استخدمت الشرطة الصينية أنظمة التعرف على الوجه، والتي يبدو أنها دقيقة بشكل كبير في الصين، لإلقاء القبض في شهر أبريل من هذا العام على رجل مطلوب في جرائم اقتصاديه، حيث تمكنت تلك الأنظمة من تحديده ضمن حشد مكون من 60 ألف شخص في حفلة غنائية ضمن مدينه نانتشانغ الصينية، حيث قال الشخص بعد ذلك “لو كنت أعرف بوجود مثل هذه الأنظمة الدقيقة لم أكن لأذهب”. ويبدو أن أنظمة التعرف على الوجه المستخدمة من قبل الشرطة البريطانية أقل إثارة للإعجاب، إذ تبين خلال نهائي دوري أبطال أوروبا في الصيف الماضي في جنوب ويلز، بدأت الشرطة برنامجًا تجريبيًا للتعرف على الوجه، حيث أن البرنامج مصصم للتحقق من رواد الحدث بالاعتماد على قاعدة بيانات تضم 500 ألف صورة لأشخاص موضع اهتمام من الشرطة. وأفادت صحيفة الغارديان البريطانية بعد مرور ما يقرب من عام أن البرنامج أسفر عن 2470 حالة تطابق محتملة، لكن الأمر المثير للاستغراب أن 2297 حالة منها كانت كاذبة، أي ما نسبته 92 في المئة من الحالات كانت كاذبة، مع 173 حالة تطابق صحيحة، ووفقًا لبيان الشرطة في جنوب ويلز فإنه لا يوجد نظام تعرف على الوجه بدقة 100 في المئة في جميع الظروف. وقام نظام التعرف على الوجه الآلي AFR بتحديد 2470 شخصًا، مع 173 حالة مطابقة صحيحة، وتكشف الأرقام الواردة في البيان أنه من أصل 2685 حالة إنذار من قبل النظام ضمن 15 حدثًا رياضيًا، كان هناك فقط 234 حالة مطابقة إيجابية، مع 2451 حالة مطابقة كاذبة، وأوضحت الشرطة أنها أجرت 2000 حالة مطابقة إيجابية واستخدمت هذه المعلومات في إجراء 450 عملية اعتقال في الأشهر التسعة الماضية. ويعمل برنامج التعرف على الوجوه الآلي AFR من خلال أخذ التغذية الحية من كاميرات CCTV المركبة في مواقع محددة أو على المركبات، ويطابق الوجوه الموجودة ضمن قاعدة بيانات تضم 500 ألف صورة، في الحالات التي يحدد فيها النظام شخصًا ما، فإما أن يتجاهل الضباط هذا الأمر او يرسلون للتحدث مع الشخص المعني، وفي حال كان التطابق غير صحيح، سوف يقوم الضباط بالشرح للشخص المعني ما حصل ودعوته لرؤية المعدات. كما تقول الشرطة أيضًا إنه لم يكن هناك اعتقالات في حالة وجود خطأ إيجابي، ويشرح الباحثون أنه لا يوجد برنامج دقيق للتعرف على الوجه بنسبة 100 في المئة، وأن المشكلات التقنية ستظل مشكلة شائعة في المستقبل المنظور، وتلاحظ شرطة جنوب ويلز أيضًا أن عددًا من حالات التطابق الإيجابية الزائفة كانت نتيجة الصور ذات الجودة الرديئة المقدمة من قبل وكالات أخرى والخوارزمية القديمة من شركة NEC المطورة للنظام. تجدر الإشارة إلى قيام الشرطة بنشر أرقام أكثر تشويقًا بالنسبة لأنصار التكنولوجيا، إذ أسفرت عملية مسح الوجوه ضمن مهرجان Elvis عن 10 نتائج مطابقة إيجابية حقيقية، مقارنة مع سبع حالات مطابقة إيجابية كاذبة، ومن ناحية أخرى، عندما قام رجال الشرطة بتجربة النظام في مكان آخر كانت النتيجة خمس حالات مطابقة إيجابية كاذبة مقابل نتيجة مطابقة واحدة حقيقية.
مشاركة :