12 مايو.. صخرة تتحطم عليها "أحلام" إيران النووية

  • 5/8/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وحدها الأيام، أثبتت أن إيران وقعت في فخ خدعة أمريكية قوية، حين هرولت إلى إبرام اتفاق نووي صمم لكي يفشل، خصوصًا مع دور غير عادي لعبه وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، في تفخيخ بنود الاتفاق خلال المفاوضات، بحسب تحليل نشره موقع "thearabweekly" . وقال الموقع، في تقرير ترجمته "عاجل": "سعت بلا شك إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بشكل جاد لإبرام صفقة البرنامج النووي الإيراني بعد اتفاقات ثنائية غامضة، فيما رسمت فرق التفاوض بشكل واسع، القواعد الإرشادية للصفقة، مرتكزة على كيفية تمني كلا الطرفين (الأمريكي والإيراني) تطور علاقتهما الثنائية". ليس لدى إيران أي شك أو أوهام حول مستقبل برنامجها النووي، فطهران تعرف جيدًا، أن المزاج الدولي لن يسمح لها أبدًا بإنتاج سلاح نووي، ومع ذلك، استمرت في مساعيها لتنفيذ برنامجها كاستراتيجية لإبرام صفقة رئيسة مع الغرب وتحقيق هدفين أساسيين. يتمثل الهدف الأول في الحصول على قبول عالمي للنظام الإيراني، ووقف تهديدها والتعامل معها كاستثناء غريب في تاريخ البلاد، ثم الثاني: هو أن يقبل العالم إيران كقوة نووية، وعلى هذا النحو سيكون من حقها الحصول على منطقة نفوذ خاصة. واعتبر تحليل thearabweekly أنه من حق إيران أن تصدق أحلامها الخاصة في سياق الاتفاق النووي، فالرئيس الأمريكي السابق، عقد صفقة دون التشاور مع دول أخرى في المنطقة، وأجبر العالم على ابتلاع الصفقة، واعتبارها بمثابة إنجاز كبير للسلام في الشرق الأوسط. وكان أوباما أطنب كثيرًا في الثناء على دور إيران في المنطقة كجزء من رؤيته لشرق أوسط جديد، ثم كُشف عنها النقاب في مقابلة شهيرة مع "جيفري جولدبرج"، في مجلة أتلانتيك. وفيما قدم أوباما رؤيته في مارس 2016 للشرق الأوسط الجديد، كان المسؤولون الإيرانيون قبل ذلك بعام، يتفاخرون بقيام إمبراطورية إيرانية تكون عاصمتها بغداد، وسيطرة طهران على أربع عواصم عربية. ولا شك أن تصرفات إيران كانت تأتي بناء على إشارات التقطتها من العاصمة واشنطن، والعواصم الرئيسة الأخرى في العالم، بأنها لم تعارض حلمها في الوجود والتصرف كـ"بلد" صاحب امتيازات خاصة، وهو الأمر الذي تم قبوله في نادي اللاعبين الرئيسين في العالم. المشكلة أن أحلام إيران كانت سرابًا، فنوايا واشنطن وإدارة أوباما لم تتماشَ مع تخيلات وطموحات طهران، فباراك أراد أن يجعل الصفقة إنجازًا شخصيًا على طريق وضع تجميد مؤقت على البرنامج النووي، وفخخ نصوص الاتفاق، ووضع فيها تعقيدات من شأنها منع إيران من تطوير برنامجها النووي، لكي يتم استخدامه في الأغراض العسكرية. وحتى لو بنت إيران آمال استراتيجية تتعلق بالجغرافيا أو الاقتصاد بناء على الصفقة، فإن المفتاح لذلك الجانب بقي في يد واشنطن وحدها. وسيشهد التاريخ على مهارات وزير الخارجية السابق "جون كيري" في بيع "السراب"؛ حيث قام الوزير بعمل ممتاز في الملف السوري أيضًا، من خلال الترتيب لمصالح واشنطن ورغبتها في معارضة مصالح الآخرين . واليوم، اتضح الأمر أن "كيري" عمل لصالح الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، لكنه كان يعلم أنه قام بتجهيزه؛ لكي يطلق عليه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" النار، منذ بداية حملته الانتخابية باعتباره أسوء صفقة لأمريكا، وبعبارة أخرى، فإن "أمريكا العميقة" التي أبرمت الصفقة، هي نفس الطرف التي تريد في الوقت الحالي أن تجهز عليها، حتى أن هيلاري كلينتون اعترفت خلال حملتها الانتخابية، أن منتقدي صفقة الاتفاق النووي الإيراني، لديهم حجج قوية، وأنها لم تكن تثق بالإيرانيين. ومن الواضح لطهران، أن واشنطن لن تترك حقها في استخدام الفيتو ضد المؤسسات المالية الدولية التي تتعامل مع النظام المصرفي الإيراني، ولم يقبل كيري بطلبات محمد جواد ظريف وزير الخارجية، في هذا الصدد خلال المفاوضات بين الطرفين، حتى أن طهران حاولت استمالة واشنطن بعرض شراء طائرات من بوينج بدلًا من إير باص، لكن الإدارة الأمريكية ظلت مُصرة على الحفاظ على العقوبات المالية، وعلى التأكد أن التطبيع مع إيران لم يتجاوز الجوانب الفنية للاتفاق النووي. ما بعد الاتفاق أصبحت الصفقة غير صالحة؛ لأنها كانت مصممة لكي تفشل، وتتطلب التحديث بعد بعض سنوات من توقيعها، حتى لو قرر "ترامب" عدم الانسحاب، فسوف يفشل الاتفاق. والآن بات العالم كله يخطط لصفقة ما بعد الاتفاق النووي، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -الذي دافع على بقاء الاتفاق- قال إن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق أكثر شمولًا مع إيران يتضمن جوانب غامضة أخرى، ألا وهي برنامج إيران للصواريخ "الباليستية"، ونفوذ طهران الذي يهدد استقرار المنطقة . أما مصير الصفقة 2025، فسيتحدد عندما تنتهي صلاحية البنود الأساسية رسميًا، ولكن بحلول 12 مايو 2018 سوف يعيد العالم عقارب الساعة إلى عهد ما قبل الاتفاق النووي الإيراني . وقريبًا جدًا سيتم تنفيذ سيناريو مألوف، حيث ستلمح إيران إلى أن مصانع تخصيب اليورانيوم، تعمل بمستويات مثيرة للقلق، والوكالة الدولية للطاقة ستتعجل للتأكد من أن برنامج إيران النووي للأغراض السلمية، ومع استمرار تفاقم المشاكل الاقتصادية والسياسية الإيرانية، بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية، فإن طهران سوف تصرخ أو تصيح بأن امتلاك تكنولوجيا نووية حق سيادي لها، وبهذا المعنى، فإن كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إيران تمتلك برنامجًا نوويًا لا يزعج طهران. ما يزعج إيران هو التغيير الذي حدث في المزاج السائد في المنطقة والعالم، والذي يهدد المصالح الإيرانية، هناك معارضة متنامية لدور إيران في سوريا واليمن وحتى في الصحراء المغربية، بجانب تحدي الاستثناء الإيراني السابق.

مشاركة :