كتب - أشرف مصطفى: تجري الاستعدادات حالياً على قدم وساق لإطلاق ديوان "شعراء الحصار"، الذي أعده الشاعر حصين بن غانم الخيارين "بن علم"، من خلال حفل كبير سيحتضنه مسرح الدراما بالمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" يوم 14 مايو الجاري، فالجميع يعملون ويسابقون الزمن من أجل الانتهاء من تحضيرات كل عناصر الحفل قبل انطلاقه وقد حرصت الراية على التواجد في كواليس العمل لمتابعة تلك التحضيرات ورصد جميع الاستعدادات.. لتنقل للقراء العديد من التفاصيل من خلال لقاءاتها مع بعض القائمين على الاحتفال بالإصدار الذي يوثق فيه "بن علم" أعمال 37 شاعراً أنجزوا قصائدهم الوطنية منذ بدء الحصار الجائر المفروض على الدولة وعبروا خلالها على حبهم وتقديرهم للوطن. أصل الفكرة في البداية أراد الشاعر حصين الخيارين توضيح أصل الفكرة، مؤكداً أن كل شخص على هذه الأرض بات معنيا بأن يضع بصمة حب وولاء وانتماء حسبما يستطيع وقال: من منطلق كوني شاعرا أعبّر بالقصائد وأبيات الشعر، ونظراً إلى أن الشعر يُعتبر أحد الفنون التي نعبّر بها كشعراء، بينما يحفظ التاريخ بالمقابل هذا الشعر للأجيال القادمة، وانطلاقاً من أن هذه الفترة شهدت خصوبة شعرية، فقد جاءتني فكرة المبادرة التي أردت من خلالها حفظ وتوثيق القصائد التي قدمها خيرة شعراء الوطن وتعكس الولاء والصدق والأخلاق لنا كمواطنين عامةً وشعراء خاصةً، كما تعكس الروح الوطنية بمستوى أخلاقي عالٍ متحاشياً اختيار أي قصيدة تُعتبر هجاءً لدول الحصار وهو ما يؤكد على المستوى الأخلاقي الرفيع لأهل قطر والذي أبهر العالم أجمع في هذه الأزمة المفتعلة ضد البلاد وقائدها وشعبها. آليات الاختيار وحول آلية اختيار الشعراء المشاركين أوضح الخيارين أنه قد تم اختيار قصائد الشعراء أولاً بصفتها تُمثل الولاء للوطن والحديث عن هذه الفترة بأسلوب التمسك بالقيم والأخلاقيات والدعوة للمحافظة على السيادة، وأضاف: هذا ما أكد عليه سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ولفت الخيارين إلى أن تنوع أسماء الشعراء قد جاء بتنوع قبائل قطر ومختلف أطيافها، إضافة لإعطاء المجال للعنصر النسائي للتعبير عن حب الوطن، من خلال شاعرات الوطن، وأضاف: هذا ما استقيناه من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر الداعم الأول لكل امرأة عليها واجب تجاه الوطن، والشاعرات اللاتي يتغنين بحب الوطن والولاء وزرع حبه والذود عنه لدى أبنائهن لا يُستهان بهن، وهو دور لا يمكن أن نغفله لذلك حمل الديوان بين صفحاته مشاركة العنصر النسائي. مبادرات وطنية وأوضح الخيارين بأن هذه المبادرة تأتي كواحدة من مبادراته الوطنية التي اعتاد تقديمها بشكل شخصي مادياً ومعنوياً منذ بدء الحصار الجائر على الدولة، وقال: من هذه المبادرات، ألبوم تميم المجد الأول، وتم تدشينه في فندق الشعلة في بداية الحصار وتم توزيعه في المجمعات وجهات الدولة على المواطنين والمقيمين، إلى جانب مبادرة "تيفو تميم المجد"، وهي عبارة عن رفع أيقونة تميم المجد في مدرجات نادي السد من قِبل الجماهير، وتم عرض الفكرة على نادي باريس سان جيرمان لتطبيقها في المدرجات بمباريات النادييّن ولاقت ترحيباً من رئيس كل ناد، فضلاً عن إطلاق طائرة تميم المجد على شاطئ سيلين بحضور إعلامي وجماهيري وهي طائرة ورقية صُنعت خصيصاً في الهند بتقنية خاصة، وتحمل صورة تميم المجد وألوان علم قطر وبحجم أكثر من مئة ألف متر مربع، وكذلك ألبوم تميم المجد الثاني ويضم مجموعة من القصائد لعدد من شعراء الدولة وتم توزيعه في اليوم الوطني 2017، وفي درب الساعي وعدة جهات، كما تم العمل على إدخال طائرة تميم المجد موسوعة غينيس محطمةً الرقم القياسي الحالي وقد تم التواصل لذلك ولكن تم التأجيل لحين إيجاد الراعي، بينما يأتي ديوان شعراء الحصار الذي نحن بصدد تدشينه قريباً ويضم عددا من القصائد بمشاركة 37 شاعرا من مختلف قبائل الدولة، وتم طباعته بشكل فاخر وبتصميم مميز مستمداً فكرة غلافه من الرمز التاريخي للدولة "قلعة الزبارة" ومستلهماً التصميم من صورة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله. بدء التنفيذ من جهتها أكدت الإعلامية والشاعرة ابتسام الحبيل - المشاركة في تنظيم الحفل والتي يحمل الديوان إحدى قصائدها - أن مشاركتها