خطيب المسجد النبوي يُحذّر من "التشاؤم والتطير"

  • 11/28/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واس- المدينة المنورة: تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة اليوم عن التشاؤم والتطير، موصياً المسلمين بتقوى الله جل وعلا. وقال الشيخ آل الشيخ: من أصول التوحيد التي جاءت بها نصوص الوحي: الحذر من الخرافات بجميع صورها، ومن الضلالات بشتى أشكالها، ومن الخرافات عند البعض قديماً وحديثاً التشاؤم واعتقاد التطير بما يكرهونه طبعاً أو عادة متوارثة؛ مما هو مرئي أو مسموع؛ كالتشاؤم بشهر صفر، أو بطير معين، أو بسماع كلمة سيئة، أو منظر قبيح؛ فتجد أحدهم يصده ذلك عن حاجته التي عزم عليها والأمر الذي أراد تحقيقه؛ فيمنعه ما تَطَيّر به من المضيّ في ذلك الأمر تشاؤماً وتطيراً. وأضاف: مثل هذه الاعتقادات من التشاؤم الباطل والتطير المتوهم، كله في نظر الإسلام من السخافات الجوفاء التي لا حقيقة لها، ومن الاعتقادات المنافية للعقيدة والتوكل على الخالق المدبر الذي يملك الضر والنفع، لا يقع شيء إلا بإرادته وقدرته وإذنه وفق الأسباب الكونية المقدرة. وأردف آل الشيخ: النصوص الشرعية حذّرت من تلك الاعتقادات الخاطئة لاجتثاثها من جذورها وقلعها من أصولها ليسلم التوحيد خالصاً صافياً، والقرآن الكريم كما قال ابن القيم رحمة الله: لم يُحكَ التطير إلا عن أعداء الرسل المخالفين للتوحيد الخالص والعقيدة الصافية. وأكد أن الواجب على المسلم أن لا يستسلم لمثل هذه الترهات، وألا تُحَوّل من اتجاهه وألا تُوقف من عزيمته، وألا تصده عن حاجته ومصالحه؛ لأن الطيرة من الشرك المنافي لكمال التوحيد الواجب؛ مستدلاً بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطيرة شرك الطيرة شرك، ثلاثاً). وتابع خطيب الجمعة: متى اعتقد المتطير أن هذا المتطيَّر به فاعل بنفسه مؤثر في جلب النفع ودفع الضر من دون الله؛ فهذا شرك أكبر؛ لأنه إشراك بالله بالخلق والإيجاد، ومن أحوال المتشائم أن يمضي في حاجته عندما يتشاءم بشيء؛ ولكن يكون في قلق وهم وخوف مما تشاءم به، يخشى أن يكون هذا المتشائم به سبباً في الأذية؛ فهذا محرم وهو شرك، ويؤدي إلى نقص التوحيد والاعتماد على الله جل وعلا، ومن وقع في شيء من الطيرة؛ فالواجب عليه الحذر والإعراض عن هذا الهاجس ودفعه والتوكل على الله جل وعلا والاعتماد عليه. ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين إلى التوكل على الله جل وعلا، وتعلق القلب بالله سبحانه، وأن يلجأ المسلم إلى الدعاء والتضرع إلى الله جل وعلا.

مشاركة :