قبل ثماني سنوات، استضاف المركز الفرنسي بالخرطوم معرضا تشكيليا للفنان السوداني خالد حامد وحمل عنوان المعرض اسما لأغنية سودانية شهيرة اسمها "كيف يجهلوك؟" لكن رواد المعرض جميعهم تفاجأوا بأن الفنان يقصد الحمار وليس الحبيبة المذكورة في الأغنية وأن جميع اللوحات التي حفل بها المعرض تجسد الألم الذي يعانيه الحمار مع الإنسان عبر التاريخ. ومنذ ذلك التاريخ عرف الفنان على نطاق واسع بصديق الحمير بل وعاشقها. لم تنته قصة الفنان مع الحمار على الورق فقط لكنه ظل على مدى عشر سنوات يسافر سنويا إلى أدغال إفريقيا ليتأمل الحمار الوحشي ويدرس أحواله على الطبيعة كحمار تمرد على الإنسان وعاش حرا من القيود التي تكبل شقيقه المستأنس. وبشيء من الفكاهة، ظل خالد حامد يسرد في جميع الحوارات الصحفية والتلفزيونية علاقاته الفريدة بذلك الحيوان الذي يوصف بالغباء ويستخدم في السباب الشعبي لكن فلسفته في الرسم بناها على الطبيعة الصبورة والمتفانية لذلك الحيوان الذي ظل يرافق الإنسان بصمت ووفاء يقابلها كثير من الجحود والإهمال والسخرية. وفي اليوم العالمي للحمير الذي يوافق الثامن من مايو، قال الفنان خالد حامد لـ"العربية.نت": "بيني وبين الحمير قواسم مشتركة.. في فترة ما من حياتي لم أكن أستطيع أن أقول (لا) وكذلك الحمار". في لوحاته الفنية الكثيرة التي تجسد الحمار في مواضع مختلفة يغلب عليها الصمت وانحناء الرأس، بينما هو يجر الأحمال يستخدم خالد العبارة المشهورة "سيظل التاريخ يحدثنا عن بطولات الجلاد طالما أنه لا يوجد من يوثق لحياة الحمار". خالد الذي يرتدي دائما ملابس مزينة بحمار الوحش وربطة عنق يستخدمها مناصرو الحمير في أوروبا وعليها وجه الحمار عنون معرضه الثاني في عام 2013 بعنوان "زيبرا" وأشار إلى الأبيض والأسود على جسد حمار الوحش وهو في رائيه يجسد التنوع والهوية وهي في النهاية فكرة الخير والشر وكل النقائض في الكون.
مشاركة :