واشنطن، تل أبيب - وكالات - على بعد أيام من حسم مصير الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى في يوليو 2015، يتصاعد الضغط الأميركي والإسرائيلي على طهران، والذي وصل إلى حد إعلان رغبة الرئيس دونالد ترامب في تغيير نظامها، وتأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عزمه على التصدي لها حتى لو تدحرجت الأمور نحو الحرب.وكشف محامي الرئيس الأميركي، عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني، علناً عن رغبة سيّد البيت الأبيض في «تغيير النظام» في إيران.ففي خطاب له مساء أول من أمس أمام مؤتمر جمعية المهاجرين الإيرانيين التي تدعو لتعزيز الديموقراطية في إيران، قال جولياني، رئيس بلدية نيويورك السابق المعروف بمواقفه اليمينية، «إن ترامب مهتم بنفس القدر بتغيير النظام في إيران، مثله مثل كل أولئك المجتمعين في هذا المؤتمر»، معتبراً أن تغيير السلطة في الجمهورية الإسلامية هو «السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط»، وأن هذا الأمر «أكثر أهمية من حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي».وألمح إلى عزم الرئيس على تنفيذ تهديداته بإلغاء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى قبل السبت المقبل الموافق 12 مايو الجاري، وهو اليوم المحدد كحد أقصى ليقرر ترامب ما إذا كان سيجدد تعليق بعض العقوبات الأميركية على إيران.وبعد ساعات من كلام جولياني، شدد نتنياهو على ضرورة التصدي لإيران حتى لو أدى ذلك لاندلاع حرب بين الطرفين، مؤكدا أهمية لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء المقبل، في موسكو. وقال في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي، أمس، إنه «من الأفضل بالنسبة لإسرائيل التصدي لإيران قبل أن يصبح هذا الأمر ضرورياً»، محذرا من أن الشعوب التي لم تكن مستعدة للتصدي في الوقت المناسب للعدوان القاتل الموجه ضدها دفعت لاحقاً ثمناً أكبر بكثير.وأضاف: «نحن مصممون على صد عدائية إيران ضدنا في مراحل متقدمة، حتى لو تطلب ذلك صراعاً، الآن أفضل من وقت لاحق، الأمم التي لا ترغب بالتعامل ضد هذه العدائية ستدفع ثمنا أكبر في وقت لاحق».وحمّل نتنياهو «الحرس الثوري» الإيراني المسؤولية عن «نقل أسلحة متطوّرة إلى سورية على مدار الأشهر الأخيرة بغية ضرب إسرائيل في الجبهتين الأمامية والداخلية» على حد سواء، وخاصة «باستخدام طائرات مُسيّرة هجومية وصواريخ أرض-أرض ومنظومات دفاع جوي تهدد الطائرات الإسرائيلية».وإذ أكد أن إسرائيل لا تسعى إلى التصعيد لكنها مستعدة لأي سيناريو محتمل وتحافظ على حرية العمل الكاملة في الدفاع عن نفسها، تطرق نتنياهو إلى لقائه المقرر مع بوتين بعد غد الأربعاء، مشيراً إلى «الأهمية الخاصة» لهذه القمة في ظل تطورات الأحداث وتصرفات إيران في سورية.وقال في هذا السياق: «جميع لقاءاتنا مهمة ولكن اللقاء الذي سيعقد هذا الأسبوع مع بوتين يحمل في طياته أهمية خاصة في ضوء الجهود الإيرانية المتزايدة للتموضع عسكريا في سورية ضد إسرائيل».في موازاة ذلك، أفاد البيت الأبيض أن ترامب ناقش مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قضايا عدة شملت الاتفاق النووي الإيراني، مع اقتراب موعد حسم واشنطن موقفها منه.وأشار البيت الأبيض إلى أن ترامب أكد خلال مكالمته الهاتفية مع ماي، أول من أمس، «على التزامه بضمان عدم حصول إيران مطلقاً على سلاح نووي».من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن الوزير بوريس جونسون توجه أمس إلى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ومستشار الأمن القومي جون بولتون.وأوضحت الوزارة أن المناقشات في واشنطن ستتركز على إيران، وكوريا الشمالية، وسورية، وغيرها من القضايا. «حملة قذرة» ضد مسؤولين في إدارة أوباما لتشويه الاتفاق كشفت صحيفة «أوبزيرفر» البريطانية أن مساعدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب تعاقدوا مع وكالة استخبارات إسرائيلية خاصة لتنسيق ما وصفتها الصحيفة بـ«حملة قذرة» ضد أشخاص في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لتشويه الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى.وأضافت الصحيفة ان فريق ترامب تواصل مع محققين خاصين في مايو من العام الماضي للحصول على ما سمتها «قاذورات» كبير مستشاري أوباما للأمن القومي بان روديس، وكولين كاهل نائب مساعد أوباما، كجزء من محاولة لتشويه الاتفاق. وأشارت إلى أنه طُلب من المحققين الخاصين الدخول إلى الحياة الخاصة والمسيرة المهنية لهؤلاء وعلاقاتهم الشخصية، وما إذا كانوا منتمين لأي لوبي يكن وداً لإيران أو انتفعوا بشكل شخصي أو سياسي من الاتفاق.