على الرغم من استمرار حالة التأهب القصوى للجيش الإسرائيلي على الحدود مع سوريا ولبنان وإعادة فتح الملاجئ وإلغاء الرحلات المدرسية في هضبة الجولان السورية المحتلة، قام رئيس الأركان، الجنرال غادي آيزنكوت، بزيارة إلى المنطقة تباحث خلالها مع القيادات الميدانية حول التطورات والاستعدادات لمواجهتها، وراح يطمئن بأن «خطر الحرب ضعيف»، ويدعو المواطنين إلى التصرف كالمعتاد.وأكد آيزنكوت أن قواته تقف على أتمّ الاستعداد لمواجهة أي خطر أمني وتوجيه ضربات قاسية لأية محاولة اعتداء عليها. وقال آيزنكوت، موجهاً كلامه للسكان، إن كل ما يفعله جيشه يهدف إلى ضمان الأمن لإسرائيل ومنع أعدائها من تهديد هذا الأمن.وينسجم هذا القول مع التأكيدات الإسرائيلية بأن توجيه ضربات استباقية لإيران وحلفائها في سوريا، يعتبر رادعاً قوياً يمنعهم من القيام بهجمات على إسرائيل أو على الأقل سيجعل إيران تفكر ألف مرة قبل أن توجه أي ضربة، وإن فعلت فيجعلها تخفف من ضرباتها إلى الحد الأدنى. ولذلك فإنهم يعتبرون الضربات على أهداف إيرانية وسوريا «عمليات ردع لا أكثر»، وأنها هي بالذات التي قد تمنع التدهور إلى حرب.وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، أنه يلاحظ تحركات لبطاريات الصواريخ الإيرانية في سوريا، ولذلك قرر فتح الملاجئ في المستوطنات والقرى العربية بالجولان السوري المحتل، وكذلك في بلدات الجليل الأعلى. وأصدر أوامر تجنيد طارئ لقوات الاحتياط في الدفاعات الجوية والمخابرات العسكرية والجبهة الداخلية (الأمر رقم 8).وفي الوقت ذاته سمع دوي انفجارات قوية في منطقة الكسوة في ريف العاصمة السورية، دمشق، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن مصدر عسكري تابع للنظام، بأنها هجمات إسرائيلية وإن «الدفاعات الجوية السورية تصدت لصاروخين إسرائيليين وتم تدميرهما في منطقة الكسوة».ولم تنفِ إسرائيل ولم تؤكد مسؤوليتها عن هذه الضربات. لكنها أطلقت سرب طائرات مقاتلة إلى الأجواء، وأرفقتها بتصريحات مسؤولين يحذرون سوريا وإيران من الرد «لأن إسرائيل سترد الصاع صاعين». وقالت القناة الإسرائيلية الثانية، إن إسرائيل قصفت مواقع في سوريا، ونجحت بإحباط هجوم إيراني كان قيد التحضير للرد على الهجمات الإسرائيلية السابقة، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.
مشاركة :