في هذا الحدث كانت أساسية باعتبارها شاهدة على الإعداد لهذه المبادرة منذ كانت فكرة على ورق مع صاحب المبادرة الشاعر حصين الخيارين، والذي له العديد من المبادرات السابقة كانت شريكةً فيها بالدعم والمؤازرة فقط، وتضيف: تأتي مشاركتي هذه المرة محورية وبعد التشاور فيها وضعنا اللمسات الأولى لها بكتابة هدفها ولمن نوجهها لنبدأ عملية التنفيذ وحسب خبرتي كإعلامية وكاتبة توليت الإعداد والتحضير كتابيا وعليه فإن المبادرة تأتي في هذه الفترة التي تعيش فيها الدولة حصاراً جائرا، لنباشر بوضع جدول متكامل لخطة العمل والمطلوب لإنجازها. مفاجآت الحفل وحول تفاصيل برنامج الحفل وما به من مفاجآت أكدت على أنه سيكون حفلاً استثنائيا بالنسبة لها خاصة مع تقديمها للكثير من المناسبات السابقة، لكن المختلف هذه المرة أنها تقف على تفاصيل العمل كاملةً مما أعطاها الدافع ليكون حفلاً يقدم المبادرة بشكل لائق وناجح يتضمن فقرات تأتي كحكاية نجاح يتم تقديمها من خلال هذا العمل الوطني المتمثل في ديوان شعراء الحصار. وأوضحت ابتسام أن الترتيب لحدث بحجم تدشين الديوان لم يكن سهلاً، قائلة: وجدنا أن هذه المبادرة تستحق التقديم بشكل مختلف، ولعل وقوف الشاعر حصين الخيارين على كل التفاصيل من اجتماعات ومتابعة سواء في المطبعة أو كتارا أو التصميم والتصوير والإخراج، وتنسيقنا سوياً مع الأطراف المتطوعة هو ما يعطي للحدث ميزة مختلفة، فمتابعة أدق التفاصيل تعني بإذن الله ظهور عمل لائق وناجح لأننا نرغب بتقديم ما يليق بالوطن وسيدي تميم المجد. منبر الشعر وعن مدى قدرة ساحة الشعر القطري على التأثير في المجتمع كما كانت بصفتها المنبر الإعلامي الأول لدى العرب في الماضي، قالت: بصفتي شاعرة أكاد أجزم أن الساحة الشعرية في البلاد ما تزال مؤثرة والدليل هذا الديوان، فضلاً عن كمية القصائد التي ظهرت منذ بدء الحصار على الدولة حتى يومنا هذا، وأضافت أن الشاعر حصين الخيارين تحديدا كان له الكثير من القصائد الوطنية التي تعكس أخلاق أهل قطر وعدم تأثر نظمهم للشعر بالهجمة الشعرية الإعلامية المسيئة من شعراء أو فناني دول الحصار، وبالتالي أستطيع القول إن الساحة الشعرية ما تزال بخير وكلنا كشعراء نستند على تلك الفترة الزمنية التي حفظت للمؤسس رحمه الله قصائده والتي نستقي منها الكثير حين ننظم قصيدة فيها من الولاء للأرض والاعتزاز بالقائد الكثير، وقد حظيت بفرصة أن يكون لي قصيدة في الديوان الموجه حباً وولاء لسيدي صاحب السمو. نشاط ثقافي وأكدت الإعلامية ابتسام الحبيل أن الحركة الثقافية في الدولة عموماً تُعرف بالنشاط وذلك ليس مستغربا لوجود المثقفين من خيرة أبناء قطر، وأشارت إلى دعم وزارة الثقافة والرياضة الذي تجلى في ظهور الكثير من المبادرات والاستفادة من تجارب أصحابها، وقالت: كلنا هنا نستند على ما جاء في خطاب الثبات لسيدي صاحب السمو أمير البلاد المفدى حين دعا للمزيد من الاجتهاد والإبداع والتفكير المستقل والمبادرات البناءة والاهتمام بالتحصيل العلمي والاعتماد على النفس ومحاربة الكسل والاتكالية، لذلك نضع نصب أعيننا هذا الخطاب وكل ما نستقيه من اعتزاز قائدنا بالمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء، أما عن مدى احتياج الناس للمبادرات فهذا يتضح جلياً في ظهور العديد منها بعدة صور. روح الانتماء وحول ما تنتظره من مثل هذه المبادرات أكدت ابتسام أنه يجب أن تكون مغلفة بالوطنية وروح الانتماء لا يُساوم فيها وأن تكون بعيدا عن إظهار النفس، وأضافت قائلة: لعل كلمة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى أن قطر تستحق الأفضل من أبنائها خير ما نمتثل به حين نفكر في تقديم مبادرة أو عمل نعلن من خلاله الحب والولاء للوطن في وقت نتعرض فيه لامتحان أخلاقي حقيقي أثبتنا فيه صلابة الموقف لمواجهة الافتراءات، وفي ختام كلمتها توجهت الحبيل بتقديم الشكر للشاعر حصين الخيارين لإعطائها فرصة التعبير عن ولائها للوطن وصاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله، وبالعمل إلى جانبه في هذه المبادرة وإظهارها معه جنباً إلى جنب وبتوجيهاته، حيث كانت الشريك الأول معه منذ البداية، مؤكدة أنها توظف الجهد والعمل للوطن دون انتظار مقابل إلا إظهار هذا الكم من الحب والولاء الذي تدين به للوطن.
مشاركة :