تحقيق: فدوى إبراهيم أناقة المرأة تستمر معها في كل المواسم والأشهر، وها هي في شهر رمضان تطل على أهلها بأزياء تقليدية وعصرية، تحاكي فيها خصوصية الشهر الفضيل بحشمتها، وبتصاميمها المطرزة والمشغولة يدوياً محاكيةً بهجته، وبألوان وأقمشة تتلاءم مع حرارة فصل الصيف، وتبقى الأناقة رفيقة المرأة في كل المواسم.تحدثنا المصممة مريم المدفعي من دار (1001) عن أبرز توجهات الموضة التي اعتمدتها هذا العام لأناقة شهر رمضان قائلة: دائماً ما أضع في ذهني أولاً الفصل الذي يهل فيه شهر رمضان من حيث درجة الحرارة، وكونه يهل علينا صيفا فلا بد من اعتماد الأقمشة الباردة والألوان الفاتحة وبنفس الوقت المنعشة، مثل درجات الأبيض والبيج والأصفر والبرتقالي والفوشي والبنفسجي بدرجاتها الفاتحة، وقد ترغب بعض السيدات بارتداء الألوان الداكنة، فأصمم الجلابيات والعباءات الداكنة التي يمكن ارتداؤها بعد الفطور كالكحلي والأسود والألوان الأخرى بدرجاتها الداكنة.وحول أبرز أنماط الأزياء المعتمدة في تشكيلة رمضان تقول المدفعي: أميل دائماً إلى التصاميم التقليدية التي تحاكي تراث وثقافات الدول العربية، مثل البشوت والجلابيات المطرزة والمشكوكة بالخرز والترتر، وكلما كان العمل اليدوي فيه التطريز والشك أكثر مساحة كان ملائما للارتداء في العزائم والخروج المسائي، أما نهاراً فيجب أن تكون التصاميم بسيطة ومحتشمة وأنيقة بعيداً عن إثقالها بالمشغولات. وتشير المدفعي إلى أن أجمل الأزياء التي تتزين بها المرأة في رمضان هي تلك التي تحتفي بالتراث العربي سواء كانت أزياء إماراتية ذات أبعاد تراثية أو قفاطين مغربية أو غيرها، فأجواء رمضان دائماً ما تحيلنا للتقليدية المفعمة بالأصالة بحسب المدفعي، التي تؤكد أن اللون الذهبي الذي يزين طرف البشت والجلابيات المذهبة يعتبر ذا ميزة متفردة لأزياء رمضان. الجاكار والتول توافقها التوجه مصممة الأزياء إيمان آل ربيعة من «دار المخاوير» التي منذ شقت طريقها في عالم التصميم وضعت على عاتقها أداء مهمتها في المحافظة على الأزياء التراثية الإماراتية حتى وإن أضفت عليها بعض اللمسات المعاصرة، عن تشكيلتها لأزياء رمضان تحدثنا قائلة: حرصت هذا الموسم على أن أقدم ما يرضي مختلف الأذواق، لكن بنفس الوقت حافظت على تزيين تصاميمي بما يتلاءم والتراث المحلي، فلا تخلو تصاميم رمضان من اللمسات التراثية في المخاوير والزري والتلي، كما هناك مجموعات قدمت فيها الخامات الشائعة كالتول مع التطريز المغربي فكان منها الأثواب والفساتين المقدمة للسيدات والفتيات، قدمت أقمشة الشيفون والجاكار والتول الزري والمخور والتلي والتطريز المغربي، وللفتيات من عمر 4-14 فساتين من الزري ومضاف لها ثوب حيث تشجعهم على ارتداء التصاميم التراثية بشكل عصري.وتشير آل ربيعة إلى تصميمها تشكيلة من البشوت التي قدمتها بأفكار مبتكرة باستخدام أقمشة اللينين السادة والمنقوشة وبحافات ذهبية لتتلاءم مع الذهب الذي تحرص النساء على ارتدائه في مناسبات العزائم والزيارات في رمضان، وما يميز البشت النسائي بحسب آل ربيعة هو إمكانية ارتدائه فوق الملابس اليومية كالبناطيل والقمصان القطنية أو فوق الجلابيات والفساتين مما يمنح المرأة إطلالة متفردة ومحتشمة، مشيرة إلى أنها في كل موسم رمضاني تحرص على التجديد فيما تقدمه وبما يلائم الجميع دون أن تتنازل عن فكرة الإبقاء على اللمسة التراثية في كل ما تقدم.