أخفق ريال مدريد في استغلال النقص العددي الذي عاناه مضيفه وغريمه التقليدي برشلونة، وعجز عن إفساد احتفالاته بالفوز بالدوري الإسباني هذا الموسم، بعدما اكتفى بالتعادل معه 2- 2 أمس الأول في قمة مباريات المرحلة السادسة والثلاثين للمسابقة. انتهى لقاء الـ"كلاسيكو" الأخير لهذا الموسم أمس الأول بالتعادل بين برشلونة، المتوج بطلاً، وضيفه وغريمه التقليدي ريال مدريد 2-2، وذلك في المرحلة السادسة والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم. وبتلك النتيجة، واصل برشلونة مشواره نحو أن يكون أول فريق ينهي موسماً من 38 مرحلة دون هزيمة، والأول في كل صيغ البطولة منذ موسم 1931-1932 حين حقق ذلك الريال بالذات (الموسم في حينه كان يتألف من 18 مباراة فقط). وضرب برشلونة باكرا، اذ افتتح التسجيل منذ الدقيقة 10 اثر هجمة مرتدة سريعة، توغل فيها سيرجيو روبرتو على الجهة اليمنى قبل أن يعكس الكرة التي وصلت إلى الأوروغوياني لويس سواريز، فأطلقها في شباك الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، مسجلاً هدفه الـ24 في الدوري هذا الموسم. لكن الريال لم ينتظر طويلا لإدراك التعادل اثر لعبة بدأها البرتغالي كريستيانو رونالدو بتمريره الكرة إلى الألماني توني كروس فعكسها لتصل إلى الفرنسي كريم بنزيمة، فحولها الأخير برأسه لتصل إلى رونالدو الذي تابعها في الشباك. وهو الهدف الـ25 لرونالدو في الدوري هذا الموسم والـ18 في الـ"كلاسيكو"، معادلا بذلك رقم الفريدو دي ستيفانو كأفضل هداف للريال في مرمى برشلونة ضمن جميع المسابقات، لكنه يتخلف بفارق 8 أهداف عن غريمه في النادي الكتالوني ليونيل ميسي الذي عزز الأحد سجله كأفضل هداف في تاريخ المواجهة الأكثر متابعة في العالم على صعيد الدوريات (26). وأعطى هذا الهدف الدفع المعنوي للضيف الملكي الذي هدد مرمى مضيفه الكتالوني مرتين عبر رونالدو بالذات، لكن أفضل لاعب في العالم اصطدم أولاً بتألق الحارس الألماني مارك اندري تير شتيغن (27)، ثم سدد بجانب القائم الأيسر (28). ثم غابت الفرص مع ارتفاع حدة الاحتكاكات التي بدأت بين سواريز وسيرخيو راموس وصولاً إلى طرد سيرجيو روبرتو في الوقت بدل الضائع بعد توجيهه ضربة بالكوع إلى وجه البرازيلي مارسيلو. زيدان يريح رونالدو وفي بداية الشوط الثاني، قرر زيدان اراحة رونالدو الذي بدا منزعجا من إصابة طفيفة تعرض لها لحظة تسجيله الهدف، واستبداله بماركو اسنسيو، بينما حاول ارنستو فالفيردي تعويض سيرجيو روبرتو بإدخال البرتغالي نيلسون سيميدو بدلا من البرازيلي فيليبي كوتينيو الذي كان يخوض الـ"كلاسيكو" للمرة الأولى. وكان الريال الأفضل في ظل التفوق العددي لكن ميسي نجح بعبقريته المعتادة في خلق الفارق لفريقه وتسجيل هدف التقدم في الدقيقة 53 بتلاعبه براموس والبرازيلي كاسيميرو قبل التسديد في الشباك، مستفيدا من تمريرة متقنة لسواريز الذي ارتكب خطأ على الفرنسي رافايل فاران من أجل استخلاص الكرة منه بحسب ما أظهرت الإعادة لكن الحكم لم يشاهد المخالفة. وهو الهدف الـ33 لميسي في الدوري هذا الموسم، فعزز صدارته لترتيب الهدافين ورفع غلته الإجمالية في جميع المسابقات إلى 44 هدفا هذا الموسم. وبعد الهدف، قرر فالفيردي ادخال البرازيلي باولينيو بدلا من انييستا الذي خرج وسط تصفيق حار من جمهور "كامب نو" الذي تابعه يخوض الـ"كلاسيكو" الثامن والثلاثين والأخير في مسيرته الرائعة. وكان ميسي قريبا من توجيه الضربة القاضية للريال في الدقيقة 70، لكن نافاس تألق وحرم أصحاب الأرض من هدفهم الثالث، ثم رد الريال بهدف التعادل الذي جاء من كرة صاروخية اطلقها غاريث بيل بيسراه من مشارف المنطقة إلى الزاوية اليمنى بعد تمريرة من اسنسيو (72).