طهران - مع اقتراب المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مصير بقاء بلاده أو انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، تتوالى تصريحات المسئولين الإيرانيين بين التحذير تارة والمهادنة تارة أخرى في موقف يكشف ارتباكا واضحا وتخوفا من إمكانية نسف الاتفاق النووي. وحذر الرئيس الايراني حسن روحاني الأحد من أن الولايات المتحدة "ستندم ندما تاريخيا" في حال قررت الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني، وهو ما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقيام به. وقال روحاني اثناء خطاب أدلى به في سبزوار في شمال غرب ايران ونقله التلفزيون "لدينا خطط لمواجهة أي قرار من ترامب بشأن الاتفاق النووي... أمريكا مقبلة على ندم تاريخي إذا هي انسحبت من الاتفاق النووي". وتابع "صدرت الأوامر لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية... وللقطاع الاقتصادي لمواجهة المخططات الأمريكية ضد بلادنا. لكن الرئيس الايراني لم يوضح الكيفية التي سترد بها طهران على انسحاب واشنطن من الاتفاق الذي أبرم في فيينا في يوليو 2015 بين طهران والقوى الست الكبرى وهي الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض. وينص الاتفاق على فرض رقابة مشددة على أنشطة طهران النووية لضمان بقائها سلمية. وأمهل ترامب الاوروبيين حتى 12 مايو لوضع صيغة جديدة تتضمن تعديلات لما يصفه بانه "عيوب كارثية" في نص الاتفاق القائم حاليا، وإلا فستنسحب بلاده. وقال روحاني "اليوم، جميع الاتجاهات السياسية موحدة، سواء كانت يميناً أم يساراً أو محافظين أو إصلاحيين ومعتدلين، (...) على ترامب أن يعرف أن شعبنا متحد وعلى النظام الصهيوني (اسرائيل) أن يعرف بأن شعبنا متحد". وقال روحاني "لن نتفاوض مع أحد بخصوص أسلحتنا ودفاعاتنا وسنصنع ونخزن ما نحتاجه من الأسلحة والمنشآت والصواريخ" مكررا رفض القادة الإيرانيين إجراء محادثات بشأن البرنامج الصاروخي الذي تقول طهران إنه دفاعي. وأكد أنه أعطى "منذ عدة أشهر الأوامر الضرورية" لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية استعدادا لقرار ترامب دون أن يوضح تفاصيل هذه الأوامر. والخميس، حذر علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آيه الله علي خامنئي للشؤون الخارجية من أن طهران ستنسحب من الاتفاق النووي في حال انسحبت واشنطن منه.
مشاركة :