دمشق - كشف مسؤول في تحالف قوات سوريا الديمقراطية الأربعاء أن القوات الأميركية أقامت قاعدة جديدة في منبج في شمال سوريا قبل ثلاثة أشهر، لإيصال رسالة لتركيا بأن التمدد صوب هذه المنطقة خط أحمر. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد توعد مرارا بإرسال قوات إلى منبج بعد أن طردت قواته وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة عفرين الأبعد باتجاه الغرب في مارس الماضي. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور لديها والذي يشن تمردا داخل تركيا منذ عقود. وتبدي أنقرة انزعاجا من استمرار الدعم الغربي والأميركي على وجه الخصوص للوحدات في شمال سوريا. وقال شرفان درويش الناطق باسم المجلس العسكري في منبج التابع لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب إن القاعدة الجديدة، التي التقط مصور من “رويترز” صورا لها هذا الأسبوع، تضم قوات فرنسية كذلك. وأضاف درويش أن القوات الأميركية والفرنسية تقوم بدوريات على الجبهة بين قوات سوريا الديمقراطية ومعارضين مدعومين من تركيا. وأضاف أن القاعدة تأسست بعد فترة وجيزة من شن تركيا لهجوم على عفرين. Thumbnail ورفض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، التعليق على تصريحات درويش. وشنت أنقرة هجوما في يناير على وحدات حماية الشعب في عفرين، وتمكنت بعد أكثر من شهر من السيطرة على المدينة، وتعمل اليوم بشكل حثيث على تغيير الطبيعة الديمغرافية بها من خلال توطين اللاجئين (عرب سنة) والمرحلين من ريف دمشق. ويرى محللون أن إقامة قاعدة عسكرية في منبج هي رسالة واضحة من الولايات المتحدة بأن المنطقة تحت نفوذها وبالتالي لن يكون مسموحا لتركيا شن أي هجوم. ويلفت المحللون إلى أن تركيا على ما يبدو استوعبت هذه الرسالة جيدا، حيث أن تهديداتها بالتوجه صوب هذه المنطقة خفت بشكل ملحوظ، مع توجيه الأنظار صوب منطقة تل رفعت التي باتت تحت سيطرة النظام السوري بعد أن أخليت من الوحدات. وقال المتحدث الرسمي للرئاسة التركية، إبراهيم كالين، الأربعاء، إن بلاده لن تتردد في التدخل في تل رفعت في حال تعرضت للاعتداء منها، لافتا إلى أن هناك مباحثات تجري مع روسيا بهذا الشأن.
مشاركة :