اتّهم مسؤول في منظمة الصحة العالمية، أمس، الميليشيات الحوثية بمنع تنفيذ حملة التحصين ضد مرض الكوليرا في مناطق سيطرتها، في الوقت الذي نددت الحكومة اليمنية بالعراقيل التي تضعها الميليشيات أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى الفئات المستحقة وقيامها ببيع المعونات لصالح مجهودها الحربي. وجاء التنديد الحكومي على لسان نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، خلال لقاء جمعه، أمس، في العاصمة المؤقتة عدن مع بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بينما اتهمت منظمة الصحة العالمية الجماعة الحوثية بمنع تنفيذ حملة التحصين في تصريحات صحافية للمدير العام المساعد للمنظمة مايكل راين. وتزامنت تصريحات المسؤول في «الصحة العالمية» مع بدء حملة في مدينة عدن لتحصين نحو 350 ألف شخص من مختلف الأعمار، ضد مرض الكوليرا، الذي تتخوف الدوائر الصحية الدولية من عودة تفشيه مجدداً هذا العام في اليمن، بعد أن كان قد انحسر مع نهاية العام الماضي، جراء الجهود الدولية لاحتوائه. وكشف المسؤول الدولي أن المنظمة ما زالت تتفاوض مع الحوثيين في مناطق سيطرتهم من أجل تنفيذ حملة التحصين ضد المرض، مؤكداً أن الجماعة لم توافق حتى الآن على تنفيذ الحملة. وقال للصحافيين: «لدينا خطط لمد ذلك إلى كل المناطق المعرضة للخطر وما زلنا نتفاوض مع السلطات الصحية في شمال البلاد وصنعاء من أجل التخطيط لهذه الحملات». وأضاف راين: «حتى الآن لم نحدد مواعيد لهذه الحملات ولكننا على استعداد للتحرك فور الحصول على الموافقات اللازمة». من جهته قال الخبير في منظمة الصحة العالمية، في تغريدة على «تويتر» من مكان وجوده في عدن: «إن الحملة تأمل بأن تغطي ما لا يقل عن أربعة ملايين شخص في المناطق المعرضة للخطر». في غضون ذلك، أفادت السلطات الصحية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بأن حملة التحصين التي تستمر ستة أيام تمكنت من إعطاء اللقاح في اليوم الأول لأكثر من 38 ألف شخص، في مديريات التواهي والمعلا وخور مكسر وصيرة. وفي تصريح رسمي لمدير عام الرعاية الصحية الأولية بالمدينة الدكتور محمد راجمنار، قال إن الفرق أعطت، أمس، اللقاح الفموي ضد الكوليرا لـ20 ألفاً و546 من الذكور و18 ألفاً و80 من الإناث و7871 طفلاً وطفلة من عمر عام حتی 5 أعوام. وحض المسؤول اليمني الفرق الميدانية المشاركة في تنفيذ الحملة التي تموّلها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الحكومة اليمنية، على «مضاعفة الجهد للوصول إلى أعلی نسبة ممكنة من المستهدفين باللقاح خلال الأيام المتبقية». وفي سياق التعاون بين الحكومة والمنظمات الدولية من أجل تنسيق الجهود، اطلع نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، خلال لقائه بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، على الأنشطة التي تقوم بها اللجنة، ودورها الإنساني الفعال وحرصها على مواصلة تلك الجهود في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها اليمن نتيجة انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على السلطة الشرعية وما تسببت به من أوضاع مأساوية. وأفادت وكالة «سبأ» الرسمية بأن الميسري رحب بالبعثة، وعبّر عن تعازيه ومواساته لها في مقتل مسؤول برنامج الاحتجاز في الصليب الأحمر في اليمن حنا لحود، في أثناء أداء واجبه في محافظة تعز في 21 أبريل (نيسان) الماضي برصاص مسلحين مجهولين، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية تقوم بدورها الكامل في متابعة حيثيات الجريمة والوصول إلى مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع. ونقلت الوكالة أن الميسري «استنكر ما تقوم به ميليشيات الحوثي من عراقيل لمنع وصول المساعدات الغذائية للمتضررين جراء الحرب في مناطق النزاع والتي ما زالت تحت سيطرتها ونهب المساعدات وبيعها في الأسواق واستخدام أموالها للمجهود الحربي». وأثنى وزير الداخلية اليمني على الأعمال الإنسانية التي تقوم بها بعثة الصليب الأحمر في البلاد من خلال مشاريعها التي تنفّذها في مختلف المجالات بجميع المناطق المحررة، مبدياً استعداد الحكومة تقديم كل ما يلزم من تسهيلات لسير عمل اللجنة دون أي عراقيل أو عقبات.
مشاركة :