أظهر مقطع فيديو نشر الأربعاء، قيام الشرطة في مدينة كليفلاند الأمريكية بقتل صبي "12 عاما" يمسك بمسدس لعبة بعد ثوان من وصولها لمكان تواجد الصبي، وشهدت 170 مدينة امريكية تظاهرات لإسقاط الملاحقات القضائية بحق شرطي أبيض قتل شاباً أسود، قبيل تراجع حدة التوتر في فرغسون عشية عيد الشكر الذي يحظى باحترام شديد في الولايات المتحدة، ووصلت المظاهرات حتى الى لندن، فيما قالت موسكو ان احداث فيرجسون تكشف عيوب الديمقراطية الامريكية، وانها دليل على ان السياسيين في واشنطن منافقون ولا يحق لهم ان يعطوا موسكو دروسا في حقوق الانسان. ولاحظ مراسل وكالة فرانس برس ان عددا قليلا من الاشخاص فقط كانوا في الشارع في المساء قرب مفوضية شرطة المدينة الصغيرة في ميزوري (وسط)، وهو عدد اقل بكثير من عدد عناصر الحرس الوطني الذين جاءوا لتقديم الدعم مع مركبات هامفي. انتشار شرطي وقال حاكم ميزوري جاي نيكسون: ان "اعدادا كبيرة من قوات الامن ستعمل خلال عيد الشكر لحماية الناس والممتلكات"، معربا عن ارتياحه لهدوء ساد الليلة السابقة بعد انتشار 200 عنصر من الحرس الوطني في المدينة. كذلك قد يؤدي البرد والثلج الذي تساقط على المدينة الى التخفيف من اندفاع المتظاهرين الذين يحتجون منذ الاثنين، على قرار هيئة تحكيم شعبية بإسقاط الملاحقات القضائية عن الشرطي دارين ويلسون الذي قتل في التاسع من آب/اغسطس، الشاب الأسود مايكل براون. وترددت اصداء الغضب حتى في لندن الاربعاء، حيث تظاهر الاف الاشخاص امام سفارة الولايات المتحدة، وكرروا شعارات رفعت في فرغسون "حياة السود غالية" و"ارفع يديك ولا تطلق النار". وعشية العشاء التقليدي لعيد الشكر الذي يجمع العائلات الاميركية كل سنة، يوم الخميس الرابع من نوفمبر، جاء ذوو مايكل براون الى نيويورك للصلاة مع عائلتي شابين اسودين آخرين قتلتهما الشرطة في الفترة الاخيرة. وقد انضموا الى زوجة ووالدة اريك غارنر، رب العائلة الذي يبلغ الثالثة والاربعين من العمر وقتل في ستايتن ايلند في يوليو خلال عملية اعتقال متوترة. وحضرت ايضا صديقة أكاي غورلي، الاسود الذي يبلغ الثامنة والعشرين من العمر وقتل بطريق الخطأ، الأسبوع الماضي، في غرفة الدرج المظلمة لمسكن في بروكلين برصاص شرطي مبتدئ. والحادث الوحيد خلال النهار حصل في سانت لويس التي تعد فرغسون إحدى ضواحيها عندما فرقت الشرطة متظاهرين كانوا يريدون الدخول الى دار البلدية واعتقلت ثلاثة اشخاص، كما ذكرت الشرطة. واعلنت شرطة منطقة سانت لويس من جهة اخرى انها تبحث عن بندقية هجومية من نوع آي.ار-15 سرقت من احدى آلياتها خلال تظاهرات الاثنين، كما ذكرت الصحافة المحلية. وخشية حصول اضطرابات شبيهة بتلك التي وقعت مساء الاثنين، اقفل رجال صباح الاربعاء، نوافذ مرآب سيارات قريب من المفوضية. وقال جون ادامز احد الموظفين: "استيقظت هذا الصباح ورأيت كل النوافذ (المتجر) محطمة". وخفف من غضب سكان فرغسون، الاربعاء، عدد من المشاهير منهم نجم الهيب هوب راسل سايمونز، الذين ايدوا دعوة الى مقاطعة "الجمعة الأسود" وهو اليوم السنوي للمبيعات في المتاجر غداة عيد الشكر للاحتجاج على تبرئة الشرطي. تمدد التظاهرات واعتقالات ومساء الثلاثاء، تظاهر الاف الاشخاص في 170 مدينة في الولايات المتحدة للمطالبة بإنصاف مايكل براون. وكانت هذه التظاهرات سلمية بالإجمال لكن الشرطة في لوس انجلوس اعتقلت اكثر من 180 شخصا اغلقوا طريقا سريعا. واعتقل ايضا عشرات الاشخاص في نيويورك. زيادة مبيعات السلاح وأدت التظاهرات المشحونة بالتوتر العرقي الى زيادة استثنائية لمبيعات الاسلحة الى اشخاص من البيض خصوصا في احد ابرز مراكز الرماية في البلاد قرب المدينة الاميركية الصغيرة. وفي مركز "اولتيمايت ديفانس فايرينغ رانج اند ترايننغ سنتر" في سانت بيتر قرب سانت لويس بولاية ميزوري، بات عدد قطع