لماذا نجح مخرج المحقق كونان؟

  • 5/11/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«أهلا بك في شركتنا. سعداء بانضمامكم إلينا ولكن يؤسفني أن أخبركم أن الشركة تعاني أزمة مالية كبيرة وقد تعلن إفلاسها بعد أشهر قليلة»، بهذه الكلمات رحب رئيس إحدى الشركات اليابانية بالشاب المعين حديثا (شيزونو كوبون) في أول يوم دوام له بعد تخرجه من معهد فني ياباني في تخصص الرسوم المتحركة. ظل الشاب شيزونو صامتاً لفترة في محاولة لاستيعاب الصدمة وهو يقول:»ويحك! إذا كان هذا حال الشركة فلماذا وظفتني؟؟». فأجاب المدير بكل برود: «بين شركتنا ومعهدك الذي تخرجت منه اتفاقية بأن نعين سنوياً أحد طلابه ولذلك كنت أنت سعيد الحظ الذين استقطبناه لشركتنا». تبسم شيزونو ليقول «حسنا.. قبلت التحدي! سوف أداوم وأعمل ولن أستلم أي راتب ولكن عندي شرط واحد هو أن تسمح لي بأن أعمل ما أريد!»، وقبل رئيس الشركة هذا الشرط.. مقالة اليوم تحكي قصة مخرج أفلام المحقق كونان وكيف استطاع أن يشق طريقه ليصبح واحداً من أهم أنجح وأبرز مخرجي الرسوم المتحركة في اليابان والعالم... لم تكن الطريق معبدة أبداً، فقد كان شيزونو مسؤولاً عن الإجابة على الاتصالات الهاتفية للدائنين الغاضبين على رئيس الشركة واستقبالهم في المكتب، ومع ذلك فلم يفقد الشاب تركيزه على تعلم مهارات الرسوم باستخدام مؤثرات الكومبيوتر، والتي كانت حديثة عهد في اليابان وقتها، وجاء اليوم الذي تقدم فيه بمقترح لرئيس الشركة لإنتاج عمل باستخدام هذه التقنية الجديدة التي لم تكن الشركات اليابانية تستخدمها عادة في الرسوم المتحركة، وحصل على موافقة الرئيس واستطاع إنتاج العمل والإشراف عليه في سن صغيرة جداً مستغلاً ظروف الشركة، والتي تركها كبار الموظفين، واستطاع أن يحقق إيرادات معقولة ساعدت على إنقاذ الشركة من وضعها الصعب. اشتهر شيزونو فطلبت شركة أخرى وده، وما هي إلا فترة ويطلب استوديو بوليجون من شيزونو أن يصبح المخرج لأول أعمالها في مسلسلات الرسوم المتحركة باستخدام تقنية رسوم الحاسوب، والتي أصبح الخبير الأول فيها في اليابان رغم صغر سنه. واستطاع أن يحقق النجاح في مسلسل الخيال العلمي (فرسان سيدونيا). في نفس الفترة كانت أفلام المحقق كونان تعاني من تناقص المبيعات والإيرادات. مما دعا الشركة المنتجة لاستقطاب شيزونو ليتولى الإشراف على سلسلة الأفلام الجديدة، وقبل شيزونو التحدي لكنه واجه صعوبة كبيرة في إقناع فريق العمل من الحرس القديم والذين كانوا يكبرونه في السن ويصرون على الأسلوب التقليدي رافضين أفكاره الجديدة، ومع ذلك تمكن من إقناعهم شيئا فشيئا بالقليل من التحديثات والتغييرات ليخرج الفيلم الأول ويحقق قفزة في المبيعات بسبب أفكار شيزونو الجديدة. الأمر الذي شجع فريق العمل لتقبل المزيد من الأفكار الجديدة، والتي ارتبطت بأرقام قياسية في مبيعات أفلام الرسوم المتحركة اليابانية. ما الدروس المستفادة من تجربة شيزونو؟ يمكن التفكير بالنقاط التالية: يجب النظر إلى كل مشكلة على أنها فرصة، وفي كل تحدٍ على أنه منصة للانتقال إلى أعلى. لن تنجح إذا استنسخت تجارب الآخرين بل لا بد أن تكون للمرء بصمته المميزة وطابعه المختلف عن الآخرين. احرص على تحقيق النجاحات حتى لو كانت صغيرة فالأرقام والحقائق على الأرض أقوى تأثيراً وأكثر قدرة على الإقناع من عشرات المحاضرات والخطط الاستراتيجية النظرية. لا تكتف بنجاحاتك السابقة وخض غمار التجارب الجديدة، وتعلم منها فهي السبيل لتطوير قدراتك. وأخيراً، تحتاج الأمم للعلوم والتقنية والصناعة والتعليم لكي تتطور، ولكن لا يمكن لها أن تنهض دونما وعاء اجتماعي وقوة ثقافية تعتز بها وتصدرها إلى أمم العالم الأخرى...

مشاركة :