وجه عدد من المشاركين والمشاركات وأعضاء مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، دعوتهم إلى الجهات الشرعية والاجتماعية لتوضيح مفهوم التطرف وما ينطوي عليه من الدعوة للكراهية والعنف ومصادرة حقوق الآخرين في التعبير عن آرائهم وأفكارهم التي لا تتماشى مع المتطرفين. وأكدوا خلال اختتام فعاليات اللقاء الرابع من لقاءات الحوار الوطني الـ10 لمواجهة ظاهرة التطرف في منطقة المدينة المنورة أمس، تحت عنوان «التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية»، على أهمية دور كبار العلماء والدعاة في مواجهة التطرف، مبينين من خلال مداخلاتهم في جلسات اللقاء مدى أهمية نشر ثقافة الحوار ومفاهيم الوسطية لمواجهة ظاهرة التطرف، والمخاطر التي يمثلها وجود وانتشار الأفكار المتطرفة وتهديداتها للوحدة الوطنية. وأوضح نائب رئيس مجلس الأمناء لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيصل بن معمر مدى أهمية موضوع اللقاء للمركز، وأن موضوع التطرف من المواضيع الأساسية التي يوليها المركز اهتماماً كبيراً منذ تأسيسه من خلال فعالياته ولقاءاته. من جهته، أكد رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وعضو هيئة كبار العلماء عبدالله المطلق، على المخاطر التي يمثلها الفكر المتطرف على الإسلام والمسلمين، قائلا: «إن الكثير من أعداء الإسلام أصبحوا يربطون الإسلام بالتطرف للنيل منه ومن هذه البلاد المقدسة التي تحتضن الحرمين الشريفين، وكذلك تشويه صورة المسلمين وتعرضهم للمضايقات في الدول الأخرى جراء أفعال هؤلاء المتطرفين». بدوره، بين نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السطان، أن المشاركين في اللقاء أوصوا بضرورة التأكيد على أهمية دور كبار العلماء والدعاة والأئمة والخطباء في مواجهة الفكر المتطرف من خلال التبصير بماهية وكنه التطرف بوصفه فكراً مجافياً للوسطية، ينطوي على كره الغير كراهية تؤدي إلى انتهاك الضرورات الخمس التي شدّد الإسلام على صونها ممثلة في الدين والنفس والعقل والعرض والمال. وقال: «دعا المشاركون المؤسسات الشرعية والاجتماعية والثقافية إلى توضيح مفهوم التطرف، بالتأكيد على أن التطرف كمفهوم إنما يكون عندما يلجأ أصحاب الآراء المتشددة إلى حمل الآخرين على الاعتقاد بآرائهم المتشددة وإلزامهم على العمل بمقتضاها، كما طالبوا مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بإعداد استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة التطرف استثماراً لما تم طرحه وتداوله من أفكار وآراء في جميع اللقاءات الحوارية في مناطق المملكة، تشمل طرق الوقاية منه وسبل علاجه». وأضاف إن المشاركين طالبوا بإشراك المجتمع بمختلف فئاته لمكافحة التطرف من خلال حث الجهات ذات العلاقة بما فيها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على إجراء دراسات استطلاعية تشمل جميع مناطق المملكة للتعرف على مظاهر التطرف والكشف عن مخاطره وتحديد سبل معالجته ومواجهته. يذكر أن فعاليات اللقاء الرابع من لقاءات الحوار الوطني الـ10، الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تحت عنوان «التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية»، انطلق أمس، بحضور 70 مشاركاً ومشاركة، يمثلون نخبة من العلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين من مختلف الأطياف الفكرية في منطقة المدينة المنورة. وأكد أعضاء وعضوات مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على أهمية اللقاء في مواجهة مشكلة التطرف، والنتائج التي سيخرج بها المشاركون والمشاركات من أفكار ورؤى حول مواجهة مشكلة التطرف والتشدد في المجتمع، ومسبباتها وسبل الوقاية منها، وأهميته في مناقشة العوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد، وأنها ستسهم في تحقيق تطلعات المركز والمجتمع التي تهدف إلى تكريس الوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتسامح والوسطية بين فئات المجتمع في المملكة.
مشاركة :