رثى عدد من الشعراء اللبنانيون الشاعر العربي اللبناني سعيد عقل الذي رحل الباحة الأولى عن عمر ناهز 102 عام، واصفين الراحل بأنه استطاع أن يوسع مساحة بلده الصغير بشعره الذي امتد من المحيط إلى الخليج، بل وخارج الوطن. بداية، قال الشاعر زاهي وهبي لـ«عكاظ»: «سعيد عقل وسع مساحة لبنان بقصائده، وأعطى وطنه الصغير أدوارأ أكبر من المساحة الجغرافية. هذا الوطن الذي حلق به بين الكواكب والمجرات مثلما أعطى العرب والعروبة قصائد خالدة لفلسطين وللشام ولبغداد ولمكة. اختلفنا معه حينا، ولم نختلف عليه أبدا، ولا على مكانته الشعرية. شطح كثيرا في بعض المراحل بمواقفه السياسية والأيديولوجية. هو شاعر عظيم أحب لبنان بأجمل ما يكون الحب وبأرقى ما يكون التعبير. وغدا حين تأتي أجيال جديدة ستكون قصائد سعيد عقل زادا لتلك الأجيال». فيما الشاعر والكاتب السوري سامر رضوان نعى عقل فقال: «غيب الموت شعلة مضيئة في تاريخ القصيدة العربية، رحلت روح الأسطورة سعيد عقل لتصافح روح الأسطورة صباح. لبنان هذا الأسبوع ينقص أبديتين على أرضه ويكسب كوكبين في سمائه وسمائنا». بدوره، الشاعر هنري زغيب تقدم المعزين في منزل الراحل الكبير سعيد عقل أمس (الجمعة)، كان منشغلا في ترتيب تفاصيل الجنازة، أسماء المدعووين، ورقة النعي، والكثير الكثير من الأمور، تسأله «عكاظ» عن الخسارة، فيقول «الآن نريد أن نكرمه في رحيله، هو شاعر يستحق كل تكريم، وبعد ذلك يأتي وقت الكلام». أحد أقارب سعيد عقل يكشف لـ«عكاظ» عن أن «الشاعر لم يمت اليوم (أمس الجمعة)، بل توفي الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء أمس (أمس الأول الخميس)، دخلوا عليه للاطمئنان، وبخاصة أنه كان في المستشفى منذ نحو أسبوع، فإذا بهم يجدونه مبتسما وقد سلم الروح». الكل في المنزل يشعر بالخسارة الكبرى، فرغم السنوات الطويلة التي قضاها سعيد عقل على أرض المعمورة إلا أن فراغا كبيرا تركه برحيله ــ كما قال أحد الأقارب.