تقوم دولة الإمارات العربية المُتحدة، بدور تاريخي في اليمن، سواء أكان ذلك الدور ممثلاً في الجهود العسكرية ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، أم على الصعيد الإنساني، وهو الدور الذي انعكس إيجاباً على الأوضاع في اليمن؛ فعلى الصعيد العسكري ليست مساهمة الدولة في تحرير ساحل حضرموت ومأرب ودورها في شبوة وعملية الجبال السود وغير ذلك، سوى فصول ضمن إسهامات الإمارات في اليمن، يضاف إليها سجل المساعدات الإنسانية والدور التاريخي لمؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية وكذا الهلال الأحمر الإماراتي، وجهود ترميم وإصلاح البنية التحتية في المناطق المحررة. وعلى رغم تعرض ذلك الدور إلى محاولات مكشوفة من أجل التشويه يسعى الحوثي لاستغلالها لصالحه لالتقاط الأنفاس بعد الهزائم التي تلقاها على مدار الفترات الماضية، إلا أن حقيقة ذلك الدور عصيّ على التشويه والتزييف؛ ذلك أن بصّمات الدولة واضحة للعيان وغير قابلة بأي حال للتشكيك. وعلى اعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها، فالشهادات التي يرصدها يمنيون حول دور الإمارات تظل حُجة دامغة تعكس حجم الجهود التاريخية المبذولة من قبل دولة الإمارات في اليمن، بشقيها: التحرير والإغاثة. وتحدثت فعاليات يمنية أكاديمية وعسكرية عن الدور المهم والتاريخي للإمارات في إطار التحالف بقيادة السعودية، وتحقيق نجاحات ملموسة على أرض الواقع لا ينكرها إلا حاقد، لتضرب بذلك نموذجاً مثالياً في الدفاع وصيانة الأمن القومي العربي بصفة عامة، وفي مواجهة الأذرع الإيرانية. الدور الأفضل يقول الكاتب اليمني المقيم في العاصمة المصرية «القاهرة» محمود الطاهر، في تصريح لـ «البيان»، إن دور الإمارات في التحالف محوري، سواء إنسانياً أم عسكرياً؛ فعلى الصعيد الإنساني قدّمت الكثير من المساعدات الإنسانية للمناطق التي تمت استعادتها من الميليشيا الحوثية، وظهر ذلك بوضوح خلال ما قدّمته الإمارات من دعم ومساعدات عينية ومادية. أما في الشق العسكري، فالإمارات من أكثر القوات التي ضحت وتدخلت لتحرير المناطق ومواجهة الحوثيين وتحقيق نجاحات في وقت وجيز، وهو ما تمثل على سبيل المثال في الدور الإماراتي الاستثنائي في تحرير مأرب، وكذا دورها في الساحل الغربي، ودعمها لتحقيق تقدمات كبيرة على الأرض، وهذا كله «يظهر النية الحقيقية للإمارات في تحرير الوطن من الميليشيا الموالية لإيران». ويتطرق الطاهر بالحديث عن اللغط الذي دار حول جزيرة سقطرى، بقوله «بالنسبة لجزيرة سقطرى فإن البلبلة المثارة حظيت على أكثر مما تستحق؛ فالأمر لا يعدو سوى محاولة من قبل جماعة الإخوان لإحداث شرخ في التحالف العربي، وهو ما يصب في صالح الحوثيين الذين يستفيدون من تلك البلبلة»، ويردف الكاتب اليمني قائلاً: «ما قام به الإخوان من محاولة إثارة تلك البلبلة يخدم مصالح الحوثي، إذ يحاولون تصوير أن التحالف يسعى لاحتلال اليمن، ويتوافق الإخوان مع ما يتحدث به الحوثيون». ويستطرد الكاتب اليمني قائلاً: «الحوثي حالياً بعد الانهيار الذي تعرض له، فإن هذه الميليشيا أمام انتهاز فرصة استعادة أنفاسهم من جديد بالاستفادة من تلك البلبلة المقصودة من قبل الإخوان.. وهناك غرفة إعلام مشتركة بين الحوثي والإخوان». تحرير وإغاثة «الدور الإماراتي في اليمن دور رئيسي إلى جانب السعودية منذ انطلاق عاصفة الحزم»، هذا ما يؤكده