"يسرائيل ويس"، عضو جماعة "اليهود المتحدون ضد الصهيونية"، إن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل يزيد معاناة الشعب الفلسطيني واليهود، مشددا على أنه ليس من حق إسرائيل، وفق التوراة، إقامة وطن لها. وأضاف "ويس" في تصريحات للأناضول بمدينة إسطنبول التركية، أن "الصهيونية تستخدم الديانة اليهودية أداة لتحقيق مصالحها، وهذه هي الطريقة الأساسية للحصول على الدعم من العالم، عبر إلباس أنفسهم ثوب القداسة باستخدام الرمز اليهودي (نجمة داود واسم إسرائيل)". ومضى قائلا إنه "ليس لإسرائيل تماما الحق في إقامة وطن لها، وهذا من التوراة، فلا يُسمح لنا أن يكون لدينا وطن يهودي منذ 2000 عام، ونحن نحترم هذا". وتابع: "منذ 2000 سنة لم نقم أبدا بإنشاء وطن يهودي، كذلك لا يسمح لنا بالسرقة ولا القتل، لذلك فالتصرفات الصهيونية لا تخضع لقواعد، وليس من حق الصهيونية، وفق التوراة، إقامة دولة إسرائيل". ** مزيد من الكراهية بعد أيام تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس الفلسطينية المحتلة، بالتزامن مع الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل على أراض فلسطينية محتلة عام 1948. ما علق عليه الحاخام اليهودي بأن "إسرائيل لا تملك الحق في إعلان القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لها، فالدولة كلها غير مشروعة، لذا من الطبيعي أنها لا تستطيع أن تطالب بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل". وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 ديسمبر / كانون الأول 2017، اعتبار القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال. ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا إعلانها مع القدس الغربية في 1980 "عاصمة موحدة وأبدية لها". وحول التوافق الأمريكي مع إسرائيل، ودعم واشنطن لبناء "الدولة اليهودية" في فلسطين، قال "ويس": "حسنا، هذا جزء من هذه النكبة، جزء من المأساة". وأرجع هذا الدعم إلى "أنهم (الأمريكيين) يهتمون بشكل جيد باليهود، كونهم (اليهود) عانوا الكثير، لكن للأسف يتم توجيه الاهتمام والمساعدة بشكل خاطئ". وقال إن هذا "التأييد يتسبب فقط في المزيد من الكراهية وسفك الدماء والمعاناة لكل من الفلسطينيين واليهود، وليس هذا هو الحل.. ليس مقبولا إقامة دولة باحتلال شعب آخر". وشدد "ويس" على أن "الدعم الأمريكي غير مقبول تماما بهذا الشكل". ** قادة "منافقون" وشن الحاخام اليهودي هجوما حادا على قادة إسرائيل، بسبب دورهم في قيام هذه الدولة، وموقفهم من الدين. ووصف هؤلاء القادة بأنهم "منافقون جدا، فهم الأكثر معارضة للدين.. جميع قادتهم (إسرائيل) يكرهون الدين". وقال إنه "إذا نظرت إلى الجلسة الأولى (في الكنيست الإسرائيلي بعد قيام دولة إسرائيل) فسترى أنهم لم يغطوا رؤوسهم حتى، ولم يضعوا اسم الله في إعلان استقلالهم، فهم يكرهون الله". وأضاف أن "الصهيونية غيرت اللغة من العبرية القديمة إلى العبرية الجديدة، فهم (الصهاينة) يكرهون أي شيء له علاقة بالله". ** نهاية إسرائيل وحول تصوره لاحتمال انتهاء وجود إسرائيل كدولة، كما يردد بعض اليهود، أجاب الحاخام اليهودي: "لست نبيا.. لكن نعلم أن الله رحيم". وتابع: "ونأمل أن ينتهي الأمر بالتأكيد، لأنه ضد الإله، ولأنه يقول في التوراة (بينما أنت متمرد عليّ لن تكون ناجحا).. نأمل أن يحقق الله نهاية أفضل، لا يمكننا إلا أن نصلي من أجل ذلك". وفيما يتعلق بحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم، قال "ويس" إن "هذا شيء مثير للاهتمام، لقد مررنا بالمحرقة (النازية) ومررنا بمحاكم التفتيش، ومررنا بأشياء كثيرة، ونحن في تقاليدنا، ورغم معاناتنا، لم نتعلم أبدا حمل السلاح لحماية أنفسنا، ما نفعله هو أن نصلي لله ونتوب إليه ونحاول أن نسترضيه، ونتحدث مع زعمائنا". وأضاف أن "حاخاماتنا أرادوا الذهاب إلى (الزعيم النازي أدولف) هتلر، لكن لم يسمح لهم الصهاينة بذلك، بل وقفوا في طريقهم، لذلك لدينا طرقنا، ولا نخبر الأشخاص الآخرين بما يجب عليهم فعله". وشدد على أن "الصهيونية هي أساس وجذر المشكلة، وإذا عالجنا ذلك من خلال إزالة الصهيونية، فسيحل سلام، وسيكون العالم قادرا على العيش بسلام وأمان". ** الشر والضحية وتنشط جماعة "اليهود المتحدون ضد الصهيونية" في معارضة السياسات الإسرائيلية، وتعقد لقاءات مع شخصيات وزعماء عرب ومسلمين. وقال الحاخام اليهودي: "نعقد لقاءات مع علماء مسلمين ونشطاء في النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، ونفعل ذلك منذ البداية (منذ أن بدأت الصهيونية)، حيث التقى حاخاماتنا بملك الأردن وقادة وعلماء العرب، ويمكننا أن نواصل العمل على ذلك". واستطرد: "التقينا مع الكثير من العلماء.. علماء من الشيعة ومن السنة، ونلتقي مع الجميع.. نقول دوما إن لدينا اختلافا واضحا في الدين، لكن لا مشكلة في ذلك، إذ يمكننا التعايش، وقد تعايشنا بالفعل". وختم "ويس" بالتشديد على أن "الناس يجب أن يفهموا أن المشكلة تكمن في أن الصهيونية شر، والضحايا هم الفلسطينيون". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :