مدريد - “كلاسيكو الشرف” هو العنوان الذي اختارته صحيفة “ماركا” المدريدية للمباراة التي ستجمع، الأحد، بين الغريمين الأزليين برشلونة وريال مدريد على ملعب كامب نو في برشلونة، حيث ستتجدد المواجهة بين النادي الملكي ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، والنادي الكاتالوني ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، ضمن المرحلة 36 من “الليغا”. ويتفوق النجم الأرجنتيني على نظيره البرتغالي في عدد الأهداف المسجلة بالمسابقة، حيث سجل ميسي 32 هدفا، والذي وضعه في صدارة ترتيب الهدافين متقدما على رونالدو الثاني برصيد 24 هدفا، ويعود المركز الثالث إلى زميل ميسي الأوروغوياني لويس سواريز بـ23 هدفا. ويحمل المدافع السابق للنادي الملكي مانولو سانشيز الرقم القياسي لعدد مباريات الكلاسيكو، وهو 43، أما لاعب خط وسط السابق لبرشلونة تشافي هرنانديز فيحتل المركز الثاني برصيد 42 مباراة. ومن بين اللاعبين الحاليين يتساوى ثلاثة برصيد 37 مباراة، وهم قائد الريال سيرجيو راموس، ولاعبا برشلونة ميسي وأندريس إنييستا الذي يخوض الأحد الكلاسيكو الأخير له، بعدما أعلن رحيله عن النادي في نهاية الموسم بعد مسيرة امتدت لـ22 عاما. وبعد الخسارة القاسية التي تلقاها في سانتياغو برنابيو بنتيجة صفر- 3 في نهاية العام الماضي، يسعى الريال إلى رد الاعتبار في كامب نو، مدفوعا بأدائه اللافت هذا الموسم أيضا في المسابقة المحفوظة باسمه، دوري الأبطال، مع بلوغه المباراة النهائية للمرة السادسة عشرة في تاريخه لمواجهة ليفربول الإنكليزي، باحثا عن لقبه الثالث عشر في أمجد المسابقات الأوروبية. برشلونة حسم لقبه الخامس والعشرين منذ مدة، ليصبح الثاني من حيث عدد الألقاب خلف الريال صاحب الـ33 لقبا، حيث أحرز الناديان بمفردهما ثلثي الألقاب في تاريخ الليغا أما برشلونة الذي سيودّع في نهاية الموسم الحالي قائده التاريخي أندريس إنييستا، فلم يتمكن من عكس هيمنته المحلية على الصعيد القاري، إذ خرج بشكل مفاجئ من الدور الربع النهائي للمسابقة الأوروبية الأم، بخسارته إيابا أمام روما صفر - 3 بعد تقدمه المريح ذهابا على ملعبه 1 – 4. وعلى الرغم من احتفاله الصاخب باستعادة لقب الدوري الذي حمله غريمه المدريدي الموسم الماضي، لم يتمكن برشلونة من إخفاء خيبة الخروج الأوروبي المبكر نسبيا، وهو ما عكسته تصريحات لمدربه إرنستو فالفيردي. وقال الأخير “الإقصاء من دوري أبطال أوروبا يؤلمنا، لأنه كان غير متوقع، لكن هل من الصعب أن نقوم بما قمنا به، وأن نواصل ما نريد القيام به؟ نحن نحاول”. والمحاولة في هذا المجال تتعلق بسعي برشلونة لأن ينهي الموسم للمرة الأولى من دون خسارة، ويصبح ثالث فريق في تاريخ البطولة يحقق ذلك، والأول منذ ريال مدريد في موسم 1932-1931، علما أن الموسم في حينه كان يتألف من 18 مباراة فقط بدلا من 38 حاليا. وفي 2016، فاز برشلونة بلقب الدوري وكأس ملك إسبانيا، مثل العام الحالي، ولكن الريال فاز بلقب دوري الأبطال، وهو ما قلل من إنجازات الفريق الكتالوني في نظر الإعلام الإسباني. وقبل مباراة