على جانب آخر تؤكد المصممة نسرين مهرو من «قصر الغلا للعبايات» أن الإقبال على اقتناء الأزياء المميزة في شهر رمضان يدل على رغبة المرأة في إظهار أناقتها في كل المواسم، وهذه فرصة لتكون بحلة مميزة وجديدة بين ضيوفها سواء كانت مستقبلة أو ضيفة في أمسيات الفطور والسحور، وتضيف قائلة: تختلف الأذواق، فبعضهن يملن إلى ارتداء ما هو مريح ومميز دون أن يكون مزيناً كثيراً بالشك والتطريز، بل يركزن على القماش البارد والمريح والتصميم الواسع، في المقابل فإن هناك سيدات يبحثن عن الأناقة والتفرد فيما يرتدين دون التركيز حول مدى كون التصميم مخصصا فقط لرمضان ليستطعن ارتداءه في مختلف المناسبات.وتشير مهرو إلى أن اختلاف أذواق السيدات يجعلها تركز في تصاميمها على تقديم كل ما يلبي رغباتهن، وهو ما جعلها تقدم التصاميم المزينة بالترتر والخرز واللولو والتطريز بنسب متفاوتة ما بين الكثير والقليل في القطعة الواحدة، كون هذه الزينة شائعة لهذا الموسم، وتضيف: هناك بعض التصاميم المتفردة ذات خصوصية حيث كتب عليها بالتطريز «رمضان كريم» مع الجلابيات الواسعة التي يمكن ارتداؤها بكثرة في هذا الشهر ناهيك عن موديلات مثقلة بالترتر وهي التي تحب النساء ارتداءها بعد الفطور في الزيارات العائلية وزيارات المجالس الخاصة لتكشف عن اهتمامها بأناقتها ومواكبة الموضة.وتشير المصممة مهين علي من «دار الزخرفة» إلى أن كثرة الإقبال على زيارة بازارات الأزياء والاكسسوارات والمعارض من قبل السيدات في رمضان يأتي لرغبتهن في التجديد بإطلالتهن ومنحها صبغة خاصة، لتكون محتشمة وأنيقة، فيكون من الضروري على كل سيدة أن تتميز بارتدائها الجديد كما هو الحال في الأعياد والمناسبات.وحول ما أحضرته من أزياء في تشكيلة رمضان تقول علي: اعتمدت الأقمشة الباردة للعباءات مثل قماش انترنت شيلة والشيفون والدانتيل والقصات الواسعة للأكمام والعباءات المغلقة من الأمام أو التي تغلق للحشمة، وبشك وتطريزات بسيطة على الأكمام أو تزيين طرف العباءة أو صدرها، وأحرص على أن تكون العباءات ملائمة للشهر وما بعده، كي تستطيع السيدة أن تستفيد من القطعة خلال شهور السنة، كما أحرص على منح السيدات فرصة من خلال مشاركتي في البازارات في اقتناء قطع مميزة الأسعار، بحيث يتاح لكل منهن اقتناء الجديد والمميز.وتطغى الروح الاحتفالية لشهر رمضان على تصاميم التشكيلة الجديدة ل «ماكس»، التي تطرح في الإمارات غداً، وتتضمن مجموعة متنوعة من الملابس التي يمكن ارتداؤها خلال مناسبات الإفطار العائلي وتجمعات السحور. وتضم التصاميم الجديدة مجموعة من الفساتين متوسطة الطول والطويلة، وسراويل واسعة بألوان وطبعات مختلفة، وقمصاناً مرصعّة بحبات اللؤلؤ الدقيق وسترات وقمصاناً رجالية أنيقة.وتضفي ألوان الباستيل وباقات الزهور المطبوعة على الأقمشة الناعمة والمنسدلة، لمحة من النعومة والإشراق، في حين تمنح المجوهرات الذهبية اللّون ودبابيس الشعر المخصصة للسيدات لمسة مميّزة في أيام رمضان.وقال أنكور سريفاستافا، رئيس قسم تصميم الأزياء: «نسعى دائماً إلى تصميم ملابس مريحة وأنيقة، تسمح بالتعبير عن الذات بشكلٍ متميّز ومتفرد. وراعينا في تصميماتنا إظهار ما يتناسب مع أجواء وأمسيات رمضان الخاصة عندما يجتمع أفراد الأسر والأصدقاء للإفطار. وبطبيعة الحال، استلهمنا هذه التشكيلة من مصادر متعددة مختلفة».وأشار إلى أن التشكيلة تعكس الروح الحقيقية لشهر رمضان المبارك بكلّ أناقة وتألّق، إذ صممت كل القطع بتفاصيلها الدقيقة وبلمسات أخّاذة، بدءاً من الأزياء المخصصة للصغار ذات الألوان والتصاميم المبهجة، والأزياء النسائية المحتشمة التي تتماشى مع الشهر الفضيل، وتشكيلة متميزة من ملابس الرجال التي تعكس ذوق الرجل العربي.
مشاركة :