كانت القاصة والكاتبة السعودية رقية حمود الشبيب من أوائل من انتمين لنادي الرياض الأدبي، الذي تجاهلها فترة من الوقت -كما تقول- ، غير أنها بادرت هذا العام وفعلت اتصالاتها بشكل جيد معهم، على حد قولها، وهي تتحدث لـ"الوطن" وأبدى النادي رغبته في تكريم تجربتها الكتابية التي تجاوزت الثلاثة عقود. الشبيب التي كتبت رواية تحكي تفاصيل الشمال تنتظر وتقول إنه "إذا طال الجفا تحركت ولنرى البشائر مستقبلا"، هنا حوار معها: قبل حوالي ثلاثة عقود أصدرت مجموعتيك القصصيتين "حلم" و"الحزن الرمادي"، لكنك مررت بفترة اختفاء أين كنت؟ كانت بداياتي فعلا بإصدار مجموعتي حلم ثم الحزن الرمادي، ومن ثم بعد مجموعتي الحزن الرمادي أصدرت (أحلام قصيرة والسياج) وأيضا "الموعد المؤجل" عن نادي الطائف الأدبي، ثم الطبعة الثانية من كل إصداراتي الخمسة. ربما أخذتني الكتابة الصحفية فقط، فقد كنت أكتب عمودا يوميا في جريدة الجزيرة لسنوات، ثم في جريدة المسائية أيضا، عمود يومي استمر سنوات وبعد ذلك في جريدة الحياة لمدة خمس سنوات ومن ثم عمود أسبوعي في جريدة الوطن لمدة ثلاث سنوات، وكان ذلك حتى نهاية عام 2012. ثم بعدها توقفت في عامي 2013 و2014 للوقوف على إصداراتي الجديدة والعمل على التوسع في مجالات العطاء الأدبي الثقافي، وفعلا أنجزت مجموعة لوريس و، ونصوص بعنوان كلماتي، إعادة طباعة جميع أعمالي الأدبية. الكاملة وكلها عن دار الياسمين للنشر في القاهرة لصاحبها الروائي إبراهيم عبدالمجيد عام 2011، قصص الأطفال الجزء الأول عن دار الأهرام وسيتم إنتاجه تلفزيونيا قريبا، من خلال تحويل أحد نصوصي إلى عمل درامي وطني من إنتاج التلفزيون السعودي (من مجموعتي القصصية لوريس و،) وإخراج القدير خالد الطخيم، وأنا الآن بصدد أربعة إصدارات جديدة، هي تجربتي الجزء الأول، وأتحدث فيها عن تجربتي في محو الأمية على نطاق منطقة الرياض وكنت أول من قام بسعودة تعليم محو الأمية بمعلمات سعوديات، فقزت السعودة من 4 إلى 90 من السعوديات والجهود التي قمت بها بافتتاح مدارس في أماكن خاصة كالسجن ورعاية الفتيات ومركز الأمير سلمان. ودار الرعاية الاجتماعية للمسنات، وهي خطوات وثقت بها مسيرة العمل. الحدث المفاجئ والمدهش هذا العام في أول مايو 2014 ما نشر في جريدة المصري اليوم بشأن اختيار رسالة لي كتبتها من سنوات تضامنا مع الراحل الكبير توفيق الحكيم في مزاد بباريس مع رسالة لسيمون دي بوفوار، (كوني تأثرت جداً بسبب أزمته مع الشعراوي عندما كتب (مناجاة الله)، انزعجت من الهجمة الشرسة على قامة كبرى كتوفيق الحكيم، وكان ردا فعليا رسالة، تضامنا معه لا ستنكاري في مرحلة مبكرة، لخطورة تدخل سلطة الدين في الإبداع، وبعد سنوات عانيت ما عاناه أنا وغيري. وقد طلبت دار نشر فرنسية ترجمة بعض أعمالي بعد عرض المزاد في باريس، واختيرت قصة (استئناف) لترجمتها كمونودراما، لعرضها على أحد المسارح الفرنسية، وبهذا أنا موجودة ولم أختف إطلاقاً. هجست مطالع القرن الماضي بكتابة رواية (رقية الشمال) تفاصيل الشمال الصغيرة، وفضلت أن تكون الرواية من ذاتك بتفاصيلها الصغيرة ما هي أخبار الرواية معك؟ بالفعل الرواية ما زالت موجوده تحتاج لتدقيق وقناعة أن أغامر بنشرها، هي أشبه بالتاريخ لمرحلة، ولكن لا يعني ذلك أني لم أصدر ما يخص الشمال، فقد كتبت في مجموعتي (لوريس و....) بعض ذكريات الشمال وتحديداً عرعر. سجلت بعض الدراسات عن الرواية النسوية وقوعها في الذاتية والبوح الأنثوي إلى أي حد تتفقين مع هذه الرؤية؟ الرواية الأنثوية أو النسوية المحلية هي مجموعة مختلفة من النظريات الاجتماعية، والفلسفات الأخلاقية، التي تحركها دوافع متعلقة بقضايا المرأة. وغالبا يكون الهدف هو القضاء على أشكال القهر من المجتمع الذكوري، وأرى أنها ظاهرة إيجابية، حيث تعكس أن الطرح والمشاركة في المجتمع أصبح يتصف بالحرية. ما موقفك تحديداً من الرواية المحلية وكيف تجدينها في العقد الأخير؟ الرواية المحلية أصبحت عالمية، وفرضت نفسها على الأوساط الثقافية العالمية، وحصدت عددا من الجوائز ولفتت النظر إلى أن الثقافة السعودية تعدت حدود المحلية في زمن قياسي مقارنة مع جميع الدول العربية، وانفجارها صحي لأن الكثرة ظاهرة صحية لنمو المشهد الثقافي الذي يعكس معه الدعم من قبل القائمين عليها ونضج وعي القارئ السعودي، لكن المهم الاستمرار. لأني ألاحظ كأن الصوت خفت. كنت من أوائل من انتمين للأندية الأدبية كيف هي علاقتك معها الآن؟ بالفعل كنت من أوائل من انتمى لنادي الرياض، وقد بادرت هذا العام وفعلت اتصالاتي بشكل جيد معهم، وذلك عندما زادت مدة التجاهل غير المبررة وغير المفهومة، بل وزودت جميع الأندية الأدبية في المملكة بإصداراتي الجديدة وعددها ثلاثة بالإضافة إلى الطبعة الثانية من إصداراتي السابقة وعددها خمسة، وأبدى مشكوراً نادي الرياض الأدبي رغبته بتوجيه دعوة تكريم لتاريخي الأدبي، وننتظر كما تواصل معي نادي جازان الأدبي حول دعوتي لندوة عن أهمية أدب الطفل، وطلب المزيد من قصص الأطفال الجزء الأول، الذي نفذ وأيضاً شكرني النادي الأدبي في الحدود الشمالية على إصداراتي، أما النتيجة الملموسة، فأنتظر، إنما لم تتم مبادرات مباشرة منهم، وعندما طال الجفا تحركت ولنرى البشائر مستقبلا.
مشاركة :