أغرقت الأمطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة عشرات الشوارع، وشردت عشرات العائلات من منازلها، بخاصة في شارع النفق شمال مدينة غزة. وفي أعقاب اشتداد هطول المطر صباح أمس، طالبت مديرية الدفاع المدني أصحاب البيوت المؤلفة من طبقة أرضية واحدة شرق شارع النفق بإخلاء منازلهم فوراً. كما طالبت أصحاب البيوت المرتفعة بالصعود للطبقة الثانية من المنزل، تحسباً من دخول المياه إليها وغرقها، بعد امتلاء بركة الشيخ رضوان عن آخرها جراء استمرار هطول المطر. وذكرت إن طواقهما تبذل جهودها في المنطقة للسيطرة على الوضع ومنع وقوع أي كارثة أو سقوط ضحايا. وقالت محطة الأرصاد الجوية الفلسطينية أمس إن كميات الأمطار التي هطلت على فلسطين تبشر بموسم جيد، ستعود بالفائدة على قطاعي الزراعة والمياه في شكل إيجابي، بخاصة أن هذه الكميات هطلت نهاية فصل الخريف، وعلى أبواب فصل الشتاء. لكن هذه الكميات الكبيرة من المطر جاءت وبالاً على المشردين وأصحاب المنازل المدمرة والقاطنين في «كرافانات» موقتة أو خيام في المناطق التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ابان العدوان الأخير على القطاع. كما كانت آثار المطر سيئة على سكان شارع النفق، حيث اضطرت عشرات العائلات القاطنة فيه إلى إخلاء منازلها والتوجه إلى مدرسة قريبة من المنطقة، بعدما تم تحويلها إلى مركز إيواء. وحمل السكان فرشات وأغطية وملابس وأغذية هرباً من احتمال طفح بركة الشيخ رضوان في وقت كان يرتفع منسوبها بسرعة. وقالت بلدية غزة إنها هيأت منطقة منخفضة قريبة من البركة لضخ كميات من مياهها إليها. وأضافت أنها ستشرع الأحد المقبل في ضخ كميات من مياه البركة في اتجاه البحر المتوسط. وضرب منخفض جوي بارد المنطقة منذ مساء الثلثاء الماضي. وهطلت أكبر كميات من المطر على مدينة غزة، فيما جاء شحيحاً في مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع. ووصل معدل هطول المطر في مدينة غزة حوالى 50 مليمتراً حتى أول من أمس، علماً بأن الهطول اشتد أمس. وكانت عاصفة جوية تعرف باسم «أليكسا» ضربت القطاع في كانون الأول (ديسمبر)، ما أدى إلى غرق مئات المنازل في شارع النفق ومحاصرة عائلات بأكملها نحو أسبوعين، وتكبيد المواطنين خسائر مالية فادحة. بدورها، قررت وزارة التربية والتعليم تعطيل الدراسة في المدارس الحكومية في مدينة غزة أمس. وقال الناطق باسم الوزارة معتصم الميناوي إنه تم تعطيل الدراسة خلال الفترة المسائية في مديريات تعليم شمال وشرق وغرب غزة. فيما أعلن الناطق باسم «أونروا» عدنان أبو حسنة استمرار الدوام المدارس كافة، في وقت أمر مديرو عدد من مدارسها الطلاب بالعودة إلى منازلهم بعد إغلاق عدد من الشوارع الواقعة فيها جراء غرقها بمياه الأمطار. من جانبها، طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الحكومة والدفاع المدني ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» والبلديات والمستشفيات والمراكز الصحية والقوى الوطنية والإسلامية بإعلان حال الطوارئ لمساعدة المواطنين المهددة منازلهم بالغرق، والمشردين والمنكوبين فوراً ومن دون إبطاء. ودعت «الشعبية» في بيان الفلسطينيين إلى تعزيز أواصر التكافل وجمع المساعدات العاجلة للمتضررين من ملابس وأغطية، بما يساهم من تخفيف معاناة المتضررين. وحملت حركتي «فتح» و»حماس» مسؤولية رئيسية في تفاقم المشاكل الاجتماعية وعلى رأسها هذه المشكلة، بعد انشغالهم في المناكفات على حساب المواطنين ومعاناتهم.
مشاركة :