الاسلحة التي تباع يوميا يتراوح بين 20 و30، في مقابل ثلاث الى خمس قطع يوميا في السابق. وقد تستأنف التظاهرات بعد عيد الشكر، بعدما دعا الناشط الشعبي للحقوق المدنية آل شاربتون الى يوم من الاحتجاجات في جميع انحاء البلاد، السبت. وأججت غضب المتظاهرين ايضا المقابلات الاولى التي اجريت مع الشرطي. وقال دارين ويلسون الذي يؤكد ان الشاب الاسود هاجمه، انه "مرتاح الضمير" وانه قام بما يمليه عليه واجبه. إلا ان ذوي الشاب الاسود يحتجون على هذه الرواية. وفي تصريح لشبكة ان بي سي قال مايكل براون سنيور: "أولاً، كان ابني يحترم قوات الشرطة. ثم، اي شخص عاقل يجرؤ على مهاجمة شرطي مسلح؟". وأكدت والدته ليسلي ماكسبادن: "لا أصدق أي كلمة قيلت ... لم يكن ممكناً أن يفعل ذلك. كان يسعى إلى تأمين حياته". مقتل صبي وقد تأججت مأساة فرغسون من جراء مقتل صبي اسود في الثانية عشرة من عمره السبت، في كليفلاند (اوهايو، شمال) برصاص شرطي، بينما كان يلهو بسلاح زائف. فقد اطلق عليه الشرطي النار بعد ثوان على وصوله، كما تبين من شريط فيديو بثته الشرطة، الأربعاء. أظهر مقطع فيديو نشر، أمس الأربعاء، قيام الشرطة في مدينة كليفلاند الأمريكية بقتل صبي"12 عاما" يمسك بمسدس لعبة بعد ثوان من وصولها لمكان تواجد الصبي. ويظهر الفيديو، الذي تم نشره بناء على طلب أسرة الضحية بحسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز ، الصبي تامر رايس وهو يلهو بمسدس غير حقيقي في منتزه . وبعد ذلك توقفت سيارة شرطة وتم إطلاق النار على الصبي خلال ثوان. وقالت الشرطة: إن اثنين من رجال الشرطة وصلا لموقع الحادث السبت الماضي، عقب أن تلقوا مكالمة طارئة عن وجود شخص في المنتزه يحمل مسدسا " ربما يكون غير حقيقي " ويصوبه نحو الآخرين . وأفادت صحيفة واشنطن بوست: إن المعلومات المتعلقة باحتمالية أن يكون المسدس غير حقيقي لم تصل لرجلي الشرطة. وأضافت الصحيفة: إن السلطات قالت: إن علامة السلامة البرتقالية التي تدل على أن المسدس غير حقيقي لم تكن موجودة على المسدس. ونقلت الصحيفة عن أحد رجلي الشرطة القول عبر اللاسلكي بعد مقتل الصبي: " تم إطلاق أعيرة نارية، وقتل صبي، أسود اللون، ربما يبلغ 20 من عمره ". وقالت الشرطة: إنها حذرت ريس ثلاث مرات لكي يرفع يديه ولكنه لم ينصع للأمر. وقالت أسرة ريس: " الفيديو يظهر أحد الأمور بوضوح: وهو أن رجال الشرطة تعاملوا بسرعة ". ويشار أن رجل الشرطة الذي قتل ريس يدعى تيموثي لويمان / 26 عاما/ ، ويخدم في شرطة كليفلاند منذ آذار/مارس الماضي. ومن المقرر أن يسلم مكتب الادعاء المحلي الدليل الذي سوف تقدمه الشرطة لهيئة محلفين، حيث ستقرر ما إذا كان سوف يتم توجيه اتهامات لرجل الشرطة من عدمه. خطأ منهجي وفي السياق، أشارت روسيا إلى أحداث الشغب في فيرجسون والاحتجاجات في أرجاء الولايات المتحدة كدليل على ان السياسيين في واشنطن منافقون ولا يحق لهم ان يعطوا موسكو دروسا في حقوق الانسان. وقالت وزارة الخارجية الروسية -التي اصدرت بيانين بشأن الاضطرابات في يوم واحد- إن الولايات المتحدة يجب عليها ان "تركز على المشاكل الداخلية الواسعة النطاق مع حماية حقوق الانسان" بدلا من ان تعظ الآخرين. وأضافت الوزارة قائلة: "مثل هذا التفجر الهائل للغضب العام ورد الفعل غير المتناسب من جانب أجهزة انفاذ القانون يؤكد مرة اخرى ان هذا ليس حادثا منعزلا لكنه خطأ منهجي في الديمقراطية الامريكية التي أخفقت في التغلب على انقسام عرقي عميق وتمييز وعدم مساواة." وقالت السلطات الامريكية، يوم الأربعاء: إن الشرطة ألقت القبض على عشرات الأشخاص في عدة مدن، كانوا يحتجون على قرار هيئة محلفين عليا عدم توجيه اتهامات جنائية إلى ضابط شرطة أبيض عن واقعة اطلاقه الرصاص على شاب أسود أعزل ما أدى إلى وفاته في بلدة فيرجسون بولاية نيوجيرزي.
مشاركة :