تصاعدت حدة التراشق الخطابي في الحملة الدعائية بين القوى الكردية الرئيسة المتنافسة في الانتخابات البرلمانية العراقية، وسط اتهامات متبادلة حول فرض أسلوب «الترهيب المناطقي» وفشل إدارة ملف الخلافات مع الحكومة الاتحادية وخيار انفصال إقليم كردستان، فيما أعلنت مرشحة عن أربيل انسحابها من لائحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، في ثاني حالة على صعيد محافظات كردستان. ومع اقتراب يوم الاقتراع المقرر في 12 من الشهر الجاري، أكدت مفوضية الانتخابات وصول المعدات وأجهزة التصويت الإلكتروني إلى الإقليم، الذي يشهد حملات دعائية حامية بين القوى الكردية المنقسمة على لوائح منفردة للتنافس على المقاعد المخصصة لمحافظاته البالغة 46 مقعداً. واتهم نائب زعيم «الديموقراطي» رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني خلال مهرجان دعائي في السليمانية «البعض بممارسة الإرهاب الفكري ضد حزبنا وإلقاء تهم باطلة عليه، وهذا خطير، ويحاول فصل المحافظة عن الإقليم، إلا أنهم سيفشلون لكونهم يعرفون تاريخ هذه المدينة العريقة، وسيتم القضاء على هذا الفكر». وأضاف أننا «كنا نتحفظ في الرد من باب المانع الأخلاقي والأعراف رغم أننا نملك الأدلة والحجج لفضحهم، فإننا نستطيع أن نفاجئهم اليوم ونقول لهم كفى». وفي رد على ما جاء في خطاب نيجيرفان، قال القيادي في حركة «التغيير» المعارضة قادر حاجي علي: «يتهموننا بممارسة الإرهاب الفكري، هذا لأننا ننتقد السلطة وعيوبها، ونحن نقول أن هؤلاء (الحزبين الحاكمين) لصوص وفاسدون، وأعادوا كردستان عشرين سنة إلى الوراء ولدينا الإثباتات». وأضاف: «إذا كان هناك إرهاب فكري في السليمانية، فإن في أربيل والمناطق الخاضعة لسلطتهم هناك إرهاباً فكرياً وجسدياً، لأن الناس تتعرض للقتل بسبب مقال، ويتعرض المعلم المحتج على قطع راتبه إلى الضرب». إلى ذلك، شدد مستشار «مجلس أمن الإقليم» القيادي في «الديموقراطي» مسرور بارزاني في خطاب أمام أنصاره على أن «بارزاني الخالد (الملا مصطفى بارزاني) كان كرس حياته لكركوك والإقليم، ولم يتنازل عن شبر من أرضنا، لكننا لم نتوقع أن تتم خيانة كركوك»، في إشارة إلى اتفاق قادة في حزب «الاتحاد الوطني» مع بغداد على سحب قوات البيشمركة من المحافظة، داعياً إلى «تجنب التصويت لمن عارض استفتاء الانفصال الشرعي، ونحن مقبلون على حرب أخرى مع بغداد والتي تتعلق بتطبيق مواد الدستور المعطلة». واعتبر مسرور أن «اختزال مشكلة كردستان بالامتيازات والمناصب والرواتب تعد جريمة، بل مشكلتنا أكبر بكثير، ونطالب بالاستقلال وحق تقرير المصير». وتابع: «هذه السلطة (في إشارة إلى مناطق نفوذ الوطني) لم تستطع تقديم الخدمات للجميع، وليس منصفاً في أن يلقى اللوم على الديموقراطي». من جهة أخرى، اتهم مسؤول «جهاز الأمن والمعلومات» التابع لـ «الوطني» لاهور شيخ جنكي «الديموقراطي»، بـ «محاولة إضعاف نفوذنا في كركوك، من خلال مقاطعتهم للانتخابات على صعيد المحافظة». وأضاف: «نقول لهؤلاء الذين يتحدثون عن كركوك ويتظاهرون بأنهم أصحاب القضية، بأننا نعيش الصحوة واليقظة، ونعلن من مواقعنا في كركوك وخانقين (المتنازع عليها مع بغداد) بأننا متمسكون بالبقاء فيها أو أن نحارب للنهاية». وجدد القيادي في «الاتحاد الوطني» نائب رئيس الحكومة قباد طالباني دعوة القوى المتصارعة إلى أن «الحرب السياسية التي ينبغي أن يخوضها الأكراد تكمن في العاصمة بغداد، وليس في أربيل، لأن أزمات حصة الإقليم الموازنة ورواتب موظفينا قائمة مع الحكومة الاتحادية». في غضون ذلك، أعلنت المرشحة هيمان رمزي عن لائحة «النصر» التي يتزعمها العبادي عن محافظة أربيل «الانسحاب من اللائحة من دون التعرض إلى أي ضغوط»، عازيةً القرار إلى «تنصل اللائحة من وعودها باتباع سياسة مختلفة عن بقية اللوائح تجاه المكونات والمواطنة».
مشاركة :