القدس ـــ أحمد عبدالفتاح| اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس إيران بالسعي لنشر «اسلحة بالغة الخطورة» في سوريا، بهدف «إزالة إسرائيل عن خريطة العالم». وغالباً ما اتهمت اسرائيل ايران، العدو اللدود للدولة العبرية، بتعزيز وجودها في سوريا، حيث شن الجيش الإسرائيلي غارات دامية ضد أهداف إيرانية بحسب طهران. وقال نتانياهو، في ختام قمة ثلاثية في نيقوسيا، جمعته إلى الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس، إن «النظام الموجود في طهران (…) يسعى حالياً لنقل أسلحة بالغة الخطورة الى سوريا بغية استخدامها ضد إسرائيل انطلاقاً من الهدف المعلن المتمثل في إبادتنا». واتهم نتانياهو إيران بالسعي الى «إقامة قواعد بحرية عسكرية في البحر الأبيض المتوسط لتنطلق منها السفن والغواصات الإيرانية»، معتبراً أن ذلك «يشكل تهديداً ملموساً علينا جميعاً». وفي الأسابيع الأخيرة، أكد نتانياهو مرارا أن إسرائيل لن تسمح لإيران بـ«ترسيخ» وجودها في سوريا، التي تشهد منذ 2011 حرباً مدمرة. وقرر نتانياهو تقليص مدة زيارته إلى قبرص أمس لعدة ساعات بدلاً من يوم كامل، بسبب الوضع الأمني المتوتر، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب في صفوفه على الجبهة الشمالية. وذكر موقع صحيفة يديعوت أحرنوت أن نتانياهو اختصر جدول أعمال زيارته إلى نيقوسيا لمدة ثلاث ساعات بدلاً من يوم كامل، وعاد لإسرائيل مساء أمس، ليتوجه اليوم إلى روسيا، بعد أن كان مقرراً أن يتوجه مباشرة من قبرص إلى موسكو. ومن المقرر أن يجتمع نتانياهو اليوم (الأربعاء) مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وسيشارك الزعيمان بمسيرة يوم الانتصار على ألمانيا النازية، وبعدها سيجريان جولة مباحثات حول التموضع الإيراني في سوريا، وملفات «أرشيف إيران النووي»، الذي استولى عليه «الموساد». وقالت تقارير إعلامية إسرئيلية إن الجيش الإسرائيلي حصّن مواقعه على الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان، كأجراء احترازي لهجوم إيراني محتمل. وأضافت أن هذا الاستعدادات تأتي في الوقت، الذي تعتقد فيه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أن الحرس الثوري الإيراني يسعى إلى الانتقام من ضرب القاعدة العسكرية «تي فور» في سوريا الشهر الماضي، التي قُتل فيها ثمانية ضباط إيرانيين. وأشارت إلى أن تقييم المؤسسة العسكرية يرجح أن الانتقام الإيراني سوف يكون من خلال إطلاق صواريخ على إسرائيل من سوريا. في غضون ذلك، قال عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر وزير التعليم، نفتالي بينيت، إن «حزب الله تحوّل إلى التهديد الجوهري لإسرائيل».