مرصد الأزهر: داعش يستخدم تطبيق التليجرام في الهجمات الإرهابية

  • 5/8/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال مرصد الأزهر، إنه يبقى الجزء المهم في الحرب ضد داعش هو مواصلة تضييق الخناق عليها إلكترونيًا، بحيث يحرمها هذا من نشر فكرها لعدد لا محدود من المتابعين، ومنعها من بث الرعب في قلوب الناس.وأضاف «المرصد» في تقرير له بعنوان: «داعش وحرب الفضاء الإلكتروني»، أنه لطالما ارتبط اسم تنظيم داعش عبر الإنترنت بمقاطع فيديو تنتشر بها مشاهد القتل والذبح بالإضافة إلى الأفكار المسمومة والمتطرفة، والتي يحاول غرسها في عقول الشباب حيث يستفيد تنظيم داعش من فكرة الدعاية لمضاعفة قوته، وجعل التنظيم يبدو أكثر قوة مما هو عليه.وتابع: لذا فالأمر تعدى الحرب بالأسلحة أو ما يمكن أن نطلق عليه الحرب المادية لنصل إلى نوع جديد وهو الحرب في العالم الافتراضي. وأكد أن التنظيم الإرهابي يعمل على تقديم محتوى متطرف كبير؛ وذلك من أجل ضمان الوصول لأكبر عددٍ من المتابعين والفئات التي يستهدفها؛ الأمر الذي يؤدي لاكتساب التنظيم مزيدًا من المؤيدين بالفعل على أرض الواقع وهم أفراد على الرغم من عدم انتمائهم رسميًا إلا إنهم يعيدون نشر ما يخرجه التنظيم من مواد إعلامية الأمر الذي يخدم التنظيم بدرجة كبيرة.واستطرد: توالت تحركات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية حول العالم لوقف نشاط داعش على الشبكة الافتراضية وتباينت الضربات صعودًا وهبوطًا، وتوالت الاتهمامات لهيئات الإعلام الإلكتروني الكبرى لفشلها إلى الآن في القضاء على داعش إلكترونيًا، حيث تستغل الجماعة قدرتها على الانتشار الإلكتروني في الحفاظ على ما تبقى من كيانها المزعوم بالإضافة إلى إعادة بناء نفسها مرة أخرى، ولا يكون البناء قويًا إلا من خلال استقطاب المزيد من الأفراد ممن تشبعوا بالفكر الداعشي المتطرف من جميع أنحاء العالم. وأوضح: وأمام هذه الاتهامات، وإيمانًا بالخطورة التي يمثلها هذا النشاط الإلكتروني تحاول الأجهزة الاستخباراتية الكبرى العمل على تتبع نشاط التنظيم وشل حركته إلكترونيًا. ونقل المرصد ما ذكرته صحيفة (Independent) البريطانية أن الآلة الإعلامية لداعش تعرضت لضربة قوية على يد حملة سيبرانية غير مسبوقة متعددة الجنسيات.ونوه بأن أجهزة الأمن البريطانية قد اشتركت في شن هذه الضربة التي استهدفت المواقع التي تستضيف وكالة الأنباء الرسمية للتنظيم "أعماق" وذلك بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا. وألمح إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل في الوقت الحالي على تحديد هوية مسؤولي داعش على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت والمسؤولين عن تطرف الأفراد في أوروبا وغيرها مع استعادة البيانات.وأردف: وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من الحصول على أجهزة السيرفر الخاصة بتنظيم داعش في هولندا وكندا والولايات المتحدة، والهجوم عليها في بلغاريا وفرنسا ورومانيا.وأكمل: وتمكنت الحملة كذلك من ضرب راديو البيان وغيره من المواقع الإخبارية التابعة للتنظيم الإرهابي، وتأتي هذه الحملة بعد العملية التي استهدفت تطبيق أعماق على الهواتف النقالة في أغسطس من العام 2016 والضربة التي وجهت للبنية التحتية الإلكترونية للموقع، والتي تمكن التنظيم من إعادة بنائها في يونيو من العام الماضي. من جانبه صرح (روب وينوريت)، المدير التنفيذي لليوروبول، بأن هذه العملية غير المسبوقة تمثل اختراقًا كبيرًا لقدرة داعش على نشر دعايتها عبر الإنترنت لدفع الشباب ناحية التطرف في أوروبا، كما تعهد المفوض الأوروبي ديميتريس أفراموبولوس بأن العملية لن تنتهي حتى تُزال دعاية داعش بالكامل من الإنترنت.وبيّن المرصد أن الأمر المثير هنا أنه برغم الضربات والخسائر التي طالت منصات داعش الإعلامية والتي كان من من أبرز مظاهرها وقف إصدار مجلته الشهيرة "دابق ثم "رومية"، بالإضافة إلى توقف آلاف الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمساعدة شركات مثل فيسبوك وتويتر، وحجب العديد من مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب، إلا أن الغموض مازال قائمًا حول تطبيق التليجرام، والذي ينشط تنظيم داعش عليه وبشدة، ويستعين به في إتمام العديد من الهجمات الإرهابية. والجدير بالذكر أن هذه العملية لم تستهدف تطبيق الرسائل المشفرة تليجرام؛ حيث لا يزال التنظيم يبث دعاياته وينشر صور حالات الإعدام التي نفذها والبيانات الخاصة بالهجمات في سوريا وأفغانستان والصومال وغيرها ومقاطع الفيديو وغير ذلك من وسائل الدعاية. ونبه على أن مع ترقب العالم لمناسبة ضخمة وهي كأس العالم والتي ينتظرها الملايين حول العالم تزداد تهديدات التنظيم التي انتشرت على تطبيق تليجرام. وشدد على أن قضية الدعاية الإلكترونية -والتي تساعد داعش على تجنيد أتباعًا لها عبر شبكة الإنترنت- الضوء على مصادر التمويل، والتي تمد التنظيم بهذا الكم الهائل من الدولارات ليساعده على أن تتم عملية الدعاية بنجاح، وهنا يبرز دور عملة البيتكوين الرقمية التي يتم فيما بعد تحويلها لأموال سائلة حسبما أوردت المواقع العالمية ومنها صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية، حيث توقع عدد من الخبراء لجوء التنظيم إلى"بيتكوين" للإمداد المادي لعناصره المتفرقين بمختلف دول العالم لسهولة تداولها عبر الإنترنت. وعلى صعيد آخر وبحسب تقرير سابق لموقع (Chronicle Live) البريطاني والذي تناول شهادة "فيل ويلسون" العضو البرلماني عن دائرة سيجفيلد الانتخابية بالمملكة المتحدة أمام اللجنة الديموقراطية والشئون السياسية بمجلس أوروبا كخبير، والتي يشرح فيها كيف استخدمت داعش عددًا من مصادر الدخل المربحة لتمويل عملياتها في العالم بما في ذلك الدعاية المتطورة الهادفة إلى تشجيع داعميها من الذئاب المنفردة في دول مثل المملكة المتحدة على تنفيذ هجمات إرهابية. واختتم بأن التقرير يؤكد على فكرة أن العلاقة بين الدعاية الداعشية والتمويل علاقة طردية فكلما توسعت مصادر التمويل كلما توفر أمام الجماعة الأموال اللازمة لإخراج مواد دعائية مؤثرة.

مشاركة :