تواجه المرأة العاملة تحديات متنوعة تصعب من عملية التوافق بين عملها، ومتطلبات أسرتها اليومية، وقد يغلب أحياناً جانب الاهتمام بالعمل، ويكون المتضرر الأسرة والأبناء، أو قد يهمل جانب العمل، فتكون الإنتاجية والجودة والإداء دون المأمول. «الرياض» طرحت على متخصصات قضية المواءمة بين مصلحة العمل والأسرة، وكيفية تحقيق هذه المعادلة، حيث طالب د. ريم الزيد مشرفة وحدة الخدمات الإرشادية، بالبعد قدر المستطاع عن حمل هموم العمل ونقلها إلى المنزل وإبقاء حد فاصل بينهما، وترتيب الأولويات، ومهم جداً أن تخصص المرأة وقتاً محدداً للعمل، ولا يتعارض مع مسؤولياتها تجاه أسرتها، وعندما يستدعي الأمر منها متابعة بعض ما يخص عملها إما تخطيطا أو الاستعداد لمهمة معينة، يكون ذلك في أوقات مخصصة ولا تؤثر على حياتها الشخصية وحياة ذويها، ولا يعارض الانتباه إلى الاهتمام باحتياجات الأسرة ومحاولة إشباعها وعدم الانسياق خلف مسؤوليات وهموم الوظيفة على حساب هذه الاحتياجات، خارج وقت العمل. ومن المهم التفاهم المستمر مع أسرتها حول ظروف عملها، فالحوار الإيجابي حول ذلك بما يحقق الرضا بين جميع الأطراف. حقّ المرأة في العمل والإنتاج من جانبها أوضحت فوزية بنت عبدالله السعدون، «أن الإسلام أكد على حقّ المرأة في العمل والإنتاج، كما سمح لها أن تتشارك بالمسؤوليّة مع الرّجل في كثيرٍ من المواطن؛ وجعل لذلك ضوابط وشروطا تحفظ كرامة المرأة وقيمتها وعفّتها في المجتمع الإسلامي، فما يُناسب الرّجل من أعمال شاقة قد لا يُناسب المرأة بلا شكّ، وهناك ضوابط لعمل المرأة، ومنها أن تُراعي البعد عن الاختلاط في بيئة العمل؛ وأن تتناسب بيئة العمل وطبيعته مع احتياجات المرأة وواقعها في مجتمعنا، ومعروف أن لعمل المرأة قيمة اقتصادية، فهي تزيد من نسبة السعودة، وفيه زيادة لدخل الأسرة، كما أن العمل إذا توافق مع واجبها في البيت، يشعر المرأة بقيمتها في المجتمع، فهي تقدم عملاً عظيماً واضحاً للأمة، ويوسع آفاقها، ويبرز وينمي مقومات شخصيتها، كما أن فيه شغلاً لوقت الفراغ لديها. د. أسماء بنت صالح العمرو عضو هيئة تدريس في جامعة القصيم تقول: «إن في الغالب المرأة العاملة عليها ولها حقوق وواجبات، وبرأيي يتم التوافق بين حقوق العمل والأسرة، عبر توزيع المهام بينها بالتوافق والتراضي؛ لأن خروجها زادها عبئا على مسؤوليتها الأساس بالبيت، وتقسيم العمل يقلص الهمّ، وييسر الأمر، ومن المهم تنظيم الوقت، وترتيب الأولويات، بحيث تنجز ما لا تستطيع الأسرة القيام به حال غيابها، حتى تسير حياتها الأسرية بسلام، وعلى المرأة ألا تقوم بواجبات فوق طاقتها، أو تجبر نفسها على ما لا تريده؛ حتى لا تصاب بالضغط النفسي، وما يسببه من نتائج سلبية تؤثر عليها وعلى أسرتها، أو حتى على صحتها، وعليها أن توازن بين عملها ومسؤوليتها فلأسرتها وقت ولعملها كذلك، فلا يطغى جانب على جانب، ولا يهمل أيضا، ولا تُزاوج بينهما، حتى تحقق الغاية من خروجها للعمل، فعندما تكون المرأة طموحة ومحبة لعملها، فهي تشرف بنفسها على ذلك، وتكون ناجحة في مجاليها الأسري والعملي، لما تتصف به من حنكة وشجاعة وسعيا وراء النجاح الذي تطمح له.
مشاركة :