تتعاقب التطورات في منطقة الشرق الأوسط تزيد من حدة القلق من اندلاع حرب جديدة، فبعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، ضربت إسرائيل العديد من المواقع الإيرانية في سوريا ردٍّا على ما قالت إنه هجوم صاروخي إيراني. قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم الخميس (10 مايو/ أيار 2018)، إن إسرائيل ضربت "كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا" الليلة الماضية. ويأتي ذلك عقب ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي قصفه لعشرات الأهداف الإيرانية في سوريا ردٍّا على ما قال إنه هجوم صاروخي إيراني. وأعرب وزير الدفاع الإسرائيلي عن أمله في أن تكون أحدث جولة من العنف مع إيران على الحدود السورية قد انتهت، كما أكد أن أي من الصواريخ الإيرانية لم تسقط داخل أراض تحت سيطرة إسرائيل وأنها إما لم تصل لأهدافها أو أسقطتها الدفاعات الإسرائيلية. وكان الجيش الإسرائيلي قد صرح في بيان إن "الهجوم واسع النطاق استهدف المواقع الإيرانية في سوريا". وذلك "ردًّا على الصواريخ التي أطلقها فيلق القدس الإيراني (التابع للحرس الثوري) باتجاه مواقع جيش الدفاع الإسرائيلي في مرتفعات الجولان". وأضاف أن الطائرات الإسرائيلية تعرضت لإطلاق نار من الدفاعات الجوية السورية، فيما ذكر المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس للصحفيين إن الجيش أبلغ السلطات الروسية قبل الهجوم. وتعد هذه المرة الأولى التي تتهم فيها إسرائيل إيران باستهدافها من سوريا منذ بدء النزاع في هذا البلد قبل ثماني سنوات، في تصعيد يأتي في خضم التوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني. وأسقط الجيش السوري عشرات الصواريخ الإسرائيلية، وفق ما أعلنت دمشق مشيرة في الوقت ذاتها أن بعضها استهدف مواقع عسكرية لم تحدد مناطق تواجدها. بينما قالت إسرائيل إنها ضربت "عشرات" الأهداف العسكرية الإيرانية من بينها منشآت استخباراتية ولوجستية ومستودعات، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لا تسعى للتصعيد العسكري مع إيران في سوريا. وبدأ التصعيد عند منتصف الليل في جنوب سوريا قبل أن يتوسع لاحقاً. وبداية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رد على "هجوم إيراني" بالصواريخ والقذائف استهدف الجزء المحتل من هضبة الجولان دون أن يوقع ضحايا، بعدما أفاد الإعلام الرسمي السوري عن قذائف مصدرها إسرائيل استهدفت مدينة البعث في محافظة القنيطرة جنوباً. ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر من القوات الموالية لدمشق بأن "بعض الصواريخ استهدف مواقع في ريف دمشق بينها فوج الدفاع الجوي قرب الضمير" في القلمون الشرقي قرب دمشق. وهو الأمر الذي أكده مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بقوله بأن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع عدة إيرانية وتابعة لحزب الله اللبناني في جنوب البلاد ووسطها وفي محيط دمشق. ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا، لكن الاستهداف طال مؤخراً مواقع يتواجد فيها إيرانيون. ويقاتل في سوريا منذ سنوات مقاتلون إيرانيون ومن حزب الله اللبناني إلى جانب الجيش السوري، وساهموا في معارك عدة في تغيير المعادلة على الأرض لصالحه. ولطالما كررت إسرائيل أنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا. و.ب/ ع.غ (أ ف ب، رويتر)
مشاركة :