أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأوغندي في القاهرة أمس، عدم حدوث اختراق في المفاوضات الفنية لـ «سد النهضة»، لافتاً إلى أنه «يجب قبول ما تطرحه الوسائل العلمية». وأجرى شكري محادثات ثنائية مع نظيره الأوغندي سام توكيسا على هامش اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين المنعقدة في مصر، بحثا فيها العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية المشتركة، في وقت أعلن توكيسا أن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني سيزور القاهرة اليوم، بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد في بيان أمس، بأن الجانبين بحثا عدداً من المواضيع والقضايا الإقليمية، مثل ملف مياه النيل وتطورات مفاوضات سد النهضة وإصلاح الاتحاد الأفريقي ومشاركة أوغندا في قوات «أميصوم» لحفظ السلام في الصومال، والأوضاع في كل جنوب السودان وبوروندي، إضافة إلى مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط. وقال شكري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأوغندي في القاهرة، إن مصر «تعمل على تعزيز قدرات دول القارة الأفريقية، للاستفادة من مواردها إضافة إلى نزع فتيل التوتر بين دول القارة لضمان أمن جميع دولها وسلامتها، وحمايتها من أخطار الإرهاب»، مشيراً إلى أن مصر «لديها توجه لتعزيز مستوى التعاون والعلاقات المشتركة مع القارة الأفريقية»، مؤكداً حرص الرئيس السيسي على تعزيز التعاون مع قادة القارة، في ظل العلاقات التاريخية القائمة والمصالح المشتركة. وأشار إلى أنه اتفق مع نظيره الأوغندي على عقد اللجنة المشتركة كل عامين على أن يكون هناك اجتماع لكبار المسؤولين للتحضير للجنة، لافتاً إلى أنه عرض على توكيسا الخطوات التي تتخذها مصر من أجل التنفيذ الكامل لاتفاق المبادئ في شأن «سد النهضة» الإثيوبي. ورداً على سؤال حول تطورات أزمة «سد النهضة»، أكد شكري أن «جولة المفاوضات الفنية الأخيرة في أديس أبابا لم تتجاوز التعثر الذي ينتاب المسار الفني، على مدى عام، نظراً إلى استمرار أديس أبابا والخرطوم في التحفظ على التقرير الاستهلالي للشركة الدولية»، لافتاً إلى أن «جولة المحادثات في أديس أبابا تناولت عدداً من الأمور بكثير من التفصيل»، موضحاً أن مصر «طرحت أطروحات لكسر الجمود من بينها فكرة وساطة البنك الدولي تأكيداً لأنه ليست لها أي مصلحة في إعاقة المسار، وإنما ستقبل مسبقاً بما تقضي به جهة فنية». وأوضح شكري أن موضوع «سد النهضة» علمي وغير قابل للتأويل السياسي، داعياً إلى ضرورة قبول ما تطرحه الوسائل العلمية الموضوعية بعيداً من أي تحيز يتم من خلالها بناء الثقة، موضحاً أن الجولة الأخيرة في أديس أبابا تعثرت وتم تجاوز الحيز الزمني الذي كنا نأمل بأن يتم التوافق في غضونه. وقال: «سنجتمع في إثيوبيا مجدداً على المستوى التساعي ومصر حريصة على أن تستمر في بناء الثقة والتعامل مع هذا الموضوع، مع التقدير الكامل للمصالح الإثيوبية والتنمية، لكن أيضاً قواعد القانون الدولي تقضي بعدم أن يؤدي أي إجراء إلى ضرر بالغ على أي من دول المصب». وشدد الوزير الأوغندي على حق مصر في الاستفادة من حصتها الكاملة من مياه النيل، من دون تعرضها لأي خطر أو تهديد، لافتاً إلى أن هناك اجتماعات للجنة المشتركة بين البلدين خلال الفترة المقبلة، ستناقش المواضيع الخاصة حول المياه وتكنولوجيا الاتصالات، مؤكداً أهمية توافر الموارد المائية لكل دول حوض النيل، وألا تتأذى أي من الدول حول حصتها المائية.وأكد توكيسا دعم بلاده الكامل لمصر في حربها على الإرهاب. في السياق ذاته، بحث وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي ووزير الدولة لشؤون المحاربين القدامى الأوغندي برايت كانيونتوري رواميراما، في القاهرة أمس، تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار داخل القارة الأفريقية.
مشاركة :