(عنوان المجد في تاريخ نجد) مؤلف شهير, ومؤلفه كذلك، أنه الشيخ -عثمان بن عبد الله بن بشر- الشهير بـ(عثمان ابن بشر) المنحدر من قبيلة بني زيد العربية الشهيرة, وهذا المؤلف التاريخي الذي لا تخلو منه مكتبة عربية لحفيده حضور قد يوازي حضور هذا الكتاب التاريخي الهام, وقد يفوقه, كونه حضوراً دينياً إنسانياً, أثره يبقى ربما لقرون, وأجره بإذن لله يمتد إلى يوم اللقاء في جنة عرضها الأرض والسماء برحمة الله وفضله. كثيراً ما نستشهد بما دونه ابن بشر في كتابه هذا, بل إنه يعد من أوثق المصادر التاريخية التي تحدثت عن منطقة نجد, ولأن العلماء يورثون علمهم فقد كان لهذا المؤرّخ الكبير حفيد نال نصيب الأسد من الحضور, حضور علمي وحضور اجتماعي. ابن بشر كان حاضراً في بريدة وتحديداً في ثلوثية الأخ أحمد بن عبد الله التويجري, حاضراً من خلال تكريم حفيده الشيخ محمد بن عثمان بن أحمد بن (عثمان بن بشر) (أبو عثمان) رحمه الله, حيث كانت أمسية الوفاء لرجل عُرف بالفضل والعمل والعطاء, كان كريماً بوقته ورأيه ومشورته وماله. محمد البشر الذي غادر دنيانا قبل أيام كان لفقده أثر كبير على بريدة مدينته التي ولد فيها وتعلم فيها وعلّم فيها وتوفي فيها, كان أول المتأثرين صاحب الخلق والموقف والنبل وتقدير الرجال, أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل الذي كان للفقيد عنده مكانة لما له من مواقف تُذكر فتشكر, سواء في الأعمال الخيرية، حيث أياديه البيضاء في جمعيات البروجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ومؤسسات النفع العام المختلفة, أو من خلال عمله ضمن لجنة أهالي بريدة, كان رجلاً مؤثّراً برأيه نافعاً بماله. تُحدث في هذه الأمسية عن الفقيد بكثير من التفصيل منذ ولادته وحتى وفاته, وكان تأثر الجميع حاضراً في هذه الأمسية الوفائية الجميلة، التي أقدر كثيراً للأخ أحمد أقامتها, فهذا أقل ما يمكن أن نذكر به أمثال هذا الرجل الوفي لدينه ووطنه وقيادته. مما ذكر عن (أبو عثمان) تذكيره دوماً بأهمية المحافظة على النعمة التي نحن فيها من أمن ووحدة صف ورغد عيش, كان دوماً يقرن ما نحن فيه من نعمة كوننا نعيش لحمة وطنية فريدة ولذا علينا المحافظة عليها, وغرس حب هذا الوطن في قلوب صغارنا ليبقى للوطن هيبته وقيمته, وأن كل هذا نتيجة قيام دولتنا المباركة بتحكيم كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل شؤون حياتها. كان الفقيد ميالاً للصمت عندما تعلو الأصوات وهذا شيء شهدته على الرغم من قلة المناسبات التي حضرتها في وجوده, لكنه كان كثيراً النصح من خلال ما يكتبه للقائمين على الجمعيات الخيرية وقد قرأت عشرات الصفحات بخط يده الجميل, حيث كان يقترح ويوجه بلغة لا تشعر من يقرأ ما كتبه أنه يقرأ لقامة فارهة مؤثّرة, بل إن من كتب ذلك أصغر عضو في هذه المؤسسة الخيرية, أي أنه لم يكن يفرض رأيه على الرغم من وجاهته كونه جاء من رجل يُعد من مؤسسي الجمعيات الخيرية. إن مبادرة الأستاذ أحمد التويجري بإقامة هذه الأمسية بُعيد رحيل هذا الرمز لهي مبادرة تسجل لأبي عبد الله في سجل مبادرات الخير التي لا شك ستبقى زمناً يتذكرها الأجيال. أقول: الوفاء من أهله غير مستغرب.
مشاركة :