طارق الشرهان: أمتلك 100 ألف تحفة نادرة

  • 5/10/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: فدوى إبراهيم يعكف مقتني التحف الإماراتي طارق الشرهان على جمع كل ما تقع عليه عينه من ثمين، ورغم ما يواجهه من صعوبات في الحصول عليها إلا أنه لا يدخر جهداً للبحث عنها، حتى أصبح واحداً من المعروفين في مجال عقد المزادات فقط كي يقتني من القديم ما له قيمة إحياء لإرث الأولين، حتى أطلق اليوم مبادرة يجوب فيها إمارات الدولة بمناسبة «عام زايد» للوقوف على أبرز القطع التراثية، مع الشرهان كان لنا وقفة.في جعبة الشرهان ما يفوق 100 ألف قطعة قيمة من الماضي، تتنوع وتختلف في مصادرها وتواريخها، إلا أن ما يملكه الشرهان يتميز عن غيره كونه يقتني كل قطعة قديمة ولا يضع في تقييمه لها قيمتها المالية، عن مقتنياته يحدثنا قائلاً: «لا حدود لما أجمع من مقتنيات قديمة، فكل شيء قديم له قيمة لدي، بدأ شغفي بتلك الهواية منذ طفولتي في الثمانينات بجمع الطوابع والعملات النقدية، حتى وجدت نفسي قد غرقت بما أمتلك من قطع ولم يعد لدي المساحة الكافية في المنزل لاقتناء المزيد، كما أن هذه الهواية تحتاج الكثير من المال للاستمرارية فيها، فتوقفت عن جمع القطع لكن بقي شغفي فيها واطلاعي لمدة تقارب 15 سنة، حتى انتقلت لمنزل آخر للعيش، فاستثمرت تلك الفرصة لأجعل المنزل القديم خاصاً فقط بالمقتنيات، وقبل ما يقارب 4 سنوات عدت لهوايتي بقوة، واستطعت أن أجمع أضعاف ما جمعته في هذه المدة، وأصبح لدي طرقي في الجمع من خلال المزادات التي أنظمها بين حين وآخر».ينظم الشرهان مزاداً أسبوعياً في متجره الخاص «رويال كورنر للمزادات» في رأس الخيمة، الذي افتتحه لهذا الغرض ولعرض ما يمتلكه من مقتنيات قديمة، ورغم ذلك يجد صعوبة في الحصول على القطع المميزة، وحول ذلك يقول:«نحن اليوم في وقت يصعب فيه الحصول على القطع المميزة، والوصول لها يتطلب الكثير من الجهد، وهو ما يختلف عنه قبل سنوات حيث كنت أجد القطع بسهولة وأقتنيها، وهو ما دفعني لأستقطب أصحاب القطع القيمة ليشاركوا في المزاد، فأدعوا المهتمين من داخل الدولة وخارجها ليقدموا ما لديهم فيه، فتكون فرصة للقاء ولتبادل القطع كل حسب رغبته. وبمناسبة»عام زايد«فإنني حالياً أحمل مبادرة تقوم على إقامة مزاد شهري في إمارات ومدن الدولة، بدأتها في متحف عجمان بحيث يكون موضوع المزاد عرض القطع التراثية الأصيلة، وذلك لتسهيل الحصول على القطع المميزة وحفظاً لإرثنا وتراثنا الغالي». تحديات أبرز التحديات التي تواجه الشرهان في جمع القطع القديمة، أن هذه الهواية تحتاج للعناية لحفظها، كما أن تسارع الحياة وطغيان التكنولوجيا جعل الكثيرين لا يقدرون قيمة القطع القديمة والتاريخية، لدرجة أن الكثير منها يجدها في «سوق الأثاث المستعمل» بحسب الشرهان، ومنها الكثير لأشخاص وافتهم المنية ولم يقدر ورثتهم قيمة ما تركوا لهم، وهنا يدعو الشرهان المؤسسات المعنية لأن تقدم الدعم لأصحاب المقتنيات ليتجنبو ترك هوايتهم أو يفقدوا مقتنيات لأسباب معينة.وينوه الشرهان بأنه يخشى اليوم الذي لن يجد فيه قطعة ثمينة قديمة لتلك الأسباب، ويذكر حدثاً آلمه فقال: «من أكثر الأشياء التي آلمتني هو اختفاء الأبواب والشبابيك التي كانت جزءاً من بيوت المناطق السكنية القديمة المهجورة في الدولة، حيث كنت أزور بعضها في التسعينات وبعد مدة تفاجأت بخلوها من الأبواب والشبابيك القديمة التي تعبّر عن الصناعة في تلك الحقبة، وبرغم أن الكثير من تلك البيوت اليوم تحت الترميم كونها أضحت مناطق أثرية، إلا أنها للأسف فقدت الكثير مما كان يميزها ويمنحها قيمة، وهو الأمر الذي جعلني أحتفظ بالأبواب والشبابيك الخاصة ببيت جدي خوفاً من ضياعها». مقتنيات قيمة يجمع الشرهان القطع القديمة بكافة أنواعها، فلا يقتصر على القطع التراثية إنما يتجاوز ذلك لتشكل قطعة ذكرى لكل منا، يتجاوز عدد القطع المقتناة التي يمتلكها الشرهان 100 ألف قطعة قيمة، ناهيك عن عدد يفوق ذلك من العملات والمجلات والكتب والوثائق القديمة، ولدى الشرهان أسلحة وعملات يصل عمرها إلى 300 عام، وملابس عسكرية تعود للعام 1955 لقوة ساحل عمان، ودلات قهوة خليجية ومحلية عمرها 100 عام، يعود بعضها لأشهر صانع نحاسيات في الدولة وهو إسماعيل الصفار بحسب الشرهان، بالإضافة لأجهزة يصل عمرها لمئة عام مثل أجهزة الراديو والكاميرات، وكاميرات فيديو تعود لتلفزيون أبوظبي، كما يقتني لعباًَ يعود تصنيعها للندن وهونج كونج تعود للستينات والسبعينات من القرن الماضي، وتواقيع فنانين مشاهير على صورهم، وبعض أدوات الإطفاء التي تعود لقرن من الزمان، كما يعتز الشرهان ببعض الأواني اليابانية التي كان لا يخلو منها بيت في الدولة، ولم يتوان عن اقتناء المركبات القديمة كالدراجات النارية والسيارات ومقتنيات أخرى لا حصر لها. تواصل اجتماعي كغيرها من عمليات النصب والاحتيال، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حسابات تنشر صوراً لقطع ثمينة وقديمة للبيع بأسعار عالية، مدعين أنها تعود لحقب تاريخية أو شخصيات لامعة في التاريخ، وهو ما يحدثنا عنه الشرهان بقوله: لا شك في أن مجالنا في جمع التحف والقطع القديمة يعتبر من المجالات التي يكثر فيها الادعاء والاحتيال، ذلك أنها من المجالات التي تحتاج لخبرة عميقة ودراية تامة بنوعية القطع وتاريخها الحقيقي، ولمن لا يملك المعرفة الكافية فإنه من السهل النصب عليها والادعاء أن القطعة الفلانية تعود إلى تاريخ أو حقبة ما على غير الحقيقة، وأنا لم أستثنى من محاولات النصب، وأذكر أن 3 أشخاص جاءوا ليبيعوا لي سيف صلاح الدين الأيوبي، وخواتم تعود لحقبات قديمة، لذا لا بد أن يكون الشخص حذراً في تعامله مع هذه الفئة، وأدعو المهتمين بعدم تصديق تلك الادعاءات لأنها في الغالب تكون عمليات نصب.

مشاركة :