يستخدم كثيرون معطر الجو لخلق مناخ لطيف في المنزل أو لإزالة رائحة كريهة، ومع ذلك قد يمثل معطر الجو مشكلةً صحيةً لبعض الأشخاص، مثل مرضى الحساسية. وقالت أخصائية التدليك بالزيوت العطرية إليانه تسيمرمان: إن معطر الجو المناسب يساعد على تحسين الحالة المزاجية، والعمل على تحريك الدوافع الإبداعية، وهذا يحدث عندما تتناسب الرائحة مع التفضيلات الشخصية؛ فالبعض يفضل روائح التوابل، بينما لا يتحمل آخرون سوى الروائح المنعشة، في حين يفضل آخرون العطور الخشبية. ومع ذلك، فإن هناك تحفظات على معطر الجو، حيث أوضحت أخصائية طب الجهاز التنفسي سونيا ليميل أن معطر الجو قد يتسبب في مشاكل صحية مثل ضيق الشعب الهوائية، وصعوبة في التنفس، سواء كان العطر طبيعياً أو صناعياً. وأضافت ليميل أن معطر الجو قد يكون له تأثير سلبي على بعض الأمراض الجلدية، حيث تتدهور الحالة المرضية للإكزيما والتهاب الجلد العصبي بسبب الروائح، بالإضافة إلى متاعب صحية أخرى، مثل اضطرابات التركيز ومشاكل الدورة الدموية والصداع. وبدوره أشار أخصائي الحساسية البروفيسور هانز ميرك إلى أن العطور غالباً ما تتسبب في الإصابة بالحساسية التلامسية، أي حدوث استجابة تحسسية بسبب الاتصال المباشر مع مسبب الحساسية. ولتجنب هذه المشاكل الصحية، تنصح تسيمرمان باستخدام كميات صغيرة من معطر الجو، موصية في الوقت ذاته بالابتعاد عن الشموع المعطرة وأعواد البخور، لأنها تتكون في الغالب من مواد ضارة. كما أن الشموع الرخيصة تطلق مواد غير جيدة في الهواء أثناء عملية الاحتراق. وبالنسبة لمصابيح العطر توصي تسيمرمان بالحرص على وجود مسافة مناسبة عن مصدر الحرارة، وإلا سيحترق الزيت العطري. وترى تسيمرمان أن أفضل الحلول هو البخاح العامل بالموجات الصوتية، حيث إنه يمتاز بعدم تسخين الزيوت العطرية الحساسة، كما أنه يتيح إمكانية التحكم في الكمية، فضلاً عن أنه لا يشكل أي خطر على الأشخاص، الذين يعانون من الحساسية.
مشاركة :