حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، من «عواقب وخيمة جداً» في حال استأنفت إيران برنامجها النووي، بينما أكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أمس، إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع حلفائها لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية، في وقت طلب المرشد الإيراني علي خامنئي من الأوروبيين تقديم «ضمانات عملية» لإيران لكي تواصل التزامها بالاتفاق. ورداً على سؤال بشأن ما ستقوم به واشنطن في حال استأنفت إيران مساعيها النووية، هدد ترامب قائلاً «ستكتشف إيران ذلك». وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الأبيض «أنصح الإيرانيين بعدم إعادة العمل ببرنامجهم النووي، أنصحهم بذلك بقوة». وقال ماتيس أمام لجنة في مجلس الشيوخ «سنواصل العمل إلى جانب حلفائنا وشركائنا لنضمن عدم تمكن إيران من حيازة سلاح نووي، وسنعمل مع آخرين للتصدي للنفوذ المؤذي لإيران». وأضاف «هذه الإدارة تبقى ملتزمة بإعطاء الأولوية لأمن ومصالح ورفاهية مواطنيها». وهاجم ماتيس إيران بسبب «أنشطتها المؤذية» ومنها دعمها للرئيس السوري بشار الأسد والمتمردين الحوثيين في اليمن. وقال «لم نشهد أي تراجع أو خفض لأنشطة إيران المؤذية في أنحاء المنطقة». لكنه أضاف «وفي نفس الوقت انسحبنا من خطة التحرك المشترك الشاملة (الاتفاق النووي الإيراني) لأننا وجدناه غير مناسب على المدى البعيد». وقال جون بولتون مستشار ترامب إن الشركات الأوروبية التي لديها مصالح في إيران أمامها الآن مهلة ستة اشهر لإنهاء استثماراتها أو مواجهة عقوبات أميركية. وأكد بولتون أن التعاون مع أوروبا بشأن إيران لم ينته. وقال لشبكة «فوكس نيوز» إن الولايات المتحدة «ستعمل مع الأوروبيين وغيرهم ليس فقط بشأن الملف النووي لكن كذلك بخصوص تطوير إيران صواريخ باليستية ودعمها المستمر للإرهاب وأنشطتها العسكرية التي تهدد أصدقاءنا». طلب ضمانات ووافق المرشد الإيراني علي خامنئي على السماح لطهران بالتفاوض على إنقاذ الاتفاق النووي، لكنه طالب بضمانات جدية لكي تبقى بلاده فيه. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن أن وزير خارجيته محمد جواد ظريف سيجري مفاوضات مع الدول الخمس الأخرى الموقعة على الاتفاق (ألمانيا والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا) لمعرفة ما إذا كان بالإمكان إنقاذه. وصادق المرشد علنا على هذا القرار بالتأكيد على أن إيران لن تبقى في الاتفاق «بدون ضمانات عملية» من الأوروبيين. وقال خامنئي خلال خطاب بثه التلفزيون الإيراني ويبدو أنه موجه إلى المدافعين عن الاتفاق ومن بينهم روحاني، «يُقال بأنّنا سنواصل مع ثلاثة بلدان أوروبيّة. لستُ واثقاً بهذه البلدان الثلاثة أيضاً». وأضاف «إذا أردتم عقد اتفاق فلنحصل على ضمانات عمليّة وإلا فإن هؤلاء سيقومون جميعاً بما فعلته أميركا. إذا لم تتمكّنوا من أخذ ضمانات حتميّة - وأنا أشك فعلياً في أنكم ستتمكنون من ذلك - فلن يكون مقدوراً مواصلة السير ضمن الاتفاق النووي». من جهته، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أيضاً أن الانسحاب الأميركي يعطي لأوروبا فرصة أن تثبت أنه «لديها الثقل اللازم لتسوية المشاكل الدولية». وجاء حديث لاريجاني خلال جلسة صاخبة للمجلس شهدت قيام عدة نواب من المحافظين المتشددين باحراق علم اميركي على المنصة وسط صيحات «الموت لاميركا». وعصر الأربعاء تظاهر نحو 200 إلى 300 شخص أمام مقر السفارة الأميركية السابقة في طهران واحرقوا أيضاً العلم الأميركي وسط هتافات «الموت لاميركا». إنقاذ الاتفاق وسارعت القوى الأوروبية والصين لإنقاذ الاتفاق، وتعهدت العمل على إنقاذ الاتفاق وحماية الشركات التي تعمل في إيران. وتبحث الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق في سبل إنقاذه، ويرتقب أن يلتقي وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا مسؤولين إيرانيين الاثنين المقبل «لدراسة الوضع». وقال الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في مقابلة مع التلفزيون الالماني الحكومي تم بث مقاطع منها «اشعر بالاسف لقرار الرئيس الاميركي، اعتقد بانه خطأ، لذلك قررنا نحن الاوروبيين البقاء ملتزمين باتفاق العام 2015». واضاف «سنحت لي الفرصة قبل قليل لقول ذلك للرئيس الايراني حسن روحاني». وكانت الرئاسة الفرنسية اعلنت قبل قليل ان ماكرون ونظيره الايراني اتفقا خلال محادثة هاتفية على «مواصلة العمل المشترك باتجاه كل الدول المهتمة لمواصلة تطبيق الاتفاق النووي». وفي حديثه شدد ماكرون على ان الاولوية هي «لعدم استئناف النظام الايراني انشطته». وتابع انه بات من الضروري «تكملة» الاتفاق القائم «حول النووي بعد 2025 وانشطة ايران البالستية في المنطقة وانشطتها الاقليمية خصوصا في العراق وسوريا واليمن ولبنان». وأعلن ان اوروبا باتت «مكلفة بضمان النظام المتعدد الاقطاب» في العالم. وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان من أن «خطر وقوع مواجهة حقيقي» مضيفاً إن أوروبا ستتحرك «لتجنب تفجر(نزاع) ينذر بحدوثه في حال.. عدم اتخاذ إجراءات». ودعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الولايات المتحدة إلى عدم إعاقة الآخرين عن تطبيق الاتفاق الذي وصفه بأنه «حيوي» لأمن بلاده. وقال جونسون أمام البرلمان البريطاني «أحض الولايات المتحدة على تجنب أي عمل يمكن أن يمنع الأطراف الأخرى عن مواصلة المضي في تطبيق الاتفاق» مضيفاً أن بريطانيا ستبقى ملتزمة بالاتفاق طالما هو «حيوي» لأمنها القومي. وكانت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي قالت أمام البرلمان «نوافق أن هناك مسائل أخرى متعلقة بسلوك إيران في المنطقة». وأضافت «تلك المسائل تحتاج لأن تتم معالجتها ونحن نعمل على ذلك مع حلفائنا الأوروبيين وسواهم». ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أوروبا إلى بذل المزيد من الجهود في صياغة سياسة خارجية وأمنية مشتركة عقب قرار ترامب. وقالت إنها تعمل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «نهضة جديدة لأوروبا». وستقوم الحكومات الأوروبية «ببذل كل جهد لحماية مصالح» شركاتها العاملة في إيران، بحسب مسؤول في الرئاسة الفرنسية. وفي الصين شدد الناطق باسم الخارجية غينغ شوانغ ان بكين وهي من بين الدول الموقعة على الاتفاق ستواصل «المبادلات الاقتصادية والتجارية بصورة طبيعية» مع إيران رغم قرار ترامب. وقال غينغ إن بكين «ستواصل الحوار والتفاوض مع كل الأطراف».
مشاركة :