مساء الأربعاء الماضي كان انكساراً جديداً لـ"كرة القَدم السعودية"، بهزيمة المنتخب أمام "قطر" وخسارته للبطولة الخليجية!! لست مهتماً بالميدان الكروي، والخسارة في الكُرَة واردة؛ ولكن حرص الشباب واستجابتهم للحَشْد ودعوات الحضور للمباراة من مختلف المناطق، وحضور طفلين كفيفين لملعب المباراة، ثم عودة الجميع بعد ذلك مكسُوري الخاطر والجناح؛ أجبرني على البحث عن أسباب السِّنِيْن العجاف التي تعيشها الرياضة السعودية عموماً، وكرة القدم خصوصاً، فقد غابت عن منصات التّتويج من أربع عشرة سنة تقريباً، لأسباب عدة أرى منها: * الاحتراف الوهمي الذي حَوّل أشباه لاعبين إلى مليونيرات بين يوم وليلة، لا هَمّ لهم إلا السهر وجمع المال، أما ممارسة الكُرَة فهي آخر اهتماماتهم!! * انتخابات اتحاد الكرة الصّورية التي أتت بمَن يُحقّق مصالح الأندية الكبرى أو بالأصَحّ مَن يُديرونها، فمجلس إدارة ذلك الاتحاد لم يُقدِّم أيّ شيء، لا رؤية ولا خطط ولا إستراتيجيات؛ بل مُجرَّد حضور باهت، واستسلام وتصريحات إعلامية انهزامية، وأحياناً ساذجة للهروب من المسؤولية كَرَمي الاتهامات على "المراهنات، أو عدم فاعلية الجماهير"؛ فأيُّ حاضر أو مستقبل نرجوه من أولئك!؟ * غياب المحاسبة والمتابعة من الجهات ذات العلاقة فهناك ملايين تُهدَر على عقود المدربين والمعسكرات، ولعل آخرها الشرط الجزائي للمدرب الهولندي ريكارد الذي ضحك علينا وطار بـ"90 مليون ريال"؛ فهل تمّ التحقيق مع مَن تعاقد بذلك المبلغ وتلك الشروط؟! وأين هيئة مكافحة الفسَاد "نزاهَة"؟!! * ذلك الإعلام الذي حَوّل "الكُرَة" من مجرد رياضة وتنافس شريف إلى عنصرية وانقسام مجتمعي، وقذائف من السّب والشَّتم والتخوين ونزع الوطنية، وحَدِيْث عن الماضي والأطلال والبطولات السابقة وترديد: "حِنّا كبار" في آسيا! تلك أراها أبرز مُسبّبات الفشل، أمّا الحلول فأراها في استقالة اتحاد القَدم الحالي، وبانتخابات جديدة نزيهة تُتَاح فيها الفرصة للشباب ليخدموا وطنهم؛ فإمكاناتهم كبيرة وطموحاتهم لا حدود لها!! وكذا الاهتمام بالناشئين من خلال المدارس وأكاديمية حقيقية متخصصة على غرار "سباير في الدّوحَة"، وإعادة النظر في أنظمة الاحتراف ورواتبه، والإفادة من مواهب المقيمين المَوْلُوْدِين في السعودية؛ والأهم ضبط تجاوزات الإعلام الرياضي، أرجوكم يكفي التعَصّب! أخيراً.. أعجبني جداً مشهد الجمهور القطري في ملعب المباراة وهو يرتدي زيه الرسمي الأبيض، ويُشجِّع بفاعلية واحترام، وهو بذلك يبعث رسائل لمن يفهم وعنده قَلْب يَعِي!. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain