بحث مخصص الدخول والأرشيفنسخة الجوالal - watanالرئيسيةالسياسةالمحلياتالاقتصادالثقافةالرياضةحياة الوطنيكتب لكمنقاشاترؤية 2030PDF آخر تحديث: الأحد 6 مايو 2018, 0:43 ص الثقافة باحث: وسائل التواصل الاجتماعي كشفت عوار الكُتّاب محمد البشير محمد البشير الأحساء: عدنان الغزال 2018-05-05 11:26 PM أكد باحث متخصص في اللغة العربية، أن وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية مع غياب المصحح، كشفت عوار بعض الكُتّاب (من أخطاء لغوية وإملائية وتحريرية)، وخرج الكاتب بصورته، وهذا ما ورط بعضهم، ليظل الكاتب في حرج، فتهتز صورته عند المتلقي. معترك الكتابة أشار الباحث والروائي الدكتور محمد البشير، في دراسة بحثية، حملت عنوان: «صورة الكاتب في وسائل التواصل الاجتماعي»، إلى أن المنابر في الأمسيات الشعرية والقصصية، فضحت عوار اللسان، إذ يظهر فيها الكاتب بصورة لا تليق بوصفه، وإن كانت تلك الأمسيات محدودة الحضور، ولا يقع عليها إلا القليل، فوسائل التواصل الاجتماعي وسعت الشق على الراقع، وصار الأمر لا يمكن تداركه، موضحاً أن المصحح توارى في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، المُصحح يستطيع ستر عوار اليد، إذ لا يظهر للناس إلا ما تمت مراجعته وتصويبه، لافتا إلى أن التفاوت بين كاتب وآخر واضح وجلي، على صعيد القدرة، وعلى إثر ذلك المكانة والوجاهة، وقد تضاءل هذا الوصف حين انسحب إلى سلّم الوظائف، فصار «الكاتب» موظفاً حكومياً متوسط القيمة إن لم يكن إلى الدون أقرب في سُلّم الوظائف، وهذا ما يجعل وصف الكاتب متراجعاً وظيفياً، مبيناً أن الكاتب قد احتفظ بمكانته الأدبية، وذلك في الصحافة على سبيل المثال، فقيمة الكاتب معلومة عند الناس، وحضور صورته في الصحف ترفعه في المجتمع، ولذلك حرص كثيرون لدخول معترك الكتابة، وحافظت الصحف على صورة الكاتب، وإبراز قدرته من خلال المصححين اللغويين. مكانة الكاتب ذكر البشير أن مكانة الكُتَّاب تباينت عبر العصور، فاسم الكاتب يعلو وينخفض عبر الزمن والتوصيف، مشيرا إلى أن إحسان عباس في تاريخ الأدب الأندلسي يذكر أن الخليفة في ذلك العصر يعتمد على وزير أو وزراء، من طبقة الكتاب، أو الفقهاء، ويذكر عباس أن للوزير الكاتب مكانة هامة في الدولة لأنه اللسان المعبر عن سياستها وعلاقتها، بأسلوب لبق أو قوي. وهذه التسمية سارت وتبدلت عبر العصور، فالكاتب اسم يطلق على كل من يصدق عليه هذا الوصف (كاتب) مع تفاوت في القدرة، حيث تبدأ من قدرة الفاعل على الإمساك بالقلم والكتابة دون أدنى نظر إلى المكتوب، وتعلو لتصف الأمهر في القدرة على ذلك، وأستشهد بعبد الحميد الأستاذ الأول لأهل صناعة كتابة الرسائل. فعبد الحميد الذي كان وزير دولة في عصر مروان بن محمد، ورفع قدر الكتابة والكتاب، وكان نموذجا للكاتب الوزير، ليصبح الكاتب من طبقة رفيعة في ميزان الدول وقتها، وكانت لفظة الكاتب في الأندلس تطلق على طبقتين من الناس (كتاب الرسائل وكتاب الزمام. أما كاتب الرسائل «فله حظ في القلوب والعيون عند أهل الأندلس وأشرف