واشنطن - تقول جوان دونوفان، الباحثة في مجال التلاعب الإعلامي في البيانات والمجتمع بوسائل الإعلام، إنه من أجل محاربة انتشار الإعلام المضلل في المؤسسات الإعلامية، يحتاج الصحافيون إلى فهم تكتيكات المتصيدين الذين يروجون لهذه الأكاذيب عن قصد. وأضافت أنّ احتمال نشر المعلومات المضللة عن عمد هو أمر واقعي على وجه الخصوص عند الأخبار العاجلة، وفصل الحقيقة عن الأكاذيب أمر صعب للغاية بالنسبة إلى الصحافيين الذين يحاولون الحصول على سبق صحافي تحت ضغط المهلة النهائية، وفق تقرير نشرته شبكة الصحافيين الدوليين في لباتريك بتلر. ومن جانبها، قالت جينيفير بريستون، نائبة رئيس قسم الصحافة في مؤسسة جون إس وجيمس ونايت، خلال جلسة حول “الثقة أدوات لتحسين تدفق المعلومات الدقيقة” في الندوة الدولية حول صحافة الإنترنت التي أقيمت في أوستن، بولاية تكساس الأميركية، الشهر الماضي “هذه حركة عدائية تحاول زعزعة استقرار مؤسسة الصحافة بأكملها”. وتوصلت أبحاث دونوفان إلى أربعة أساليب لـ”قرصنة المصدر” يستخدمها المتصيّدون (منتجو الأخبار الكاذبة) لخداع وسائل الإعلام لنشر معلومات كاذبة. ويأتي في المقدمة تصوير الرواية، حيث يحاول المتصيدون “إغراء الصحافيين ليخبروا قصة سهلة”، وهي في الغالب قصة تلقى صدى لدى أشخاص لديهم معتقدات عنصرية أو جنسية أو معادية للمهاجرين مثلا. أحد أهداف المتصيد التمكن من الوصول إلى مؤسسات إعلامية ذات سمعة حسنة لالتقاط القصص المزيفة وفي الوقت الذي تصل فيه القصة إلى وسائل الإعلام، لا يعرف الصحافيون المصدر الخبيث. واستشهدت دونوفان بشائعة غير صحيحة مفادها أن نيكولاس كروز، مطلق النار في مدرسة باركلاند الثانوية، كان عضوا في ميليشيا متعصبة للعرق الأبيض، وفي غضون ساعات من التعرف على أنه مطلق النار، بدأت الشائعات في أحد المواقع الشهيرة ثم انتشرت على وسائل الإعلام الرئيسية قبل أن يتم فضحها. ويلجأ المتصيّدون أيضا إلى تمويه التزوير كتسريب، حيث يقومون بتعميم وثائق واقعية لنشر معلومات مضللة عن أعدائهم واستدلّت دونوفان بمثال: إذ زعم مستند مزيف على تويتر أن النائب الأميركي ماكسين ووترز طلب تبرّعا بقيمة مليون دولار أميركي من أحد البنوك، ووعد بإحضار الآلاف من الأميركيين من اللاجئين الذين سيصبحون زبائن للبنك. وحاول ووترز وغيره حذف المستند المزيف من وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه يستمر في العودة. وفي تكتيك آخر يتم إرسال رسائل غير مرغوب فيها: ويقوم المتصيّدون بتنسيق مشاركات على وسائل التواصل لمحاولة وضع خوارزميات الأخبار العاجلة، واستهداف صحافيين محددين برسائل خاصة. أما تكتيك الكلمة الأساس، فهو ينطوي على تسجيل حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لتقليد أو انتحال صفة المنتسبين إلى حركات أو منظمات مدنية. وقالت دونوفان إن حساب “بلاك تيفيست” على وسائل التواصل الاجتماعي أصبح واحدا من أكثر الحسابات متابعة من قبل الناس ومعروف بـ”حياة ذوي البشرة السمراء”. لكنه حساب مزيف، وقد ارتبط بالروس الذين حاولوا إثارة التوترات العرقية خلال انتخابات عام 2016. كما تم إنشاء صفحة أخرى على فيسبوك من قبل رجل أسترالي أبيض باع قمصانا عن حياة ذوي البشرة السمراء، كمخطط لجني المال. وقد يكون من الصعب للغاية على الناس على وسائل التواصل معرفة ما إذا كانت هذه المجموعات قانونية أم لا. وأضافت دونوفان أن أحد أهداف المتصيد هو ببساطة التمكن من الوصول إلى مؤسسات إعلامية ذات سمعة حسنة لالتقاط هذه القصص المزيفة. وقالت “إنهم يجمعون هذه القصص ويطلقون عليها اسم جوائز″. وحثت الصحافيين ليس فقط على التعرف على هذه التقنيات، ولكن أيضا للتجمّع معا “لإنشاء شبكة لفحص هذه المعلومات”.
مشاركة :