"والآن أتكلم".. حكايات خالد محيي الدين عن ثورة يوليو

  • 5/7/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

خالد محيي الدين، الرجل الذي وصف بـ"الصاغ الأحمر" -إشارة إلى توجهاته اليسارية- شارك في صنع تاريخ مصر في واحد من أهم أوقاتها، وهو ثورة يوليو؛ ورغم الخلاف الشهير بينه وبين أعضاء مجلس قيادة الثورة، والذي ابتعد على إثره إلى سويسرا لعدة سنوات، عاد بعدها إلى مصر ليخوض الانتخابات المحلية، ويتولى عدة مناصب، وفي النهاية أسس حزب التجمع اليساري الشهير، بعدما أعاد الرئيس الراحل أنور السادات نظام التعددية الحزبية؛ لتتراكم خبرة أكثر من نصف قرن من العمل السياسي والدراية بكواليس السلطة في مرحلة فاصلة شهدتها مصر، جمعها الراحل في كتابه الأشهر "والآن أتكلم". لم يكتب خالد محيي الدين في التاريخ، بل جاء كتابه أقرب إلى السيرة الذاتية لرجل. يقول عضو مجلس قيادة الثورة السابق في مقدمة كتابه ""عندما كانت أحداث مارس 1954 وما كان خلالها وبعدها، وعندما أثمر ذلك بالنسبة لي قرارًا بالنفي إلى خارج الوطن، هناك في المنفى البعيد أحسست بأن أول واجب لي هو أن أسجل الوقائع، وأن أحفظها وأحتفظ بها"" ؛ هكذا يحكي في كتابه أحداث ارتبطت بتنظيم الضباط الأحرار، وليلة 23 يوليو، وجلسات مجلس قيادة الثورة، وكل ما هو ضروري لتبقى حقائق تلك الحقبة في ذمة التاريخ. ينقسم الكتاب، الذي جاء بعد أربعين عامًا من قيام الثورة، بصياغة الدكتور رفعت السعيد إلى 25 فصلًا، منها البدايات، عبد الناصر والإخوان، الخلاف على الزعامة، أكثر من موعد للحركة، من لجنة القيادة إلى مجلس القيادة، مارس الوجه الآخر، المنفى؛ وتضمنت قدرًا كبيرًا من الأسرار، مثل سبب معارضة عبدالناصر التقيد ببرنامج التنظيم، وحقيقة العلاقة مع الولايات المتحدة، وعلاقة عبدالناصر وخالد محيى الدين بالإخوان وبالشيوعيين، وصلة السادات بالسفارة البريطانية. تحدث الراحل في كتابه عن الطريقة التى قادته إلى تنظيم الضباط الأحرار وإلى معرفة جمال عبدالناصر، وكان ثروت عكاشة، وزير الثقافة الأشهر، هو الذى اتصل بخالد وحدد له موعدا مع جمال عبدالناصر حيث تشكلت الخلية الأولى لتنظيم الضباط الأحرار، التى عقدت اجتماعها الأول فى منزل جمال عبدالناصر خلال عام 1949. وبدأت مسيرة هذا التنظيم نحو 23 يوليو؛ ويذكر أن مجموعة الضباط الأحرار لم تكن وحدها هى التى تعمل فى الجيش وإنما كانت هناك مجموعات أخرى ولم يكن بينهم فى البداية صلات، كانت هناك مجموعة جمال منصور ومجموعة الحرس الحديدى، برئاسة مصطفى كمال وصفى، ومجموعة أنور السادات التى كانت تضم إلى جوار بعض ضباط الجيش بعض العناصر المدنية. تحدث خالد كذلك عن صلته هو وجمال عبدالناصر بجماعة الإخوان المسلمين، وكيف أُعدُ لهما لقاء مع حسن البنا ورغم اعترافه هو وجمال عبدالناصر بمقدرة حسن البنا على الإقناع إلا أنهما، خاصة جمال عبد الناصر، خرجا من اللقاء غير مرتاحين ويذكر خالد هنا كلمة لعبدالناصر قال له إنه يشعر بأن هذه الجماعة تريد أن تستغلهما وتستغل مجموعة الضباط التى كانت قد بدأت الارتباط بهما فى حركتها وأن عبدالناصر رفض ذلك وابتعد هو وخالد عن حركة الإخوان. ويروي مؤسس حزب التجمع وابن عم مؤسس جهاز المخابرات العامة فترة صعود التنظيم للسيطرة على الحكم في مصر، فيروي عن قرار حلّ نادى الضباط وما تبعه من تهديد باعتقال عدد من الضباط وبعد ذلك التفكير فى حملة الاغتيالات ثم العدول عن ذلك وفقا لرأى عبدالناصر ثم اتخاذ قرار بحل التنظيم يوم الثانى من أغسطس 1952 لإملاء شروطه على الملك وبعد ذلك -ولأسباب شرحها فى كتابه- عقدت لجنة القيادة اجتماعا بعد ظهر 22 يوليو 1952 وقررت فيه أن يبدأ التحرك ليلة 23 يوليو. ودخلت مصر مرحلة جديدة من تاريخها. يروي خالد محيي الدين كذلك عن أزمة استقالة محمد نجيب من رئاسة التنظيم وإدراك عبدالناصر خطورة الموقف واقتراحه بأن يعود نجيب وأن يستقيل مجلس قيادة الثورة وأن تشكل حكومة مدنية برئاسة خالد محيى الدين وأن تعود الحياة النيابية بعد فترة ستة أشهر. ولكن ذلك لم يتم لأسباب كثيرة.

مشاركة :