صحف عربية: تنديد وترحيب بقرار ترامب الانسحاب من اتفاق إيران النووي

  • 5/9/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةEPAImage caption ترامب وقع مذكرة رئاسية بفرض ما وصفه بأعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على إيران تباينت ردود الأفعال على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وندَّدت صحف عربية بقرار ترامب، وقالت إن ذلك يدفع العالم باتجاه حرب عالمية جديدة، في حين أبرزت صحف أخرى ترحيب دول عربية بالقرار، على رأسها السعودية والإمارات والبحرين، واعتبرت القرار "حدثا تاريخيا". وأعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء. كما تعهد بأن تفرض بلاده "أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني"."إعلان حرب" يرى عبدالباري عطوان في "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية أن قرار ترامب الانسحاب "هُو بِمَثابَة إعلان حَرب، والخُطوَة الأولى والرئيسيّة لمُخطَّط تغيير النِّظام في طِهران، بالطَّريقة نَفسِها التي جَرى من خِلالِها تغيير أنظِمة في العِراق وليبيا وغرانادا، وتَحت عُنوان أسلِحَة الدَّمار الشَّامِل، كيماويّة كانَت أو نَوويِّة". "الخبر" الجزائرية أيضا قالت إن "ترامب يريد حربا عالمية". كما اعتبرت "تشرين" السورية أن الخطوة الأمريكية جاءت "تنفيذا للمشروع الإسرائيلي" في المنطقة. وقالت الصحيفة إن "ردود الفعل المنددة أظهرت عزلة أمريكا". وتحت عنوان "ترامب يبارز مجددا بتعميم الفوضى الدولية" تقول "الثورة" السورية إن ترامب يسعى "لدفع العالم نحو العسكرة". وتضيف: "كما كان متوقعا من رئيس أمريكي لا يحفظ العهود والالتزامات الدولية، وورث عن الحكومات الأمريكية المتعاقبة إمكانية تنصلها من أي اتفاق دولي، وقت تشاء، نفّذ ساكن البيت الأبيض دونالد ترامب تهديده ووعيده، وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران، ليضع بذلك المنطقة والعالم على أعتاب مرحلة توتر جديدة، قد تقود إلى عواقب وتداعيات وخيمة، تهدد السلم والأمن الدوليين". ويرى تحسين الحلبي في "الوطن" السورية أن "حقيقة الخطر الذي تخشاه واشنطن وتل أبيب من إيران لا يتعلق بالموضوع النووي بقدر ما يتعلق بقدرة إيران على صناعة وتطوير الصواريخ الباليستية التقليدية وليس الأسلحة النووية، فبيت القصيد هنا هو أن واشنطن وتل أبيب لا تتحملان وجود دولة مثل سوريا تدعمها قوة مثل إيران على المستوى الإقليمي". ورأت "الديار" اللبنانية أن "ترامب يواصل سياسته الصهيونية" بسحبه توقيع أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران. وتحت عنوان "ترامب يدشن المعركة" تقول "الأخبار" اللبنانية: "أعاد دونالد ترامب المنطقة إلى مرحلة قديمة ــ جديدة. لغة التصعيد والعقوبات حلّت مكان التهدئة النسبية مع إيران. تهدئة لم تدم أكثر من ثلاث سنوات. وفي وقت مستقطع قد لا يطول لصياغة الردّ الإيراني، ستقوم طهران باستطلاع الموقف الأوروبي حول كيفية الحفاظ على ما بقي، على الرغم من أن حظوظ الدبلوماسية الإيرانية تبدو شبه معدومة". وتضيف الصحيفة: "هذه الأجواء ليست مفصولة ــ إيرانيا بالحد الأدنى ــ عن السعار الإعلامي والعسكري الإسرائيلي. تل أبيب، وخلفها الرياض، تريد الاستفادة من الإمضاء الترامبي في حربها المفتوحة ضد طهران على حدودها. الأجواء المشحونة لا تشي أكثر التوقعات الإيجابية بأنها ستبرد قريبا في منطقة يتصارع أقطابها على حافة الهاوية"."حدث تاريخي" علي الجانب الآخر، أبرزت صحف عربية، لا سيما السعودية، ترحيب بعض الدول العربية بالقرار الأمريكي. وقالت صحيفة "الرياض" السعودية إن "ترامب يعلن أكذوبة الاتفاق النووي"، مشيرة إلى "ترحيب سعودي بالقرار ورفض لسياسة طهران المزعزعة". وتصف الجريدة في افتتاحيتها إعلان ترامب بأنه "حدث تاريخي مهم علي المستوى العالمي". وتقول: "كلمة النهاية قد كُتبت، وعلى إيران إذا أرادت فعلا العودة إلى المجتمع الدولي أن تقوم بتغيير سلوكها، والتخلي عن نهجها العدواني المتمثّل في سعيها لامتلاك أسلحة الدمار الشامل". وتضيف: "الرسالة الأميركية بالأمس رسمت خط النهاية لاتفاق مثّل منذ التوقيع عليه تهديدا للأمن والسلم الدوليين، ومنح طهران الفرصة لاستغلال العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها في تكثيف أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة وتطوير صواريخها الباليستية، ودعم الجماعات الإرهابية". وقالت البيان الإماراتية إن "الإمارات ترحب باستراتيجية ترامب تجاه النووي الإيراني". ويرى مشاري الذايدي في "الشرق الأوسط" اللندنية أن "نظام الملالي يترنح ماليا، حتى قبل فرض العقوبات الأميركية المالية". ويقول الكاتب السعودي: "خطورة الموقف الأمريكي ليس في الجانب العسكري، أي إعلان حرب على إيران، هذا سيناريو معقد وربما بعيد الوقوع حاليا، إلا إذا حصلت مفاجآت غير متوقعة، خطورة الموقف الأمريكي هو في الجانب الاقتصادي والدبلوماسي على إيران". وفي الصحيفة نفسها، في مقال بعنوان "إيران وتجرع السم الكوري"، يقول مصطفى فحص: "تستعد طهران لمواجهة خيارات ما بعد قرار الرئيس ترامب، وتعلم أنها غير قادرة على تطبيق النموذج الكوري الشمالي لا في المواجهة ولا في المصالحة، لكنها تتجنب مجددا تجرع كأس السمّ نفسه الذي وضعه لها الزعيم الكوري الشمالي على الطاولة بوصفه مخرجا وحيدا لتجنب مواجهة غير متكافئة عسكريا واقتصاديا مع واشنطن وحلفائها". ويشير حامد الكيلاني في "العرب" اللندنية إلى أن "تشديد العقوبات وإلغاء الاتفاق النووي سيؤدي في جانب منه إلى تحريك الشارع الإيراني ضد النظام، عكس ما فعله الرئيس أوباما تماما عندما تناسى الشعب الإيراني وشعوب المنطقة وأعطى المرشد تفويضا سمح للرئيس حسن روحاني للقول إن أميركا تضعف النفوذ الإقليمي لإيران في الشرق الأوسط".

مشاركة :