الكاتب اليمني هاني مسهور، مؤكداً أن الإمارات العربية المتحدة قدمت نموذجاً مشرفاً في الالتزام بحماية وصيانة الأمن القومي العربي؛ فلقد شاركت القوات المسلحة الإماراتية في كل العمليات العسكرية بداية من مشاركتها في الطلعات الجوية الأولى في 26 مارس 2015 ثم قيادة لعملية السهم الذهبي التي من خلالها تحررت عدن ثم تحرير مأرب. ويشدد مسهور، في تصريح لـ «البيان»، على أنه «من المهم تذكير العالم بأن الإمارات لعبت دوراً محورياً في عمليات مكافحة الإرهاب في المحافظات المحررة وأسهمت في تحرير ساحل حضرموت في أهم عمليات مكافحة الإرهاب في تاريخ اليمن على الإطلاق، وما زالت تسهم في عمليات مطاردة أوكار الإرهابيين سواء في عملية المسيني بحضرموت أو السيل الجارف في شبوة وأخيراً عملية الجبال السود في جبال حضرموت الغربية، وعملت على تجهيز وتدريب تشكيلات مختلفة لمواجهة خطر الإرهاب. ويشير الكاتب اليمني، في معرض تصريحاته لـ«البيان»، إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسهم بفاعلية كبيرة في عمليات الساحل الغربي وتجاوزت المسافة المحررة أكثر من 400 كيلومتر من الشريط الساحلي إضافة إلى تأمين باب المندب والحفاظ على سلامة الممرات الدولية، موضحاً في السياق ذاته أن الجهود الإنسانية للإمارات تعمل على ترميم وإصلاح البنية التحتية في كل منطقة محررة من دون استثناء من خلال قطاعات الصحة والتعليم والاتصالات والكهرباء وهي جهود ملموسة للجميع، يضاف إلى كل هذا ما قدمته الإمارات من دماء أبنائها مما لا يمكن أن يوفيه أحد في المستقبل. ترتيب المقاومة من جهته، أكد قائد اللواء الأول دعم وإسناد، العميد منير اليافعي، أن جنود الإمارات كان لهم دور بارز ورئيسي في قصف مواقع الميليشيا. وأضاف أن هذا الدور أسهم بشكل فعّال في ترتيب صفوف المقاومة والإشراف على العمليات العسكرية، لذلك حدثت انتصارات متسارعة في هذه الجبهات. وأضاف أن هذا الدور كان تكاملياً من حيث إعادة تأهيل المقاومة وتدريبها وتسليحها والإشراف عليها، ومن ثم نقلها إلى جبهات القتال وهي على استعداد كامل لدخول المعركة، لذلك شهدت الجبهات التي تشرف عليها دولة الإمارات انتصارات متلاحقة وسريعة من عدن وصولاً إلى مثلث البرح الذي تم تحريره. التصدي للتمدد الإيراني قال الكاتب الصحافي اليمني، أديب السيد، إن دولة الإمارات كان لها دور فعّال في طرد ميليشيا الحوثي وقطع يد إيران من أهم المناطق في اليمن، ولا ينكر ذلك إلا جاحد. وأضاف: «ما زلنا نتذكر وصول طلائع القوات الإماراتية في منتصف شهر مايو 2015 وتقدمها الصفوف الأمامية بجبهة المطار واشتباكها مع الحوثيين وجهاً لوجه، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي قدم للمقاومة وأسفر عن تحرير سريع للمحافظات الجنوبية». وتحدث أن الدور الإماراتي في استعادة الشرعية لم يقتصر على العمليات العسكرية، بل كان للإمارات دور بارز في إعادة تأهيل قصر معاشيق وتدريب قوات الحماية الرئاسية واستقبال الرئيس هادي وحكومته عند عودتهم إلى عدن. واتهم السيد الإخوان بمحاولة الإساءة للإمارات لتحقيق مكاسب سياسية للتنظيم الدولي للإخوان على حساب الشعب اليمني وأهداف التحالف العربي، وأكبر دليل على ذلك أن الجبهات التي يسيطر عليها الإخوان طوال ثلاث سنوات لم يحدث فيها أي انتصار بينما الجبهات التي تشرف عليها الإمارات كل يوم انتصار جديد.
مشاركة :