تعرف على سنغافورة مقر استضافة قمة «ترامب-كيم»

  • 5/11/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر سنغافورة العصرية والآمنة والمنفتحة على الشرق والغرب معا خيارا طبيعيا لاستضافة القمة التاريخية المرتقبة بين رئيس الولايات المتحدة والزعيم الكوري الشمالي المتقلبي المزاج. وتستضيف هذه المدينة-الدولة المستقرة والنظيفة بإطارها الاستوائي، القمة المقررة في 12 يونيو/حزيران المقبل بين دونالد ترامب وكيم جونج أون، في لقاء هو الأول من نوعه بين رئيس أمريكي في المنصب وزعيم كوري شمالي. قبل بضعة أشهر فقط كان المسؤولان يتبادلان الشتائم والتهديدات بالحرب، لذا سرت تكهنات عدة حول اختيار مكان حيادي وشملت أيضا المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين والصين ومنغوليا. لكن سنغافورة التي تشبّه أحيانا بسويسرا نظرا لعدم انحيازها ومركزها كعاصمة مالية، هي في موقع فريد، إذ ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع كل من واشنطن وبيونجيانج، إضافة إلى سجل حافل من استضافة لقاءات حساسة. وقال ليم تاي واي الباحث في معهد شرق آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية “كدولة حيادية وموضوعية مع مبادئ ثابتة في السياسة الخارجية، وكونها دولة صغيرة ليس لديها رغبة أو مقدرة على الحاق الاذى بدول أخرى وبمصالحها، فإن سنغافورة تستوفي تلك المتطلبات”. تعد هذه الدولة الجزيرة البالغ عدد سكانها 5,6 مليون نسمة إحدى أكثر دول العالم ثراء للفرد، ولديها جيش متطور وبنية تحتية أمنية قوية وتعتبر إحدى أكثر الاماكن على الأرض أمنا ومن الأقل فسادا. وموقعها بين دولتين أكبر حجما وتعيش فيهما غالبية مسلمة هما إندونيسيا وماليزيا، جعلها متيقظة إزاء أي عناصر متطرفة. كما منع حكم الحزب الواحد منذ الاستقلال عن بريطانيا قبل نحو ستة عقود، المعارضة من اسماع صوتها ما أثار اتهامات للحكومة بالقمع ويستبعد إمكانية اي احتجاجات حول القمة. كما أن وجود نخبة من الفنادق الفاخرة والمواقع الأخرى المحتملة التي يمكن مراقبة وضبط الفعاليات المنعقدة فيها، لعبت على الأرجح دورا في ميل كيم لها فهو لن يرحب بأي مفاجآت. أرض حيادية المعروف إن كيم سافر إلى الخارج للمرة الأولى هذا العام، مع زيارتان إلى الصين ولقاء قصير عبر الحدود الخاضعة لإجراءات أمنية مشددة إلى كوريا الجنوبية لعقد قمة تاريخية مع الرئيس مون جاي-إن في أبريل/نيسان. في 2015 استضافت سنغافورة لقاء تاريخيا بين الرئيس الصيني شي جينبينج ورئيس تايوان آنذاك ما ينج-جيو هو الأول من نوعه بين الجانبين منذ انفصال تايوان عن الصين في 1949 وقطيعة استمرت عقودا. ولديها خبرة أيضا في استضافة قمم واجتماعات أخرى لزعماء وقادة مثل القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) والاجتماع السنوي لحوار شانجري-لا وهو منتدى دفاعي يجمع رؤساء وقادة دول ووزراء دفاع وكبار القادة العسكريين. ويأتي منتدى هذا العام في فندق شانجري-لا قبل اسبوع من قمة ترامب وكيم، ما يعني أن سنغافورة ستكون في حالة استنفار أمني عال، ما يغذي التكهنات أن يكون هذا الفندق مكان استضافة القمة. من وجهة نظر ترامب، فإن سنغافورة المراعية لقطاع الاعمال هي من بين أقرب الشركاء التجاريين والأمنيين في آسيا. والسفر إلى سنغافورة يجنب ترامب المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين التي ربما تبدو مكانا مريحا لكيم فيما قمة في بكين ربما تسمح للصين بممارسة سيطرة. وقالت سارة تيو الخبيرة في الأمن الإقليمي في كلية راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إن سنغافورة “لا تحمل عبئا تاريخيا او سياسيا” كمواقع أخرى. وستكون مقبولة أيضا لدى بكين، الحليف الكبير الوحيد لكوريا الشمالية والتي لا تزال تتمتع بنفوذ قوي لدى بيونجيانج. وطالما ارتبطت سنغافورة بعلاقات سلسلة مع الصين. وذكرت مقالة في صحيفة ستريتس تايمز الصادرة في سنغافورة إن “قمة ناجحة ستكون مفخرة كبيرة لسنغافورة تزيد من شهرتها كمكان حيادي وللتعامل العادل”. وبين سنغافورة وكوريا الشمالية علاقات معقولة، على سبيل المثال، فإن أول شركة محاماة ومطعم للوجبات السريعة في بيونجيانج أنشأهما سنغافوريون — رغم أزمة في العام الماضي عندما قطعت سنغافورة علاقاتها التجارية معها امتثالا لعقوبات دولية على بيونجيانج على خلفية برنامجيها النووي والصاروخي.

مشاركة :