أدى فلاديمير بوتين أمس الاثنين، اليمين الدستورية، وتم تنصيبه رئيساً لروسيا لولاية رابعة تستمر حتى سنة 2024، بعد أن أمضى 18 عاماً في الحكم كرئيس ورئيس للوزراء. وبُعيد حفل التنصيب سمّى بوتين مرة جديدة ديمتري مدفيديف لمنصب رئيس الوزراء، ويتوقع أن يصادق الدوما (مجلس النواب) على هذا الترشيح من دون أية مفاجأة.وقال بوتين واضعاً يده على الدستور الروسي «أعتبر أنه واجبي وهدف حياتي أن أبذل قصارى جهدي من أجل روسيا، في حاضرها ومستقبلها»، في احتفال رسمي في القصر الكبير في الكرملين حضره رؤساء غرفتي البرلمان الروسي والمحكمة الدستورية. وبعد فوزه بنسبة 76,7% من أصوات المقترعين وهي الأعلى منذ وصوله إلى الحكم، فرض بوتين نفسه بصفته الرجل القوي في روسيا التي عزز مكانتها على الساحة الدولية رغم التوتر المتنامي مع القوى الغربية. وقال بوتين «سأبذل أقصى جهودي لتعزيز قوة وازدهار ومجد روسيا»، قائلا «كل قوتنا تكمن في أصالتنا الثقافية ووحدتنا». وشكر بوتين الشعب الروسي «لدعمه الصادق»، مشدداً على أهمية هذا الدعم «ليس فقط للدفاع عن موقعنا على الساحة الدولية وإنما أيضا من أجل تغييرات إيجابية في العمق داخل البلاد».أشاد بوتين خلال حملته الانتخابية بالقدرات الجديدة العسكرية الروسية متحدثا عن صواريخ «لا تقهر»، لكنه أكد بعد فوزه أنه سيعمل على خفض الإنفاق العسكري في 2018 و2019 ونفى خوض سباق نحو التسلح. وأكد بوتين أن «الأهم اليوم هو أسلوب حياة جديد، والسيادة والأمن والصحة، هذا ما تتمحور حوله سياستنا». وتعهد بوتين بأن يعمل خلال فترته الرئاسية الجديدة على تعزيز دفاعات روسيا في مواجهة الغرب، ورفع مستوى المعيشة.وقال إن روسيا في حاجة لتحسينات ضخمة، وأكد: «هدف حياتي وعملي هو خدمة الشعب والوطن. هذا هو الأهم بالنسبة لي». وقال إن روسيا في حاجة لتحسين الكثير من القطاعات لضمان الحرية والعدالة للمجتمع. وأضاف أن العالم يتغير بسرعة، وأن روسيا تحتاج للمواكبة.وقال إن بلاده التي لا تزال في حاجة للتغلب على العقبات التي خلفتها اضطرابات تسعينيات القرن الماضي، «لابد أن تكون عصرية ومتحركة»، مضيفا أن الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأخرى لا بد أن تتحسن. وأشار بوتين إلى أن روسيا قد تجاوزت بشكل متكرر فترات عصيبة على مدار تاريخها الذي يمتد لألف سنة، وقال «إننا فريق واحد قوي قادر على التغلب على أي عقبة».ووصفت اللجنة الانتخابية الانتخابات التي فاز فيها بوتين بفارق كبير عن منافسيه بأنها «شفافة إلى أقصى حد».في المقابل، تحدثت المعارضة ومنظمات غير حكومية عن تجاوزات وحشو صناديق اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية.وسيبقى بوتين في الحكم حتى 2024. عندها سيكون في الثانية والسبعين من عمره. ولدى سؤاله بعد فوزه عن احتمال ترشحه في نهاية هذه الولاية، قال «لا بد أنكم تمزحون! ماذا علي أن أفعل؟ أن أبقى حتى يصبح عمري مئة سنة؟ لا». (وكالات)
مشاركة :