قطر وإيران على حافة الهاوية

  • 5/10/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما كان لكل عصر مسوخه وسفاحوه، فكما منيت البشرية بوحشية وهمجية هولاكو المغول وهتلر النازي، تعاني في الوقت الراهن من دموية خامنئي إيران وتميم قطر، أخطر داعمي الإرهاب في العالم، واللذين يتعاونان حالياً لتأسيس جيش إرهابي أكثر شراسة من تنظيم داعش، يجمع بين خبرات الإرهاب الإيراني المتمثل بالحرس الثوري وميليشياته المكونة من متطرفين شيعة، والإرهاب القطري القائم على وكلاء الدوحة من الجماعات والتنظيمات الإرهابية الجامعة لمتطرفين من السنة، ممن يتلقون الأوامر من قادتهم القابعين في الأرض القطرية ويمتصون ثرواتها. كرسي العرش التعاون الإيراني القطري في تفريخ التنظيمات الإرهابية المعادية للحياة والإنسانية، يضع كلاً من تميم وخامنئي في تشابه مع هولاكو وهتلر، فجميعهم مجانين بالهيمنة التي تجعلهم يستبيحون الدماء ويحولون الأجسام إلى أشلاء، ويدمرون عواصم الدول، ويعشقون التوسع على حساب دول الجوار، مدفوعين بنظرة عنصرية مقيتة. كما أنهم يتصفون بعدم قبول الآخر فيعذبون المعارضين حتى الموت، ولا يرون إلا أنفسهم، ولا يسمعون سوى صوتهم، ولا يهتمون سوى بمصالحهم الشخصية، ويسيطر عليهم الغرور في أوج طغيانهم فلا يتعظون من مصائر أسلافهم من طغاة التاريخ. وما يزيدهم إجراماً تشابههم في قتل الأطفال والنساء، فما فعله جنود هولاكو وهتلر في إبادة الأطفال واغتصاب وقتل النساء لا يقل بشاعة عما فعلته التنظيمات الإرهابية المدعومة إيرانياً وقطرياً في أطفال ونساء سورية والعراق واليمن، وأقاليم الأحواز وبلوشستان والكرد المحتلة جميعها من إيران. وتبقى صفة واحدة اشترك بها هولاكو وهتلر وتتربص بتميم وخامنئي وهي النهاية إما مغدورين أو مقتولين. كما تشترك رباعيتهم في إسالة أنهار من الدماء، فتميم وخامنئي متورطان في دعم الإرهاب الذي سفك دماء أكثر من مليون إنسان عربي بين أطفال ونساء في سورية والعراق واليمن، وتشريد ملايين آخرين، وبرغم أن عدد الضحايا لا يقارن بالملايين الذين قتلوا على أيدي هولاكو وهتلر، إلا أن الفرصة إذا أتيحت لتميم وخامنئي لأبادا سكان العالم العربي البالغ عددهم أكثر من 350 مليون إنسان من أجل تحقيق أهوائهما ومد نفوذهما. وبالتحليل النفسي لشخصيات الطغاة الأربعة هولاكو وهتلر وخامنئي وتميم كما فسره الخبير النفسي د. جمال فرويز في تصريحاته لـ"الرياض"، يؤكد أن الشخصية الطاغية الإرهابية مصابة بأمراض نفسية تتنوع بين الفصام والشكوك والبارانوية أو عقدة الاضطهاد التي تجعله مدفوعاً للقتال من خلال معتقدات خاطئة أو وهمية تتشكل لديه بمرور الوقت لتقوى وتسيطر على حياته. وأشار فرويز إلى أن أمثال الشخصيات الأربع، يرون أنهم على صواب، ويتصفون بالعنصرية والتعالي وحب العظمة والنظرة الدونية للآخر. وأوضح أن أخطر ما يعانون منه هو الصفة "السيكوباتية" التي تتعارض مع المجتمع، وتجعلهم لا يشعرون بالذنب عند إيذاء الآخرين، بل يستمتعون بذلك، ويعتقدون أنه الصواب. وأضاف فرويز أن الشخصيات الأربع تتشابه فيما بينها بالاستمتاع بالمشاهد القاسية والبشعة سواء التي يرتكبونها بأنفسهم أو التي يفعلها أتباعهم، اعتقاداً منهم أنها رسالة تهديد لمعارضيهم بأن مثل هذه المشاهد القاسية ستكون نهايتهم إذا ما استمروا في معارضتهم. قوم غرتهم أموالهم يقول الخبير الأمني اللواء محمد نور في شرحه لأسباب الدعم الإيراني القطري للإرهاب، إن إيران وقطر أصبحتا حصالة أو محفظة لتمويل الجماعات الإرهابية التي تعودت على قتل الأبرياء ونشر الدمار والخراب مرتدية عباءة الدين