أسمائه الكاتب وبهذه السمة يخصه من يعظمه في رسالة. وأما كاتب الزمام فهو المسؤول عن شئون الخراج. وهذا الكلام عن الكتابة ينطبق على عهد متأخر ولكن الحال ربما لم يختلف كثيرا عن ذلك في عهد بني أمية، وهناك أيضاً من يسمى الكاتب الخاص، ولدى كل أمير مثل هذا الكاتب كما أن هيئة الكتابة عامة يطلق عليها «الكتابة العليا». درس القصيبي أوضح البشير في دراسته، ليس مطلوباً من الكاتب أن يكون سيبويه في النحو، ولكن هناك حدٌّ أدنى لا يمكن التنازل عنه، الحدُّ الذي يستطيع به أن يخرج للناس دون أن يكون من يقابله من متعلمي المدارس أفضل منه، وذلك بامتلاك القدر الذي يخوّله للكتابة بالعربية. وأضاف: إن توجيه رسالة بالعربية، ولجمهور عربي؛ يتطلب معرفة بالعربية ابتداء، ويزداد الأمر اضطرارا إذا ما كانت الرسالة في فن أدبي كالشعر والقصة والرواية وغيرهم، فحينها حين يلحن الكاتب في نصه، ويتكرر لحنه، يكون من الأجدى أن ينهض من تلقاء نفسه، ويتجه ليتدارك ما فاته، ويستفيد من تجارب سابقيه، ممن اعترف بقصوره، فحاول تداركه. واستشهد البشير بقصة من العصر الحديث قال فيها: طلب الكاتب الصحافي ساعد الحارثي أن يعمل لقاءً صحافياً مع (غازي القصيبي)، فوافق الأخير، وصاغ ساعد (الصحافي المتعاون) أسئلة متنوعة وقدمَّها له، قرأها القصيبي ثم ابتسم، وسأله: - منذ متى التحقت بالصحافة؟ فأجاب أنه حديث عهد، وأنه ما يزال في مرحلة التدريب، فقال له القصيبي: - كيف تكون صحافياً، وأنت لا تعرف الفرق بين الظاء والضاد ؟ كما أنك رفعت مفعولا به مرتين! أُسقط في يد الشاب، وتلعثم، ولم يجد عُذراً إلا الابتسامة وبعض الكلمات غير المفهومة. وبروح المعلم قال القصيبي: - سأصلح لك الأخطاء، وأجيبك على أسئلتك مساعدة لك في بداية طريقك. وهو ما حصل تماماً، ونشر الحوار في جريدة (عكاظ)، وكم كان ساعد فرحاً بذلك، خصوصاً بعدما وجد تقديراً من مسؤولي الصحيفة لعمله هذا، إلا أن كلام (القصيبي) وتقويم الشاب لنفسه ؛ أشعل في داخله جذوة تحدٍّ جديد، فعليه منذ اليوم مضاعفة الجهود في القراءة والتأهيل الذاتي. الحلول تساءل البشير عما هو الحل ؟ ليتابع، جدير بالكاتب أن يمتلك الحدّ الأدنى من المعرفة وعلوم الآلة التي بها يمارس دوره كاتبًا، فمن غير المعقول أن يقوم ممرض بقياس الضغط دون جهاز، أو مهندس معماري دون برامج رسم، أو طبيب عظام دون أشعة؟! وإن كان ما لا يدرك كله، لا يترك جله، فالأولى السعي لمعالجة القصور ما أمكن، وذلك بالسعي ذاتيًا كما عزم ساعد الحارثي في القصة السابقة. إن الحلول كثيرة متى ما أراد الكاتب ذلك إن صورة الكاتب رفيعة، ولا بد من الحفاظ عليها في مكانها الذي يليق بها، ولذلك لا بد أن نسعى جميعا ؛ لإبقاء هذه الصورة في أعلى مكان يمكننا الوصول إليه. خطوات لحماية الكتاب: - شدد البشير على الجهات ذات العلاقة، ومن بينها الأندية الأدبية، والمؤسسات الصحفية لحماية الكتاب باتخاذ خطوات تشمل: 01 عقد دورات مكثفة 02 مداومة التعلم، وتصويب الأخطاء 03 تقويم اليد واللسان 04 معرفة العربية
مشاركة :