دعت فعاليات وطنية الى التفاف الجميع حول قيادة عاهل البلاد المفدى، وان يكون الجميع من ابناء الوطن على درجة من المسؤولية والوعي بما يدور في محيط المنطقة، وان يكون ابناء الوطن عونا للحفاظ على خيرات الوطن ومكتسباته، واصفين البحرين بأنها «فنجان في بحر هائج». واعتبروا ان استغلال فائض موارد الاكتشافات النفطية الجديدة من أولى الاولويات؛ وذلك لجدولة تسديد الدين العام، لينعكس على سرعة تنمية الاقتصاد الوطني وتحقيق جودة الحياة للمواطن.كما دعوا الى العمل على تنويع مصادر الاقتصاد من خلال الاعتماد على الصناعات، علاوة على اعداد برنامج صناعي وسياحي لزيادة دخل الدولة، وطالبوا بالاستثمار في السياحة البحرية والعلاجية، والتعليم، وغيرها من الملفات المرتبطة بالتنمية المستدامة. وشددوا على ضرورة تشجيع ودعم القطاع الخاص والدخول في شراكة في صناعة أفقية او رأسية أجنبية لصناعة النفط؛ لأجل تخفيض الاعتماد على سلعة النفط، لتصل الى نسبة معقولة في حدود الثلاثين بالمائة من اجمالي الدخل القومي. واوصوا بالاهتمام بالعنصر البشري والاتجاه الى التسلح بالعلم، وذلك بتشجيع الابداع والابتكار وربط الابحاث العلمية مع قطاع الصناعة، وصولا إلى رفع مستوى دخل الوطن والاسراع في بناء الوطن في عدة مجالات مختلفة. وطالبوا بضبط الإنفاق وترشيد الاستهلاك بصفة عامة، سواء على صعيد المؤسسات الحكومية والمواطنين بهدف الحصول على حياة كريمة، معربين عن املهم في الاستفادة من تجارب بعض دول المنطقة في عدد من المجالات. جاء ذلك في الندوة التي نظمها تجمع الوحدة الوطنية بمقره بالبسيتين مساء امس الاول (الاثنين)، بعنوان «الاكتشافات النفطية بين التنمية والتطلعات»، بحضور رئيس تجمع الوحدة الوطنية د.عبداللطيف آل محمود، وقيادات واعضاء التجمع، والمتحدثين في الندوة، وهم عضو مجلس الشورى درويش المناعي، النائب أحمد قراطة، الباحث السياسي د.محمد الكويتي، وأدار الندوة رئيس الدائرة السياسية بالتجمع د.محمد الحوسني، الى جانب عدد من المهتمين والمواطنين. وقد تركزت الندوة في ثلاثة محاور، وهي اولا تسليط الضوء على الثروة النفطية واستشراف المستقبل، ثانيا خطة الدولة في الثروات النفطية، ثالثا الآمال المعقودة بعد الاعلان عن الاكتشافات النفطية والغاز. المناعي: الاكتشافات ستسرع من وتيرة التنمية الاقتصادية المستدامة في البداية، تناول المحور الاول عضو الشورى درويش المناعي، إذ أشاد بالتوجيهات الملكية السامية إلى إعطاء الاولوية القصوى لعمليات اكتشاف النفط لزيادة موارد المملكة، وفق مسيرة التنمية الشاملة التي كان له ابلغ الاثر في الوصول الى هذه النتيجة السارة التي يتطلع إليها الجميع. كما ثمن جهود صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس اللجنة العليا للثروات الطبيعة والامن الاقتصادي، واعضائها والهيئة الوطنية للنفط والغاز وشركة النفط الوطنية؛ لدورهم في وضع الخطط التفصيلية لعمليات الاستكشاف ومتابعة تنفيذها، حتى اسفر عن اعمال هذه الاجهزة التوصل إلى أكبر اكتشاف في تاريخ المملكة، إذ سيكون له إسهامات قيمة ضمن الموارد الوطنية وفي مسيرة التنمية والتطوير. وأشار المناعي الى ان مساحة الاستكشاف تبلغ نحو 2000 كيلومتر مربع، وتمتد غربي البحرين، وهذه المساحة تقريبا اكبر من مساحة البحرين الحالية ثلاثة اضعاف، لافتا الى أن الاكتشاف جرى بتقنية الحفر الافقي والتكسير الهيدروليكي، وهي عمليات مكلفة، ويقدر سعر تكلفة الانتاج 40 دولارا امريكيا للبرميل، وقد وصل سعر البرميل حاليا الى 75 دولارا، وتوقعت بلومبيرغ ان البرميل قد يصل الى 100 دولار. وتابع «تقدر كميات الاكتشاف النفطي نحو 80 مليار برميل، وكميات الغاز تتاروح من 10-20 تريليون قدم مكعب»، مضيفا «تصدير النفط المستخرج في بادئ الامر سيكون دون تكرير؛ مراعاة للبيئة البرية والبحرية»، كاشفا عن ان الحكومة ستتعاقد في البداية لحفر بئرين في بداية النصف الثاني من العام الجاري. وزاد «ويتوقع الانتاج الفعلي في غضون خمس السنوات على الاكثر بموجب