لندن - يعتقد الكثيرون أن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة والمكثفة تضعف المناعة بدل تقويتها ويظنون أن حالة الإجهاد التي تصيبهم في نهاية التدريبات تدل على إضعاف الجسم وضرب قدراته الدفاعية، إذا تعرض للعدوى البكتيرية أو الفيروسية. كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الرياضات الشاقة مثل المشاركة في ماراثون للمشي أو الركض لا تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة كما كان يُعتقد من قبل، بل على العكس إنها تعمل على تقويته. الدراسة أجراها باحثون في جامعة “باث” البريطانية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية “فرونتييرز ان ايمونولوجي” العلمية. وأوضح الباحثون أن عدة أبحاث أجريت منذ ثمانينات القرن الماضي، أكدت أن الرياضات الشاقة قد تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة لدى الإنسان، ما يجعل الجسم معرضا للإصابة بالأمراض الفيروسية المختلفة التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي وخاصة الرشح والزكام والإنفلونزا. لكن الدراسة الجديدة التي أجريت على الفئران أثبتت أن التمارين الرياضية الشاقة والمشاركة في المسابقات الماراثونية، لا تثبط الجهاز المناعي، بل تقويه. وشرح الفريق نتائج دراسته بالقول إنه بالنسبة إلى المنافسين المشاركين في الرياضات الشاقة، فإن هذه التمارين تؤدي إلى تغير الخلايا المناعية على مرحلتين. الأولى أثناء التمرين، حيث يمكن أن يزيد عدد بعض الخلايا المناعية في مجرى الدم بشكل كبير حتى 10 مرات، خاصة الخلايا الطبيعية التي تكافح العدوى. أما المرحلة الثانية فتكون بعد التمرين، حيث تنخفض بعض الخلايا في مجرى الدم بشكل كبير، وفي بعض الأحيان تنخفض إلى مستويات أقل من النسب التي كانت قبل بدء التمرين، وهذا يمكن أن يستمر لعدة ساعات فقط.
مشاركة :