عاد المواطن جعفر عبدالله خليف لذويه، بعد حوالي شهر من اختفائه في مدينة الطائف، قادمًا من المنطقة الشرقية لأداء العمرة مع والديه، بعدما عثر عليه طبيب عاد من إجازته ووجده يقيم في شقته. وكشف شقيقه إبراهيم خليف لـ"عاجل"، أن جعفر (40 عامًا) فُقد بتاريخ 25 رجب الماضي، أثناء توجهه من المنطقة الشرقية لأداء مناسك العمرة مع والديه، وخلال توقفهم لأداء الصلاة في محطة واحة الوسام بين منطقة الموية والطائف، وتصادف ذلك مع تواجد حافلات كثيرة تخص شركة نقليات كبرى ( سابتكو ) في نفس الوقت. وتابع: أنه بعد أداء الصلاة، التبست على "جعفر" الحافلة، لتبدأ بعدها رحلة الضياع؛ حيث صعد جعفر إلى حافلة أخرى دون أن يتنبه إليه أحد، وكانت متجهة إلى محطة الشركة بالطائف، مشيرًا إلى أن جعفر نزل مع الركاب ليلقى نفسه وحيدًا، ومما زاد من تفاقم الوضع، معاناته من اضطراب نفسي وعدم حمله إثبات الهوية. وتقدمت عائلة جعفر ببلاغ إلى الجهات الأمنية، وأعلنت عن رصدها لمكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي للعثور عليه، وخلال فترة اختفائه، أوضح إبراهيم أن البحث استمر عن شقيقه في مكة المكرمة والطائف، وبعد أسبوع من فقده وصلت للعائلة إفادة من فتاة بأنها شاهدت جعفر بتاريخ 25 رجب في إحدى المستشفيات الخاصة بالطائف بالقرب من "سابتكو"، وتوجهت العائلة إلى المنطقة، وتم تأكيد رؤيته لمدة يوم واحد فقط من قِبل موظفين في المستشفى، وكذلك من قِبل المطاعم المجاورة. وبينما طال غياب "جعفر"، تلقت عائلته يوم أمس الأول النبأ السار بالعثور عليه، حيث تبيّن للعائلة أنه بعد ركوبه لحافلة أخرى، لجأ إلى مستشفى مجاور وجلس على الكراسي ليرتاح، وبعد أن أطال الجلوس، تم سؤاله إذا كان يريد العلاج أو المغادرة، وهنا بدأت قصة غياب جعفر؛ إذ أوضح شقيقه أنه ذهب إلى الجهة الخلفية للمستشفى، واستقر في شقة في بناية خاصة لمنسوبي المستشفى تخص طبيبًا كان يقضي إجازته خارج المملكة وكان بابها مفتوحًا. وتابع إبراهيم: عند عودة الطبيب من الإجازة وفي الساعة الخامسة من مساء أمس الأول، تفاجأ بوجود جعفر في شقته، وقام بإبلاغ الشرطة التي بدورها اتصلت بي وتوجهت إلى الطائف لاستلامه. وأكد إبراهيم أنه جرى إيداع شقيقه في المستشفى لمدة ثلاثة أيام للاطمئنان على صحته، مقدمًا شكره لكل من تفاعل مع قصته طوال الفترة الماضية. ولفت إبراهيم إلى أن شقيقه " جعفر" كان محبوبًا بين الناس؛ بسبب مرحه وبشاشته وابتسامته الدائمة، وكان متفوقًا دراسيًا وله طموحات مستقبلية كبيرة، إلا أنه في نهاية دراسته في المرحلة الثانوية تغيّر مجرى حياته، عندما أصيب باضطرابات نفسية، وقد اعتاد سنويًا على أداء العمرة مع والديه منذ "15 عامًا"، في نفس الحملة ووسيلة المواصلات ذاتها (حافلة).
مشاركة :