الأحد، حقق النادي الكاتالوني 26 فوزا وثمانية تعادلات في 34 مباراة من 38 هذا الموسم، ولم يكتف برشلونة بذلك، فهو أول فريق إسباني في القرن الحالي يحسم لقب البطولة قبل أربع مباريات من نهاية الموسم، وخلال هذا المسار، بات برشلونة حامل الرقم القياسي في عدد المباريات المتتالية دون خسارة (34 حاليا)، مقابل 32 لريال سوسييداد في العام 1980. ومكّن هذا الأداء النادي الكاتالوني من حسم لقبه الخامس والعشرين، ليصبح الثاني من حيث عدد الألقاب خلف ريال مدريد صاحب الـ33 لقبا، حيث أحرز الناديان بمفردهما ثلثي الألقاب في تاريخ الليغا. كلاسيكو بطموحات متباينة بين ميسي ورونالدو كلاسيكو بطموحات متباينة بين ميسي ورونالدو وفي حال تمكّن برشلونة من تفادي الخسارة أمام مدريد، تبدو مهمة إنهاء الموسم دون خسارة غير صعبة، إذ تنتظره مواجهات سهلة نسبيا ضد فياريال وليفانتي وريال سوسييداد. وطرحت مسألة “الشرف” في مواجهة الكلاسيكو بين الغريمين في أبريل الماضي، عندما أكد مدرب الريال الفرنسي زين الدين زيدان أن فريقه لن يقوم بتكريم برشلونة في حال كان متوّجا باللقب عندما يحين موعد الكلاسيكو. وقال زيدان مطلع الشهر الماضي “لن نصطف كحرس الشرف لهم”، مضيفا “هذا قراري، لا شيء أكثر من ذلك، لا أفهم كل هذه المسألة بشأن حرس الشرف، لن نقوم بها”، مذكرا بأن برشلونة كسر هذا التقليد عندما رفض القيام بذلك في أعقاب تتويج الريال بكأس العالم للأندية، قبل أيام من الكلاسيكو الأول في الدوري هذا الموسم في مدريد. وأعاد قائد الفريق سيرجيو راموس تأكيد هذا الموقف في تصريحات سبقت مباراة الإياب ضد بايرن ميونيخ الألماني في إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم هذا الأسبوع، حين تأهل ريال بعد التعادل 2 – 2، في ظل فوزه ذهابا في ميونيخ 1 – 2. وقال راموس في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسبانية “ما يقوله زيدان هو مُنزَل بالنسبة إلينا، تُثار ضجة كبيرة حول هذا الأمر، برشلونة أحرز اللقب، هذا ما أرادوه، لكن لن نصطف كحرس الشرف، ونقطة على السطر”. ومع ذلك، أثارت التقارير الصحافية الإسبانية في الأيام الماضية احتمال أن يصطف لاعبو الفريقين كحرس شرف لإنييستا الذي سيخوض الكلاسيكو الأخير في مسيرته، على الرغم من أن ذلك لم يتم تأكيده من قبل الناديين. وبعد بلوغ نهائي دوري الأبطال، بات تركيز الريال منصبا على اللقب الثالث تواليا والرابع في المواسم الخمسة الأخيرة، وهو ما أعرب عنه لاعبه الألماني طوني كروس بقوله “من الصعب إيجاد كلمات للتعبير عن ذلك”. وأضاف “من المذهل أن نكون في نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة تواليا، عندما يتعلق الأمر بدوري الأبطال، نتمتع بحافز إضافي”. لكن لموعد الكلاسيكو مكانته الدائمة، بصرف النظر عن نتيجة الدوري أو حسابات البطولات، وبحسب صحيفة “آس” الإسبانية، “لا سبب لدى الفريقين لعدم إشراك أفضل 11 لاعبا، ويمكنهم نسيان المهام الدفاعية لمدة 90 دقيقة”، معتبرة أن ذلك قد يمنح المشجعين “الكلاسيكو الأكثر إثارة منذ أعوام”.
مشاركة :