أنامل كويتية ناعمة تبدع في فن الخزف

  • 5/8/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نساء كويتيات عشقن صناعة الخزف وتميزن فيها وطورنها، فأصبحن فنانات في صناعة الديكورات والتحف، وحققن منها أرباحا مالية. الكويت – يعيش فن الخزف فترة من التطور والازدهار في الكويت ويشهد محاولات جديدة ومتميزة لإحياء هذا الفن التراثي الذي لم يعد حكرا على الرجال بعد أن خاضت بعض الكويتيات تجربة الإبداع في هذا الفن الذي عرفته شعوب العالم منذ القدم. بدأ ارتباطهن بالخزف صدفةً وتعلمن صناعة الفخار في الكلية وصقلن موهبتهن بالدراسة والتدريب في الخارج، إنهن نساء كويتيات عشقن صناعة الخزف وتميزن فيها وطورنها، فأصبحن فنانات في صناعة الديكورات والتحف، وحققن منها أرباحا مالية. في البداية تحكي الفنانة نورة العلي قصتها مع صناعة الخزف بعد مشوار قصير في التعليم من أجل التفرغ لصناعة الخزف والإبداع فيها، تقول إنها في البداية كانت معلمة تربية فنية في عام 2009، وبعد ذلك عادت إلى المواد التي كانت تدرسها في الكلية وبدأت تجرّب مستعمِلةً الخزف والطين وتحاول أن تصنع أشكالا فنية مختلفة. وتضيف العلي أنها بعد الانتهاء من تكوين نفسها عن طريق التدريبات المستمرة، انضمت إلى دورات في مهارات الخزف خارج الكويت وشاركت في أكثر من مهرجان في دول الخليج، لافتة إلى تلقيها دورات أيضا في كيفية التعامل مع الطين وكيفية تسوية العجينة، وتعتبر أن التجربة أضافت لها خبرة ساعدتها على التقدم في فن الخزف. وتقول إنها استمرت تعمل في الكويت فترة وبعد ذلك سافرت إلى التشيك حيث تدرّبت على تنفيذ أشكال بمادة السيراميك، ثم عادت إلى الكويت لتستقر فيها وتبدأ العمل في مجال الخزف والسيراميك. وتحتاج صناعة الخزف إلى الموهبة وتعلم الأساسيات، إذ من المهم في البداية تعلم كيفية تشكيل العجينة تشكيلا صحيحا، وأن تكون قطعة العجين خفيفة حتى تكون مطواعة للفكرة التي تريد نورة العلي تجسيدها. وتقول، إنها تعلمت خلال دراستها في التشيك كيف تطلي الخزفيات بالطلاء الخاص الذي يستخدمونه وأتقنت ذلك بشكل جيد جدا، كما استطاعت أن تبدع أشكالا مستحدثة معتمدة في ذلك على خيالها وثقافتها العربية. وتتميز نور العلي بالعمل في مجال يناسب المرأة والفتيات من خلال التشكيل اليدوي وهذا له طابع خاص، حيث تحتوي أعمالها على أدوات شخصية ومواد منزلية واكسسوارات خاصة بالسيدات. وتشتغل العلي حاليا على الشمعدان والمبخرة وأدوات المطبخ والأشياء الشخصية التي تستهوي النساء والفتيات، وهي مشغولات ليست مكلفة حسب تأكيدها، لكن الطلاء هو الذي يكلف ثمنا باهظا لأنها تستورده من الخارج لعدم توفره في الكويت. وتشير إلى أن هناك ثلاثة أنواع من تشكيل الخزف وهي التشكيل بالضغط والتشكيل بالشريحة والتشكيل بالحبل. وتقول إن صناعة الخزف تمر بمرحلة الطين أولا، والذي يسمى في الحرقة الأولى بالفخار، وفي الحرقة الثانية يضاف إليه الطلاء الخزفي. ولم تفكر نور العلي -رغم الخبرة التي تمتلكها في هذا المجال- في بيع منتجاتها للمكتبات أو امتلاك معرض في المشاريع الصغيرة التي تدعمها الدولة لأن الإبداع في فن الخزف بالنسبة إليها هواية قبل أن يكون حرفة أو مهنة، هي تحب مهنتها الأصلية وهي التدريس، قائلة إنها تسلي نفسها بهذه الموهبة. وشاركت نور في المعارض التي تنظمها الدولة مثل معرض دار الآثار الإسلامية الذي شاركت فيه ثلاث سنوات على التوالي وكان عائده المادي جيدا، بالإضافة إلى إمتلاكها أعمالا فنية تشارك بها دائما في يوم المتحف العالمي. وتتحدث نور العلي عن دور أهلها والدائرة المقربة منها في مساعدتها وتشجيعها على تنمية موهبتها، مشيرة إلى أنها تقوم بتعليم صناعة الخزف للمغرمين بهذا الفن من خلال دورات تدريبية، وتدوم الدورة أسبوعا بمعدل أربع ساعات يوميّا. من جانبها قالت أفراح العنزي التي يتم دعمها من قبل مركز صباح الأحمدي للموهبة والإبداع -وهي تعمل بالمركز خزافة ومدربة ومدرّسة خزف أيضا وتشتغل على الخزف منذ ثلاث سنوات تقريبا- إن الفكرة ساورتها عندما كانت في الجامعة من خلال مقررات دراسية في أساسيات الخزف، وبدأت في ممارسة هوايتها وعملت بالدولاب وهو من خطوط الخزف الدقيق وتدربت عليه، لافتة إلى أنها اختارت العمل في مجال التخريم بالخزف. وتشير إلى أن أصعب الأنواع التي تعمل بها هو شغل الدولاب لأن بعض الأشياء فيه تحتاج إلى صبر، لافتة إلى أنها تقوم بتنمية موهبتها بنفسها من خلال التدرب عليها يوميا والإطلاع على تجارب الآخرين. ويعمل مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع على تعزيز جهود نشر المعرفة العلمية، وتطوير طاقات الشباب ومهاراتهم، وتشجيع العطاء والإبداع في العلوم والتكنولوجيا، وتحفيز البحث العلمي. وتتوقع هؤلاء المبدعات أن يرتفع عدد الفتيات المغرمات بفن الخزف في السنوات القادمة لأنه من الفنون المناسبة للمرأة، كما أن فن الخزف يتطلب الصبر والدقة وهما ممّا تتصف به المرأة بصفة عامة.

مشاركة :