ووفق وثائق اطلعت عليها الصحيفة، فإن من مهمة المحققين الخاصين أيضاً الاتصال مع أميركيين من أصل إيراني وكذلك مع صحافيين مؤيدين للاتفاق في وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية على تواصل مع روديس وكاهل في محاولة لمعرفة ما إذا كانا قد انتهكا أي بروتوكول عبر الكشف عن معلومات استخبارية حساسة.وذكرت الصحيفة أنه رغم تأكيد المصادر تقديم فريق ترامب خطة الهجوم للمحققين فإنه لم يتضح بعد حجم ما نُفّذ منها، كما أنه لم يُعرف ما إذا كان هذا العمل «القذر» يشكل جزءاً من تعاون كبير بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقويض الاتفاق النووي. طهران تندد بالحكم الأميركي بشأن تعويضات «11 سبتمبر» روحاني يحذر واشنطن من «ندم تاريخي»: خُططنا جاهزة لـ... المواجهة طهران - وكالات - حذّر الرئيس الايراني حسن روحاني من أن الولايات المتحدة «ستندم ندماً تاريخياً» في حال قررت الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى، وهو ما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقيام به.وقال روحاني، في خطاب أدلى به في سبزوار (شمال غربي ايران)، أمس، «لو أرادت (واشنطن) الخروج منه (الاتفاق) فستندم ندماً تاريخياً على ذلك»، من دون أن يوضح الكيفية التي سترد بها طهران على انسحاب واشنطن من الاتفاق.وأضاف: «اليوم، جميع الاتجاهات السياسية موحدة، سواء كانت يميناً أم يساراً أو محافظين أو إصلاحيين ومعتدلين،... على ترامب أن يعرف أن شعبنا متحد وعلى النظام الصهيوني (اسرائيل) أن يعرف بأن شعبنا متحد». وشدد على أن طهران مستعدة لأي قرار تتخذه واشنطن، قائلاً: «لدينا خطط لمواجهة أي قرار من ترامب بشأن الاتفاق النووي... صدرت الأوامر منذ أشهر عدة لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية... وللقطاع الاقتصادي لمواجهة المخططات الأميركية ضد بلادنا».وكرر روحاني موقف بلاده الرافض لأي تفاوض بشأن الصواريخ البالستية، قائلاً: «لن نتفاوض مع أحد بخصوص أسلحتنا ودفاعاتنا وسنصنع ونخزن ما نحتاجه من الأسلحة والمنشآت والصواريخ».من جانبه، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إنه إذا لم يلتزم الرئيس الأميركي بالاتفاقيات التي وقعها سلفه فإن أي دولة لن توافق على المفاوضات مع الحكومة الأميركية الحالية خوفاً من أن تخل الحكومة المقبلة بالتزامات واشنطن.وأوضح أن نجاح الاتفاق النووي أو فشله يشكل اختباراً لفاعلية المؤسسات الدولية ولمبدأ الحوار لحل النزاعات الدولية.من جهة أخرى، دان الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، الحكم الذي أصدره قاض فيديرالي أميركي ويطالب فيه إيران بدفع تعويضات لأقارب ضحايا هجمات الـ11 من سبتمبر 2001، واصفاً ذلك الحكم بـ«المسيس»، ومؤكداً أن بلاده «ستحتفظ بحقها للرد بالمثل مقابل خطوة لا مشروعة كهذه».ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن قاسمي: «نندد بإصدار هذا الحكم الغيابي المسيّس من جانب محكمة أميركية في ظروف لم تتوافر فيها أدلّة أو براهين دامغة تؤكِد مشاركة إيران أو رعايا منها في حادث الـ11 من سبتمبر»، مؤكداً احتجاج بلده الشديد «إزاء إصدار هكذا قرارات سياسية قائمة علي اتهامات متكررة فارغة لا أساس لها من الصحة».وأضاف ان «إصدار هذه الأحكام مرفوض لا يمكن القبول به ويسخر بحد ذاته من نظام القوانين الدولية ومن اُسر وضحايا حادث الـ11 من سبتمبر.. المصممون لهذه الألاعيب السياسية يسعون عبثاً عبر قلب الحقائق الى حرف عملية التحقيق القضائي ونتائجها بطريقة وهمية تُعارض العمليات التحقيقية القضائية التي تمت حتى الآن بحق المتهمين بالضلوع في الحادث». طهران: السجن لـ 16 «داعشية» طهران - رويترز - أعلن الادعاء في طهران، أمس، أن السلطات الإيرانية سجنت 16 امرأة ذهبن إلى سورية للانضمام لصفوف تنظيم «داعش».ونقل موقع «ميزان أون لاين» التابع للسلطة القضائية عن ممثل الادعاء عباس جعفري دولت آبادي قوله إن «السلطات أمرتهن أيضاً بدفع أي مبالغ حصلن عليها من التنظيم الإرهابي».وأضاف:«هؤلاء النسوة ذهبن إلى سورية لدعم... داعش وتلقين التدريب الإرهابي ونفذن بعض العمليات هناك واعتقلن لدى عودتهن إلى إيران».من ناحية أخرى، عقدت محكمة في طهران جلستها الخامسة لمحاكمة ثمانية رجال متهمين بقتل 18 شخصاً في البرلمان وضريح الإمام الخميني العام الماضي في أول هجوم دموي يعلن «داعش» مسؤوليته عنه في طهران.وأعلنت السلطات الإيرانية أن المسلحين والمهاجمين الانتحاريين الخمسة الذين قتلوا في الهجمات كانوا يحاربون في معاقل المتشددين في سورية والعراق، فيما وجهت الاتهامات لستة وعشرين شخصاً في القضية.
مشاركة :