توصية جلالة الملك، إذ طلب الاسراع في التنفيذ مع توزيع الامتياز على عدة شركات من دول مختلفة؛ لضمان الاستفادة القصوى من الوقت والتوفير الاستثماري»، متوقعا أن هذه الاكتشافات ستسرع من وتيرة التنمية الاقتصادية المستدامة، خاصة الاستثمارات الصناعية والفندقية والسياحية، كما ستسهم في تعزيز القطاع الصناعي مع توفير فرص عمل جيدة في مجالات عديدة. قراطة: التعاون مع شركات متخصصة لها استثمارات كبيرة في مجال النفط حتى لا تتحمل المملكة الاعباء من جانبه، أكد النائب احمد قراطة في المحور الثاني ان البحرين تعد اول دولة خليجية اكتشف فيها النفط عام 1932، وان الفضل في ربط سعر برميل النفط بالدولار بالنسبة إلى الدول الخليجية هو لملك السعودية الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك بعد لقائه بوزير الخارجية الامريكي آنذاك هنري كيسنجر، في منتصف السبعينات. وقال قراطة ان البحرين تعتمد على ثلاثة مصادر في النفط، هي حقل أبوسعفة وحقل البحرين والانبوب الرابط بين البحرين والسعودية، مشيرا الى ان حقل أبوسعفة ينتج نحو 150 الف برميل يوميا، كما ينتج حقل البحرين نحو 100 الف برميل يوميا، أما الانبوب الذي يربط بين البحرين والسعودية فيتدفق من خلاله نحو 270 ألف برميل يوميا، وستزيد الى 350 ألف برميل خلال الفترة المقبلة. وتابع «الاكتشافات النفطية الاخيرة في البحرين هي نفط صخري (خفيف)، وتكلفة استخراج البرميل الواحد من هذا النفط ستتراوح بين 40-50 دولارا للبرميل الواحد، بينما النفط العادي المستخرج من آبار يتكلف بين 5-10 دولارات للبرميل الواحد»، لافتا الى ان وقوع الاختيار على شركات امريكية لتقوم بعمليات الاستخراج لما لها من خبرة في مجال النفط الامريكي الصخري، وسيكون لهذا النفط آثار بيئية على المياه الجوفية نتيجة الحفر؛ لأن استخراجه سيكون على مسافة كبيرة. وزاد «الاكتشافات النفطية ستستغرق 3-5 سنوات، وتحتاج الى استثمارات ضخمة»، محذرا من مغبة امكانية الاقتراض من صندوق النقد الدولي الذي يفرض سياساته الاقتصادية وغيرها على الدول، داعيا الى التعاون مع شركات متخصصة لها استثمارات كبيرة في مجال النفط حتى يمكن ان تتحمل أعباء الاستكشافات ولا تتحملها المملكة، وحتى لا تؤثر على برامج وأجندة البحرين في التنمية وفي المجالات المختلفة. الكويتي: الاستثمار في مجال اكتشافات النفط والغاز لا يمكن الاعتماد عليه في معالجة الدين العام ولا الخاص من جهته، اتفق الباحث السياسي د. محمد الكويتي مع المتحدثين السابقين في مجمل النقاط المطروحة، إذ تناول المحور الثالث، معربا عن امله في ان تكون الاستكشافات النفطية فاتحة خير على المملكة، وبمعدل متغير لايرادات الدولة للأفضل. وكشف عن ان حجم الغاز المستخدم حاليا في البحرين يبلغ نحو نصف تريليون قدم مكعب سنويا، وان حجم احتياط البحرين من الغاز يبلغ نحو 14 تريليون قدم مكعب، وهذا يكفي لفترة عشرين عاما او اكثر، وفق حجم الاستخدام الحالي في المملكة. وشدد الكويتي على ان الاستثمار في مجال اكتشافات النفط والغاز لا يمكن الاعتماد عليه في معالجة الدين العام ولا الخاص؛ لأنه سيدخلنا في الاشكالية نفسها؛ لأنه بعد عدة اعوام سيهددنا صندوق النقد الدولي. وقد شهدت الندوة عدة مداخلات من جانب الحضور، تمحورت حول ما طرح من آراء من المتحدثين. وفي مداخلته، أعرب رئيس تجمع الوحدة الوطنية د. عبداللطيف آل محمود عن تفاؤله وتفاؤل شعب البحرين، داعيا الى الاستعانة بالخبرات والكفاءات البحرينية كافة من اهل البحرين؛ لأنهم يريدون الخير للمملكة، اما الشركات الاجنبية فهي تبحث عن الارباح. وتابع «علينا الاستفادة من الاكتشافات النفطية باعتبارها دخلا جديدا من خلال مشروع خطة عمل، متسائلا عن دور مجلس النواب القادم في العمل من اجل تحقيق الاستغلال الامثل للاستفادة من هذا المورد المالي الجديد للمملكة، أي الاكتشافات النفطية الجديدة. وفي ختام الندوة، قام رئيس تجمع الوحدة الوطنية د.عبداللطيف آل محمود بتكريم المتحدثين واهدائهم درع التجمع.
مشاركة :