تخطِّطُ إيرانُ لإطلاق صواريخ باتجاه شمال إسرائيل رداً على الهجوم على مطار (تي فور) السُّوري الشهر الماضي والذي أسفر عن مقتل سبعة مستشارين إيرانيين من الحرس الثوري الفارسي ، ورجَّحت مصادر عسكرية إسرائيلية أن يكون الهجوم محدوداً ويطال أهدافاً عسكرية محدودةً وتشعر إيران بالخوف والرعب ولا ترغب في تصعيد الأوضاع مع جيش الدِّفاع الإسرائيلي في هذه المرحلة وتخطط عناصر من (حزب الله !) و(فيلق القدس !) التابع للحرس الثوري الفارسي الإيراني وميليشات شيعية في سورية تمولها طهران تخطط للمشاركة في شَنِّ الهجوم المرتقب .ورَشَحت تلك المعلومات عقب اجتماع عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية في 6 مايو الجاري حيث بحث المجلس التوتر الحالي على الحدود الشمالية وموضوع الاتفاق النَّووي مع إيران ، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامن نتنياهو) قد أكَّد أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي أنَّ الحرس الثوري الفارسي الإيراني يُخَزِّنُ في سورية على مدار الأشهر الأخيرة أسلحةً متقدمةً من أجل الهجوم المرتقب من خلال الطَّائرات المسيرة الهجومية وصواريخ أرض -أرض ومنظومات دفاع جوي إيرانية تهدد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي . ويُؤكِّد جيشُ الدفاعِ الإسرائيلي أنَّه لا يُريد التَّصعيد ولكنَّه مستعدٌ لأية تطورات محتملة ومصممٌ على صد العدوان الفارسي الإيراني لو حدث أو وأده في مهده حتى لو انطوى الأمر على صراعٍ عاجلٍ أو آجلٍ طويل ، وتدل التطورات الأخيرة التي شهدتها سورية على أن المواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران بدأت بالفعل على الأراضي السورية وفقاً لما تراه صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية ، كما أكَّدَ الكاتِبُ (توماس فريدمان) في الصحيفة أن الجولة الأولى من هذه المواجهة كانت في فبراير الماضي حين أعلن الدفاع الجوي الإسرائيلي عن إسقاط طائرة إيرانية بدون طيَّار دخلت الأجواء الإسرائيلية .وقال المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي (رونين مانليس) آنذاك، إن الطائرة انطلقت من مطار (تي فور) السوري في محافظة حمص وكانت الطائرة موجَّهةً لتنفيذ هجوم إرهابي على مواقع إسرائيلية ورد سلاح الطيران الإسرائيلي بشن غارة على مطار(تيفور) العسكري السوري، أسفرت عن سقوط سبعة عسكريين إيرانيين، وفقا لما أكَّدته في حينه وكالة تسنيم الفارسية الإيرانية ، وصرَّحَ مصدرٌ عسكري إسرائيلي رفيع - آثر عدم نشر اسمه - للصحيفة بأن تلك الحادثة تمثل أول مرة تقوم فيها إيران بهجومٍ ضد إسرائيل بشكل مباشر وليس من خلال عملائها ووكلائها وهذا يفتح مرحلة جديدة في الصراع العسكري بين البلدين .وأكَّدَ المصدرُ أنَّ قصفَ مطار (تي فور) كان المرة الأولى التي تقوم فيها المقاتلات الإسرائيلية بهجوم حيٍّ على أهداف فارسيةٍ إيرانية تشملُ المنشآت والضباط والجنود ، وتأتي التطورات الحالية في المواجهات العسكرية بين البلدين، في ظل تحذيرٍ إسرائيلي عسكري بعدم التسامح والتساهل مع التواجد الفارسي الإيراني العسكري في سورية لأنه يهدد الأمن الوطني الإسرائيلي وسلامة أراضيها وشعبها اليهودي .وتحاول إيران - عبر الحرس الثوري الفارسي الإيراني - خلقَ واقعٍ جديدٍ حول إسرائيل عن طريق إقامة قواعد بحرية وجوية إيرانية في سورية والإشراف على الآلاف من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية ، وكما استولت إيران على لبنان بواسطة (حزب الله !) الإرهابي فهي تحاول تكرار التجربة في سورية عبر مئات الآلاف من الميليشيات الشيعية المسلحة الموجودة حاليا في سورية .وقال وزير الطاقة الإسرائيلي (يوفال شتاينتز) إن إسرائيل قد تقتل الرئيس السوري بشار الأسد وتطيح بحكومته إذا استمر بالسماح للقوات الإيرانية باستخدام الأراضي السورية وأضاف الوزير الإسرائيلي أنه إذا استمر الرئيس السوري بشار الأسد في السماح لإيران بالعمل داخل أراضي سورية ستصفيه إسرائيل وتطيح بنظامه وتابع الوزير إذا سمح الأسد لإيران بتحويل سورية إلى قاعدة عسكرية ضدنا لمهاجمتنا من الأراضي السورية، فعليه أن يعرف أنها ستكون نهايته وقال شتاينتز إن إسرائيل لم تتدخل في الحرب السورية حتى الآن، وحذر من تحويل إيران سورية إلى قاعدة عسكرية ضد إسرائيل.عبدالله الهدلق