دشنت «قطر الخيرية» الحملة القطرية التركية المشتركة لإغاثة متضرري الفيضانات في مدينة بلدوين بالصومال، برعاية سعادة السيد مهدي محمد جوليد نائب رئيس الوزراء الصومالي، وبحضور كل من السيد حسن حمزة سفيرنا فوق العادة المفوض لدى جمهورية الصومال، وسفير جمهورية تركيا في الصومال السيد أولغن بكر، وبمشاركة عدد من الوزراء والنواب الصوماليين، ورئيس ولاية هرشبيلي السيد محمد عبدي.تعد الحملة القطرية التركية أول مبادرة إنسانية تستجيب لنداءات الإغاثة لضحايا الفيضانات بالصومال، بإشراف «قطر الخيرية»، وعضوية كل من مؤسسة تيكا (TIKA)، والهلال الأحمر التركي. وقد تعرض سكان مدينة بلدوين، الواقعة 330 كم شمال مقديشو العاصمة، لكارثة فيضانات رهيبة، نتجت عن المعدلات المائية المرتفعة، بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على جبال إثيوبيا، والتي تعتبر منبع نهر شبيلي الذي يمر وسط مدينة بلدوين، مما أدى إلى نزوح ما يقرب من مائة ألف أسرة من بيوتها، التي أصبحت غارقة بالسيول الجارفة، كما أن المياه ألحقت أضراراً هائلة في الأسواق ومخازن الغذاء، مما أدى إلى انخفاض حاد في المخزون الغذائي لسكان محافظة هيران، التي تعتمد على المخازن الغذائية في مدينة بلدوين. وفي تقرير موجز عن مكونات الحملة القطرية- التركية المشتركة، ذكر مدير مكتب «قطر الخيرية» في الصومال السيد عبد النور حاجي علي مرسال، أن الحملة وفرت مساعدات ومواد غذائية لـ 5 آلاف أسرة متضررة، بالإضافة إلى الأغلفة البلاستيكية، وتوفير المياه الصالحة للشرب، وبناء دورات مياه، مشيراً إلى أن الحملة ستقدم خدمات طبية للمتضررين، عبر القوافل الطبية التي ستتجول في المخيمات. استجابة سريعة وقدم رئيس ولاية هرشبيلي، السيد محمد عبدي، تقريراً موجزاً عن الحالة الإنسانية القائمة في مدينة بلدوين، وقال: «إن حوالي 26 ألف أسرة تعيش اليوم في مخيمات النازحين، تركت بيوتها بما فيها من ممتلكات، وباتت تعتمد على المعونات الإنسانية..». وفي وصفه للآثار البيئية الناتجة عن الفيضانات، أشار رئيس ولاية هرشبيلي إلى أن المياه جرفت مساحات برية هائلة كادت تدمر البنية التحية للمدينة كاملة، وشكر رئيس الولاية كلاً من «قطر الخيرية» و«تيكا» والهلال الأحمر التركي، لاستجابتهم السريعة لإغاثة إخوانهم المنكوبين. وفي كلمته عن الحملة، أشاد سعادة السيد مهدي محمد جوليد، نائب رئيس الوزراء الصومالي، بالدور الإنساني لدولة قطر وجمهورية تركيا في الصومال، واصفاً إياه بالدور الإيجابي، مؤكداً أن الشعب الصومالي سيتذكر الأيادي البيضاء التي وقفت إلى جانبه في أيام الشدة، مشيراً إلى أن الحكومة الصومالية ستعمل اللازم من أجل إعادة تأهيل المناطق المتضررة، بالتعاون مع شركائها في التنمية، وإعادة الاستقرار. شراكة وتعاون وشارك المسؤولون الذين دشنوا الحملة في عملية التوزيع، كما أنهم وقفوا على الأضرار الهائلة التي لحقت المدينة، والتي وصفت الفيضانات بالأسوأ منذ ما يقرب من 30 سنة مضت. وبشكل متوازٍ، وفي إطار اتفاقية الشراكة والتعاون الاستراتيجية الموقعة بين «قطر الخيرية» ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في أكتوبر العام الماضي 2017 بجنيف، فقد أعلن الطرفان عن إطلاق حملة تبرعات مشتركة تهدف إلى مساعدة العائدين الصوماليين والنازحين داخلياً على سهولة الاندماج مع المجتمعات المستقبلة، وذلك بميزانية برامجية بقيمة تتجاوز 9 ملايين دولار في قطاعات الصحة والتعليم والمأوى والمياه والصرف الصحي، تستهدف ما يقرب من 100 ألف شخص. وينسجم المشروع ضمن الإطار الشامل لاستجابة اللاجئين مع تعهدات الحكومة الصومالية، ويستمر تنفيذه حتى نهاية شهر ديسمبر القادم من العام الجاري 2018.;
مشاركة :