الذي هو بريء مما ترتكبه باسمه، مردفاً أن هدف خامنئي وتميم هو تحقيق طموحاتهما المريضة في الزعامة على حساب الدماء العربية. وأكد نور أن نهم الهيمنة لدى نظامي إيران وقطر، أصبح مرضيا، فبرغم أنهما يعرفان أنهما مهزومان يسعيان وراء السراب، ولا يستمعان لنصيحة أحد، ويواصلان نهب ثروات البلدين وإغراق شعبيهما في الأزمات الاقتصادية وتهديد مستقبلهما، لافتاً إلى أن كلا من خامنئي وتميم يهدران الثروات باللعب على وتر استغلال التطور التكويني للفكر الذي يسمي نفسه "جهاديا"، والذي ينبع من فكر تنظيم الإخوان. واستطرد أن التعاون الإيراني القطري لتفريخ تنظيم أشرس من داعش -الذي كشفته المعارضة القطرية مؤخراً-، يعد استمراراً لمسلسل العار الأبدي الذي يلطخ خامنئي وتميم، والذي لا يقل إجراماً عن استغلال الجمعيات الخيرية في دعم الإرهاب، واستغلال الدين في تجنيد الشباب بالتنظيمات المتطرفة التي يتم تفريخها سواء على أراضي البلدين أو مناطق الصراع في سورية والعراق واليمن، وإيواء رموز الإرهاب الدولي في طهران والدوحة، وتهديد الأمن القومي العربي. تطور الإرهاب فيما أبان الخبير السياسي رمضان الشافعي غيث أنه منذ ظهور الإرهاب كان مجرد حالات سرقة بسيطة أو قتل عنصر أمني، ثم تطور ليصبح جماعات وميليشيات مسلحة تتخذ الدين ستاراً، وتعمل وفق أجندات سياسية يسطرها داعمو الإرهاب. وتابع غيث أن ما كشفته المعارضة القطرية من توجه إيراني قطري نحو تأسيسِ تنظيم إرهابي أشرس من داعش، يؤكد صدق المعلومات التي انتشرت بشأن الاستفادة الإيرانية من ميلاد تنظيم داعش، حينما سمحت له إيران بالتوسع في مناطق السنة بالعراق وسورية، من أجل احتلالها إيرانياً فيما بعد تحت مزاعم محاربة داعش، لترتكب مجازر بشعة بحق المدنيين، وتمارس التغيير السكاني بتهجير السكان الأصليين واستبدالهم بآخرين موالين لطهران سواء من الداخل السوري والعراقي أو من دول أخرى. إرضاخ الطغاة من ناحيته، طالب خبير العلاقات الدولية طارق البرديسي، بضرورة تكثيف العقوبات الاقتصادية على إيران وقطر بسبب استمرار دعمهما للإرهاب، وإخضاع الأموال الإيرانية القطرية للمراقبة الدولية، لمنع وصولها إلى الشركات الوهمية والجمعيات والكيانات التي تزعم العمل الخيري والتي تعمل جميعها على تمويل التنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية بالدول العربية عليها حصر منافذ وصول الأموال الإيرانية والقطرية للإرهابيين ضمن ملف عربي موحد لمحاكمة النظامين الإيراني والقطري دولياً. وكانت المعارضة القطرية قد كشفت قبل أيام عبر حسابها في "تويتر" عن واحدة من أفظع جرائم تنظيمي الملالي والحمدين، بتعاون ثنائي بين أجهزة الأمن الإيرانية ونظيرتها القطرية لتشكيل تنظيم أكثر تطرفاً من تنظيم داعش الإرهابي. وقالت المعارضة: "التنظيم الجديد سيستعمل من أجل استهداف مصالح الدول الخليجية والعربية والغربية في مناطق تسيطر عليها إيران، وبعدها يتم خداع الرأي العام العالمي والادعاء أن ميليشياتها المذهبية تمكنت من كشف الفاعلين". وتابعت: "وبالتالي يكون تميم متورطا أيضاً بتقديم الدعم للإيرانيين في محاولة تحقيق هدفهم الدائم بتبييض صفحتهم أمام الخارج، وفي الوقت نفسه تشويه سمعة أمتنا العربية وشعوبها". ودعت المعارضة إلى إجراء محاكمة دولية لتميم بن حمد وتنظيمه، بسبب ما وصفته بسلسلة الفضائح المتواصلة التي يتورط بها النظام القطري إقليمياً ودولياً، وتضع سمعة الشعب القطري على المحك، مؤكدة أن أجهزة تميم ضالعة بإهدار الدم الخليجي والعربي لصالح خامنئي وحرسه الثوري وميليشياته في إطار مسار قديم وثابت.

مشاركة :