بوتين يدشّن ولايته الرابعة متعهداً مواجهة عراقيل تكبح «الطموحات الكبرى» لروسيا

  • 5/8/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ساعات على بدء ولايته الرابعة، جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثقته بقدرة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها ديمتري مدفيديف على إحداث «اختراقات في كل مجالات الحياة»، وكلّفه تشكيل حكومة جديدة يُتوقع أن تحظى بموافقة سريعة من الهيئة الاشتراعية التي يهيمن عليها أنصار بوتين. وبعد 18 سنة على حكمه، بدأ بوتين (65 سنة) ولاية رابعة من 6 سنوات، يُفترض أن تكون الأخيرة وفق الدستور الروسي. وعلى رغم «تواضع» مراسم التنصيب، مقارنة بعام 2012 عندما عاد بوتين رئيساً، بعد فترة انتقل خلالها مدفيديف إلى الكرملين رئيساً لأربع سنوات، كان لافتاً الاهتمام بتفاصيل تؤكد استمرار بوتين في خدمة الشعب على مدار الساعة، وإبراز علاقته المتينة مع الكنيسة والشباب. وخلال التنصيب مشى بوتين في أروقة الكرملين لمسافة طويلة على سجاد أحمر، وشقّ طريقه وسط قاعات قصور القياصرة. وعُرضت للمرة الأولى سيارة «ليموزين» روسية الصنع، أقلّته من مدخل مكتبه إلى قاعدة الكرملين الكبرى، حيث كان في انتظاره أكثر من 3500 شخصية سياسية واجتماعية من مختلف مناطق الاتحاد الروسي. وبعد أدائه القسم، وتأكيده أن «روسيا عضو قوي وفاعل ومؤثر في العالم»، وإشارته إلى أن «أمن البلاد وقدراتها الدفاعية مؤمّنة في شكل موثوق»، شدّد بوتين على أن المهمة الحالية تكمن في «استخدام كل طاقات روسيا لتسوية ملفات التنمية الداخلية الملحّة، من أجل إنجاز اختراقات اقتصادية وتقنية لرفع القدرة التنافسية في المجالات التي ترسم طابع المستقبل». ولفت إلى أن المهمة الرئيسة في ولايته الرابعة تكمن في بلوغ «مستوى حياة جديد، والرفاه، والأمن وضمان صحة الإنسان»، متعهداً مواصلة العمل لرفع مستوى حياة الروس. ومع تأكيده أن روسيا ماضية في مواكبة التغيّرات العالمية، ومستعدة لمواجهة أي عراقيل تعطّل «بلوغ طموحاتنا الكبرى وتحقيق أحلامنا»، وجّه بوتين رسالة إلى الغرب تبرز «انفتاح روسيا للحوار والعمل في شكل فاعل مع شركائنا في تطوير مشاريع عالمية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والإنسانية والثقافية، ضمن علاقات مع كل بلدان العالم، لتحقيق الاستقرار في كوكبنا على مبدأ التكافؤ والفائدة المشتركة». وأكد بوتين أن روسيا قادرة على تجاوز كل الصعوبات، معتبراً أنها تعافت من أزمتها الاقتصادية الأخيرة. وكان لافتاً إشارته إلى ظروف صعبة عانتها روسيا في تسعينات القرن العشرين، وتأكيده تجاوز الصعوبات وتعويض الخسائر، على رغم أن «جروحاً كثيرة لم تلتئم بعد». وشكر مواطنيه لـ»دعمهم الصادق، ليس للدفاع عن موقعنا على الساحة الدولية فحسب، بل أيضاً من أجل (إحداث) تغييرات إيجابية في العمق داخل البلاد». وبعد 18 سنة في الحكم، أظهر استطلاع للرأي أعدّه مركز «ليفادا» أن 47 في المئة من الروس يعتبرون أن أهم إنجازات بوتين تكمن في نجاحه في إعادة روسيا قوة عظمى، فيما رأى 38 في المئة أنه استطاع تحقيق الاستقرار في شمال القوقاز. وفي الاستطلاع الذي يتيح اختيار أكثر من جواب، قال 27 في المئة إن بوتين مَنع انهيار الاتحاد الروسي، لكن حوالى 22 في المئة فقط اعتبروا أنه وضع روسيا على طريق الإصلاحات، ولم تتعدّ نسبة من رأى أن بوتين عزّز دور القانون والنظام، 18 في المئة. في المقابل، قال 45 في المئة من المستطلعين أن بوتين فشل في تحقيق توزيع عادل للثروة والدفاع عن مصالح عامّة الشعب. وحمّله 39 في المئة من الروس مسؤولية عدم القدرة على استعادة ثروات فقدوها خلال الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية في تسعينات القرن العشرين. وشكا 27 في المئة من عدم قدرة بوتين على الخروج من ركود الصناعة، والخروج من أزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد عام 2008. وبعيداً من المشكلات الاقتصادية، وصعوبة تحقيق أهداف التنمية التي رسمها بوتين وبلوغ الاقتصاد الروسي مصاف أضخم 5 اقتصادات بحلول العام 2030، من المرتبة 11 الآن، يواجه الرئيس عقدة اختيار خليفة له، في حال التزم الامتناع عن تعديل الدستور الذي يمنع تولّي الحكم لأكثر من ولايتين متتاليتين. وفي حين يستطيع مدفيديف الحفاظ على توازنات مراكز القوى السياسية المؤثرة في روسيا، ومصالح الفاعليات الاقتصادية، يصعب اختيار خليفة يحظى بقوة بوتين وقدرته على تحقيق التوازن المطلوب في الحكم. ويبدو تشكيل الحكومة الجديدة أمام مهمات صعبة، في ظل أزمة ديبلوماسية عميقة مع الغرب، وعقوبات غربية على القطاعين النفطي والمالي. وفي هذا السياق، أفادت وكالة «تاس» الروسية للأنباء بأن ميدفيدف اقترح تعيين وزير المال أنطون سيليانوف نائباً أول له، فيما أفادت وكالة «إنترفاكس» بأنه اقترح أن يحتفظ سيليانوف بالمنصبين، كما أبقى على نائبه للشؤون الرياضية فيتالي موتكو. وأفادت وكالة «ريا» بأن مدفيديف استبعد نائبه الأول إيغور شوفالوف، ونوابه أركادي دفوركوفيتش ويوري تروتنيف وديمتري روغوزين الذي كان وزيراً للصناعات الدفاعية. ويُنتظر أن يستكمل ميدفيدف مشاوراته، قبل طرح تشكيلته رسمياً في جلسة مجلس «الدوما» (البرلمان) اليوم.

مشاركة :