والفهم تؤهله لخوض غمار الحياة. آثار عملية قالت علياء سليمان، معلمة تربية إسلامية في مدرسة خاصة «منهاج أجنبي»، انه من خلال البرنامج يتمكن معلم المادة من ربط ما يدرس والواقع العملي، حيث يمكن له أخذ تلاميذه برحلة ليلفت أنظارهم إلى هذا الكون الفسيح الذي خلقه الله، بما فيه من سماوات ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، وإلى الزرع والنبات والأشجار والحيوانات، كما يمكن للمعلم أن يربط بين ما في الدرس من تعليمات نظرية وبين سلوك التلاميذ، وأن يدربهم على هذه الآداب عملياً، بل وفي كل مادة من المواد التي تُدرّس للطلبة في مدارسهم.
مشاركة :